الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

الشفاعة: تعريفها وأقسامها

الحلقة: الرابعة والعشرون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1441 ه/ يوليو 2020

أولاً ـ تعريف الشفاعة:

التوسُّطُ للغيرِ بِجَلْبِ منفعةٍ أو دَفْعِ مضرّةٍ.

ثانياً ـ الأدلة القرآنية والنبوية:

في ثبوت الشفاعة لأهلها ونفيها عمن عداهم :

أ ـ الآيات القرآنية :

1 ـ قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾ [ البقرة: 255 ] .

2 ـ وقال تعالى: ﴿مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ﴾ [ يونس: 3 ] .

3 ـ وقال تعالى: ﴿وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى﴾ [ الأنبياء: 28 ]

4 ـ وقال تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ لاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً *﴾ [طـه: 109] .

5 ـ وقال تعالى: ﴿وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ﴾ [النجم: 26] .

6 ـ وقال تعالى: ﴿وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *﴾ [الزخرف: 86] وفي قوله تعالى: أي الأصنام والأوثان أي ﴿وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ﴾ يقدرون على الشفاعة لهم هـذا استثناء ﴿إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ *﴾، أي: لكنْ مَنْ شهدَ بالحقِّ على بصيرةٍ وعلمٍ فإنّه تنفع شفاعته عند الله بإذنه له، فهـذه الآيات تدلُّ على الشفاعة المثبتة بشروطها .

وأما الآيات الدالة على نفي الشفاعة عن غير أهلها وهم الكفار، فمنها :

1 ـ قال تعالى: ﴿لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ﴾ [الأنعام: 51] .

2 ـ وقال تعالى: ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ *﴾ [غافر: 18] .

والمرادُ بالظالمين هنا الكافرون، ويشهدُ لذلك مُفْتَتَحُ الآية إذ هي في ذكر الكافرين.

3 ـ وقال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 44] .

ب ـ الأحاديث النبوية

لقد ورد ذكر الشفاعة كثيراً في الأحاديث النبوية الشريفة في كتب السنة الصحاح منها:

1 ـ قال رسول الله (ﷺ): « لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ دعا بها في أمته فاستجيبَ له، وإنّي أريد أنْ أُؤَخِّرَ دعوتي شفاعةً لأمتي يومَ القيامةِ ».

2 ـ قال رسول الله (ﷺ): « أُعطيتُ خمساً لمْ يُعْطَهُنَّ أحدٌ قبلي (وذكر منها) وأُعطيتُ الشفاعةَ »[(378)] .

3 ـ وقال رسول الله (ﷺ): « أنا سيّدُ وِلْدِ ادمَ يَومَ القيامةِ ... وأوَّلُ شافعٍ وأوَّل مُشَفَّعٍ ».

ثالثاً ـ أقسام الشفاعة في الآخرة :

تنقسِمُ الشفاعةُ في الآخرة إلى :

1 ـ الشفاعة الصحيحة:

وهي التي جمعت شروطَ الشفاعةِ الثلاثة، وهي

رضي الله عن الشافع، ورضاه عن المشفوع له، والإذن بذلك . وسيأتي تفصيل هـذه الشروط في الفقرة الاتية .

2 ـ الشفاعة الباطلة:

هي ما يتعلّق به المشركون في أصنامهم، حيث يعبدونهم، ويزعمون أنّهم شفعاء لهم عند الله، كما قال تعالى: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاَءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ [يونس: 18] ولكنّ هـذه الشفاعة بالله لا تنفعُ كما قال تعالى: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ *﴾ [المدثر: 48].

ومن الآيات الدالة على بطلان شفاعة المشركين قوله تعالى: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لاَ يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلاَ يَعْقِلُونَ *﴾ [الزمر: 43] وقوله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *﴾ [الزمر: 44] .

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:

الإيمان باليوم الآخر

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022