أولا: أصول الأسرة الزنكية
ينتمى عماد الدين بن آق سنقر بن عبدالله آل ترغان الى قبائل (السبايو) التركمانية وقد حظي والده أبوسعيد آق سنقر الملقب بقسيم الدوله والمعروف بالحاجب بإهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية والعسكرية للدولة السلجوقية وكان آق سنقر من أصحاب السلطان ملكشاه الأول واترابه وقبل إنه كان لصيقا ومن أخص أصدقائه فقد نشأ الرجلان وترعرعامعاً ولما تسلم ملكشاه الحكم عينه حاجباً له وحظي عنده فكان من المقربين وأنس إليه ووثق به حتى أفضي إلية بأسراره واعتمد عليه فى مهماته فكان أبرز قادته
ثانيا: مكانة آق سنقر عند السلطان ملكشاه:
من أقوي الدلائل على الحظوة التىحازها آق سنقر عند السلطان منحه لقب "قسيم الدولة" وهذا يعنى الشريك وكانت الألقاب فى تلك الآونة مصونة لا تعطي إلا لمستحقيها ويبدو أنه فقاسم ملكشاة شؤون الحكم والإدارة بالإضافة إلي ذلك فإن آق سنقر كان يبق إلي يمين سدة السلطنة ولا يتقدمة أحد وصار ذلك أيضا لعقبة من بعده
والراجح أن منح آق سنقر هذه اللقب يعود إلي ثلاثة أسباب:
- محبة السلطان ملكشاه له ودعمه إياه
- انتسابه الى قبيلة تركية لها مكانتها وأهميتها بين القبائل السلجوقية الحاكمة وأنه كان ذا مكانة رفيعة فيها
- أنه أدى خدمات جليلة لملكشاه استحقت منحة هذا اللقب
وإشترك آق سنقر الى جانب السلاجقة فى معارك عديدة فقد سيره ملكشاة عام 477 هـ مع عميد الدوله بن فخر الدوله فى محاولة للإستيلاء على الموصل وطرد العقيليين منها وقد تمكنا من إنجاز هذه المهمه وبعد مرور سنتين إشترك مع السلطان ملكشاه فى إنتزاع حلب من نواب العقيليين فولاه إياها تقديرا لجهوده وقد تسلم آق سنقر منصبة فى حلب وأعمالها كمنيع واللاذقية وكفر طاب وإستطاع ان يوسع نطاق ولايته بالاستيلاء على حمص 483 هـ وحصن افامية عان 484 هـ كما فرض طاعته على صاحب شيرز عام 481 هـ وفى عام 485 هـ اشترك مع ملكشاه فى مهاجمة العقيليين والانتصار عليهم فى قرب الموصل وظلت علاقة آق مع سنقر بالسلطان ملكشاه قائمة على الطاعة والتفاهم المتشرك ولم يسع يوماً الى الخروج على أوامره ورفض السلطان بدوره الاستجابة لشكاوى معارضي آق سنقر او إقرار مساعيهم للتخلص منه.