إيتاء العباد كتبهم يوم الحساب
الحلقة:التاسعة والعشرون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1441 ه/ أغسطس 2020
ذكر الله سبحانه وتعالى مشهدَ الحساب والجزاء فقال تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ *﴾ [الزمر: 69] والمرادُ بالحسابِ هو أن يقفَ العبادُ بين يدي الله تبارك وتعالى، وأن يعرّفوا بما عملوا، وأن تحضرَ أقوالُهم، ما صدر منهم في الحياة الدنيا من إيمانٍ وكُفرٍ، وطاعةٍ ومعصيةٍ، وما يستحقّونه من ثوابٍ وعذابٍ، ثم ما كان يتسلّمونه من كُتُبٍ بإيمانهم، إن كانوا مؤمنينَ صالحينَ، أو بشمالِهم، إنْ كانوا طالحينَ .
قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا *﴾ [الانشقاق: 7 ـ 8] فذكر إيتاءَهم الكتبَ أولاً، ثم عقّب بحرف الفاء، الذي يقتضي الترتيبَ والتعقيبَ، فذكر الحسابَ . ويُخْرَجُ لكلِّ إنسانٍ كتابٌ مفتوحٌ، فيقرأه، وإن كان أُمياً، لإقامة الحُجَّةِ عليه .
قال تعالى: ﴿فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً *﴾ [الإسراء: 13 ـ 15] وهـذا الكتابُ يأخذهُ المؤمنُ بيمنهِ مِنْ أمامِه، وأمّا الكافِرُ فيأخذهُ بشمالهِ مِنْ خلفِ ظهرهِ .
قال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَأُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ *فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ *فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ *قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ *كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ *وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ *يَالَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ *مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ *هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ *خُذُوهُ فَغُلُّوهُ *ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ *ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ *﴾ [الحاقة: 19 ـ 32] .
وقال تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ *فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا *وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ *فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *وَيَصْلَى سَعِيرًا *﴾ [الانشقاق: 7 ـ 12] .
وقال تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَأُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً *﴾ [الإسراء: 71] .
وقال تعالى: ﴿وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُون ياوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا *﴾ [الكهف: 79] .
وقال تعالى: ﴿وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ *وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ *﴾ [القمر: 52 ـ 53] والّذينَ يكتبونَ همُ الملائكة، الذين وكّلهم اللهُ مع كلِّ إنسان، يسجِّلُونَ عليه كلَّ شيءٍ، قال تعالى: ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ *كِرَامًا كَاتِبِينَ *يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ *﴾ [الإنفطار: 10 ـ 12] .
قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ *﴾ [يـس: 12] .
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book173.pdf