السبت

1446-11-05

|

2025-5-3

تجارة الخيول في عهد سليمان (عليه السلام) ...

مختارات من كتاب الأنبياء الملوك ...

بقلم: د. علي محمد الصلابي ...

الحلقة (32)

 

يقول الدكتور عبد التواب السيد: ولعلّ مما سهل لسليمان أن يكون وسيطاً في تجارة الخيول والمركبات هو علاقته الوطيدة بمصر عن طريق زوجته المصرية، وكان المصدر الثاني للخيول هي دولة سلسيا في جنوب آسيا الصغرى بين جبل طوروس والبحر المتوسط، وتشتهر أيضاً بخيولها.

وقد أقام سليمان (عليه السلام) حظائر للخيل في مناطق متعددة من مملكته في بيت شأن، وحاصور، ومجدو، وتغنك، وأورشليم، وغيرها من المدن التي بها الحاميات المسيطر على طرق التجارة. وقد كشفت بعثات التنقيب الأمريكية في مجدو عن حظائر ترجع إلى عهد سليمان (عليه السلام)، ووجدوا بقايا من إسطبلات الخيول، والتي كانت تنظم حول فناء دائري مبلّط ببلاط من الحيرى، وممر عرضه عشرة أقدام، وقد رصف بصخور خشبية ليحول دون انزلاق الخيل، وخارج الممر مرابط فسيحة عرض كل منها عشرة أقدام، ووجدوا بعض معالف طعام الخيول، ومعدات السقي، وخارج الحظائر تجد مساحات واسعة للمركبات. وقدّر أن كل إسطبل كان يحوي 450 حصاناً، ولكل حظيرة 150 عربة، فإذا افترضنا عرض المربط، 5 أمتار لكي يتحرك فيه الحصان بحرية، كان محيط الفناء الدائري 115 متراً، وبذلك تبلغ مساحة الإسطبل الواحد بفنائه الخارجي الذي توضع فيه المركبات حوالي 13 فدّاناً، وهذا يثير الدهشة من اتّساع هذه الإسطبلات والعناية غير العادية التي بذلت بوفرة في المباني، والخدمات، وهو ما يدل على أن الخيل في عهد سليمان كانت تلقى أحسن رعاية؛ الأمر الذي استحق أن يسجّل في القرآن الكريم.

 

مراجع الحلقة:

- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 167-169.

- الجوانب الاقتصادية في حياة سيدنا سليمان (عليه السلام)، عبد التواب سيد محمد إبراهيم، ص 16.

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022