سادساً:القائمون على دعوة النصارى في عصر الحروب الصليبية:
1- القادة والولاة: ومن أبرزهم عماد الدين زنكي الذي ولاّه السلطان السلجوقي محمود بن محمد بن ملكشاه الموصل سنة 521هـ، فعظم أمره بعد ذلك، وتوسّعت دولته لشجاعته وإقدامه وحرصه على جمع كلمة المسلمين في مواجهة النصارى، قال عنه الذهبي: كان بطلاً شجاعاً مقداماً كأبيه (405)وقد كان من أبرز جهوده في مواجهة الفرنج ودعوتهم وضعه أساس الوحدة الإسلامية في الموصل والشام والتي كانت من أهم الأسباب التي مكنت المسلمين من المواجهة، وصدّ زحف النصارى على البلاد الإسلامية؛ إذ دخلت في طاعته مجموعة من المدن المستقلة والمتناحرة بينها، وكان قد بدأ بجزيرة ابن عمر سنة 521هـ وغير ذلك، وبعد أن حقق هذه الوحدة بدأ بجهاد الصليبيين و هزمهم في مواقع كثيرة، وكان من أبرز إنجازاته في ذلك فتحه لإمارة الرها الصليبية سنة 539هـ (406)، وقال أحد الكتاب الأوروبيين عن أهمية هذا الفتح:وسقوط الرها في يد زنكي يعتبر نقطة تحوّل في الشرق اللاتيني، كما يعتبر بداية النهاية (407)، وبعد مقتله عام 541هـ تولى ابنه نور الدين محمود زنكي، وكان ذا ديانة وورع ومداومة للجهاد، محباً للسنة، مظهراً لها، مزيلاً للمناكير، ممكناً لأهل الخير في دولته (408)قال عنه ابن الأثير: طالعت السير فلم أر فيها بعد الخلفاء الراشدين وعمر بن عبدالعزيز أحسن من سيرته، ولا أكثر تحرّياً منه للعدل (409)، وقال ابن كثير: كان آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، محباً للعلماء والفقراء والصالحين، مبغضاً للظلم، صحيح الاعتقاد..وكان قد قمع المناكر وأهلها، ورفع العلم والشرع، وكان مدمناً لقيام الليل (410)، وقال أبو شامة المقدسي:..كان يعظم العلماء، ويجمعهم عنده للبحث والنظر، واستقدمهم إليه من البلاد الشاسعة(411)، قال رحمه الله مبيناً دور الفقهاء والعلماء في ظهور دولته، ونصره على أعدائه الفرنج: هؤلاء جند الله، وبدعائهم نُنصر على الأعداء، ولهم في بيت المال حق أضعاف ما أعطيهم، فإذا رضوا منا ببعض حقهم فلهم المنة علينا (412)، وكان رحمه الله – متمسكاً بالسنة، وقافاً عند حدود الله، أظهر في بلاده السنة وأمات البدعة (413)، وكان أكثر القادة المسلمين في هذه الفترة مواجهة للنصارى، فمن جهوده المباشرة في دعوتهم مراسلاته مع بعض قادتهم بشأن العلاقات بينهم وبين المسلمين، وما تحقق من جراء ذلك للأمة من المصالح، كمراسلاته مع ملك الروم، والتي تمخضت عن هدنه مكنت المسلمين من مواجهة أعداء آخرين، ومراسلاته مع ملك الأرمن؛ فقد أدت هذه المراسلات إلى استمالته في صف المسلمين ضد أبناء مِلّته(414)، ومن جهوده المباشرة أيضاً في دعوتهم جهاده المستمر لهم، والذي أثمر عن تقلّص نفوذهم في بلاد الشام، وظهور دولة المسلمين بعد ضعف وفرقة، وقد قال ابن الجوزي عن ذلك:..وجاهد وانتزع من الكفار نيفاً وخمسين مدينة وحصناً(415)، بل وأسر بعض قادتهم كصاحب طرابلس، وصاحب الروم، وابن جوسلين وغيرهم، ولهذه الانتصارات الكبيرة على الفرنج والتمكين للمسلمين بعد ضعفهم في الشام مع قلة العسكر في مواجهة تكالب النصارى على المسلمين، أدرك بعض النصارى سبب هذه الانتصارات، وأنه لا يرجع إلى القوة العسكرية، فحسب بل إلى صبر نور الدين، واحتسابه وصدقه، وإنابته إلى الله سبحانه، مع الأخذ بالأسباب؛ إذ قال بعضهم: .. وابن القسيم له مع الله سرّ، فإنه لا يظفر علينا بكثرة جنده وعسكره، وإنما يظفر علينا بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل، ويرفع يده إلى الله، ويدعو، فالله سبحانه وتعالى يستجيب له دعاءه، ويعطيه سؤاله، وما يرده خائباً، فيظفر علينا (416)، ومن جهوده، غير المباشرة في دعوة النصارى تحقيقه للوحدة بين المسلمين في الموصل والشام ومصر، مما كان له أثره الكبير في نجاح عملية الجهاد (417)، يُضاف إلى ذلك اهتمامه بالعلم والعلماء؛ فقد بنى المدارس في حلب وحماة ودمشق، وشيد دار الحديث في دمشق، ولا يخفى أثر ذلك في نشر العلم وتثقيف المسلمين، مما ساعد على مواجهة شُبَه النصارى بل ودعوتهم، وهكذا كان نور الدين عزاً للمسلمين في الشام ومصر بعد ضعف وظهور النصارى، وكانت جهوده في مواجهة النصارى ودعوتهم الأساس لنجاح جهود من بعده من الولاة والقادة، كصلاح الدين والظاهر بيبرس وغيرهما (418).
