تعزية للشعب المصري العزيز والعالم الإسلامي في فقيد الأمة الكبير الدكتور محمد عمارة

قال تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" {البقرة: 155-157}

بلغنا صباح هذا اليوم نبأ وفاة المفكر والعالم الإسلامي الكبير الدكتور محمد عمارة (رحمه الله) بعد رحلة طويلة من البذل والعطاء، تاركاً إرثاً فكرياً كبيراً يزيد عن ثلاثمئة كتاب في علوم التاريخ والفكر والحضارة والعقيدة والتشريع، بَلَّغ بها الدعوة وأقام الحجة بالأدلة الدامغة ودفع الشبهات بأسلوب عصري سلس وفرادة لغوية قلَّ نظيرها، مما جعله في مقدمة أفذاذ الفكر الإسلامي ورواد التجديد الحضاري؛ بيّن معالم الإسلام وتجلت في أفكاره عظمة الدين وقيم الحضارة الإسلامية الرفيعة.
كان الدكتور محمد عمارة يقاتل على ثغر عظيم في ردم الشبهات والدفاع عن الفكر الإسلامي، ونفع الله بكتبه نفعاً عظيماً. وكان شجاعاً غير هياب في الدفاع عن كتاب الله وسنة نبيه وحضارة الأمة وتاريخها وقيمها وعقيدتها وشريعتها بفكره النير وقلمه السيال.
وكم استفاد أبناء الأمة الإسلامية من هذا العَلمِ الجهبذ ... نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وإننا نعزي أنفسنا وأهل الفقيد والشعب المصري العزيز والعالم الإسلامي بوفاة علمٍ من أعلامها الكبار، وصبرنا الله تعالى على هذا المصاب الجلل وعوض أمتنا خيراً.