أولاً: تعريف السلطة التنفيذية:

يقول ابن خلدون: أن الاجماع الانسانى ضرورى ويعبر الحكماء عن هذا بقولهم: الانسان مدنى بالطبع أى لابد له من الاجتماع .. ثم إن هذا الاجتماع إذا حصل للبشر كما قررناه وتم عمران العالم بهم فلا بد من وازع يدفع بعضهم لما فى طباعهم الحيوانية من العدوان والظلم .. ثم بين ذلم الوازع أنه: واحد منهم يكون له عليهم الغلبة والسلطان واليد القاهرة حتى لا يصل أحد إلي غيره بعدوان وهذا هو معنى الملك

وهكذا يبين ابن خلدون أهمية السلطة فى حياه البشر وأن أمور الناس لا تستقيم إلا بوجود

1. السلطة فى اللغة:

وردت مادة هذه اللفظة فى القرآن الكريم على صيغة الفعل والسلطان لعد معان

• منها : القهر والغلبة قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ﴾ )النساء، آية : 90 ).

• وقال تعالى: ﴿وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ﴾ ( الحشر،  آية: 6 )

• ومنها الحجو والبرهان كقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ ( هود،  آية: 96 )

وقال الدامغانى: وكل سلطان فى القرآن فى أمر موسي أراد به حجة موسي

وقال الراغب الأصفهانى: سمى الحجة سلطاناً وذلك لما يلحق من الهجوم على القلوب لكن أكثر تسلطه على أهل العلم والحكمة من المؤمنين قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ﴾ ( غافر،  آية: 35 ) وقال تعالي: ﴿فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ ( ابراهيم،  آية: 10 )

• ومنها : الملك – بكسر الميم – كما قال تعالى: ﴿مَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ﴾ ( ابراهيم،  آية: 22 )

يعنى من ملك فأقهركم على الشرك

والسلطان: الوالي.

وبالنظر فى المعانى الواردة لكلمه (السلطة والسلطان) نجد أنها على مغنى القوة والقهر والغلبة والحجه والقدرة والتمكين.

ومن هذه المعانى أخذ المعنى الاصطلاحى إذا أن صاحب السلطة تكون لدية المكنة على حمل الغير حسب ما يراه بمقتضي القوة الممنوحه له من لدن مانح هذه السلطة على من سلط عليهم