قال ابن كثير موضحاً الإنسجام التام بين الراعي والرعية:.. وفيها – أي سنة 552هـ مرض نور الدين فمرض الشام بمرضه، وعوفي ففرح المسلمون فرحاً شديداً (419)وبعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة توفي نور الدين 569هـ في دمشق رحمه الله رحمة واسعة (420)ومن أراد التوسّع فليراجع كتابي عن الزنكيين.
أ- جهود صلاح الدين في دعوة النصارى:كان خليقاً للإمارة مهيباً، شجاعاً، حازماً، مجاهداً، كثير الغزو عالي الهمة (421) أمضى حياته في جهاد الفرنج والنصارى، ودعوتهم إلى الإسلام، فكان خلال لقاءاته بقادتهم ومحادثاته معهم يستغلها في إبراز محاسن الإسلام لهم ودعوتهم إليه، ومن ذلك مثلاً ما فعله مع صاحب صيدا الإفرنجي حيث قال ابن شداد عن ذلك: ... ولقد رأيته وقد دخل عليه صاحب صيدا بالناصرة فاحترمه وأكرمه وأكل معه الطعام ومع ذلك عرض عليه الإسلام فذكر له طرفاً من محاسنه وحثه عليه (422)، وكان يستغل علاقاته الحسنة مع بعض قادتهم من أجل التمكين للدعوة، ومن ذلك تفاهمه مع صاحب طرابلس الصليبي بأن يوعز الأخير لأتباعه باعتناق الإسلام حيث أدركته المنية قبل إتمام ذلك(423)ولأجل هذا الغرض النبيل كان يتألف كثيراً من قادتهم بالمال والهدايا طمعاً في إسلامهم، وكان نبله وحسن خلقه من أبرز الأسباب التي جعلت الكثير من النصارى في هذه الفترة يغيّرون ما علق بأذهانهم عن الإسلام من صورة مشوهة، بل ويعتنق أعداد كبيرة منهم الإسلام، ومن ذلك مثلاً ما حدث بعد معركة حطين ومنّه على كثير من أسرى الصليبيين، ورحمته لنسائهم وضعفائهم، مما جعل أعداداً كبيرة منهم يعتنقون الإسلام (424)، ولنبله في كثير من المواقع انضمت أعداد كبيرة منهم إلى معسكر المسلمين بعد إسلامهم لتقاتل معه ضد أقوامهم(425)، بل إن كثيراً منهم كانوا على نصرانيتهم، ومع ذلك انضموا إليه ضد بني ملتهم (426)وأما الجهاد في سبيل الله – أهم وسائل الدعوة – فله اليد الطولى فيه، ووقعاته مشهورة معهم، وعلى يده كان طردهم من الغالبية العظمى من بـلاد الشام، ومن أعظم ذلك استرداده بيت المقدس من أيديهم بعد معركة حطين المشهورة عام 583هـ (427)، وكان رحمه الله – حريصاً في كل وقعة معهم أن يعرض الإسلام عليهم، فبعد كل معركة يعرض الإسلام على الأسرى قبل اتخاذ أي إجراء معهم، ومن ذلك مثلاً ما حدث بعد معركة حطين، وقد كان طموحه – تتبع النصارى في بلادهم حتى لا يبقى منهم من يكفر بالله، وهذا ما صرح به لقاضي عسكره ابن شداد، وذلك بقوله: أما أحكي لك شيئاً؟ قلت: بلى، قال: في نفسي أنه متى يسر الله تعالى بقية الساحل قسمت البلاد وأوصيت، وودعت، وركبت هذا البحر إلى جزائرهم أتتبعهم فيها حتى لا أبقي على وجه الأرض من يكفر بالله أو أموت (428). ومن جهوده المباشرة في الدعوة للنصارى حرصه على تحقيق الوحدة بين المسلمين، والعمل على ذلك لتقوية الجبهة الإسلامية ضد النصارى، وجهوده في مجال تحقيق الأمن والضرب على أيدي العابثين (429)، وقد اهتم صلاح الدين بالعلماء والفقهاء واتخذهم بطانة له، بل وأسند كثيراً من المهمات الإدارية والقيادية إليهم، وهم قادة الرأي في الأمة وهداتها إلى طريق الحق، وحراسها من الغواية والضلال، ودعاتها بعلمهم وعملهم، ومن أبرز هؤلاء العلماء القاضي ابن شداد الذي تولى قضاء عسكره، وقام بكثير من السفارات له (430)، وكان صاحب ديوان الإنشاء لديه وأحد أهم مستشاريه القاضي الفاضل، وقد تحدثت عنهم بالتفصيل في كتابي عن صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية، وتحرير بيت المقدس، ومما يُضاف إلى جهوده غير المباشرة في دعوة النصارى توسُّعه في إنشاء المدارس، خصوصاً في مصر، والتي كان لعلمائها، والدارسين فيها دور كبير في دعوة النصارى في هذه الفترة، ولقد تأثر الكثير من قادة النصارى بأخلاق صلاح الدين وتسامحه وعفوه وحلمه، وقد بيّن صاحب قصة الحضارة بعد أن نقل نماذج من نبل صلاح الدين وكرمه وأخلاقه إعجاب كثير من المؤرخين النصارى بهذا البطل المسلم بل ودهشتهم، كيف يخلق الدين الإسلامي – الخاطئ في ظنهم – رجلاً من العظمة إلى هذا الحد (431)وبعد حياة حافلة بالجهاد والدعوة توفي – رحمه الله – في صفر سنة 589هـ، ودُفن في دمشق (432).
ب- جهود الملك العادل:وممن له جهود واضحة في مواجهة النصارى ودعوتهم في هذه الفترة من الولاة والقادة الملك العادل محمد بن أيوب بن شادي بن موان بن يعقوب الدويني التكريتي أخو صلاح الدين، الذي وُلد سنة 534هـ في بعلبك؛ إذ كان والده نائباً فيها لزنكي بن آقسنقر، وعندما شب خدم أخاه صلاح الدين في كثير من المهام، فولاّه نيابة مصر ثم دمشق، وبعد موت صلاح الدين ونشوب الصراع بين ولديه الملك الأفضل والملك العزيز استطاع أن يستولى على الحكم الأيوبي. قال ابن كثير: كان العادل حليماً صفوحاً صبوراً على الأذى كثير الجهاد بنفسه، ومع أخيه حضر معه مواقفه كلها أو أكثرها في مقاتلة الفرنج (433)وقال أيضاً: .. من خيار الملوك وأجودهم سيرة وديناً، وعقلاً وصبوراً وقوراً، أبطل المحرمات، والخمور والمعازف من مملكته، وقد كانت ممتدة أقصى بلاد مصر واليمن والشام والجزيرة إلى هَمدْان كلها (434)وكانت له جهود واضحة في مواجهة الفرنج ودعوتهم، قال ابن كثير عن ذلك: فقد كان كثير الجهاد بنفسه ومع أخيه (435)ثم جهاده بعد ذلك النصارى وهزيمته لهم في عدة مواقع كما في مرج عكا وفتح يافا سنة 593هـ وغير ذلك، يُضاف إلى جهوده في هذا المجال محادثاته ومراسلاته واجتماعاته الكثيرة مع قادة الفرنج ورسلهم، خصوصاً في حكم أخيه صلاح الدين، وما أسفرت عنه هذه الجهود لصالح الإسلام والمسلمين، ومن ذلك مثلاً لقاءاته الكثيرة، بملك الإنجـليز ممثلاً لأخيه صلاح الدين وقيامه بمساعي الصلح معه وفق الشروط التي وضعها المسلمون (436)، فقد أسفرت هذه اللقاءات والمحادثات عن تنازل الصليبيين عن القدس وعدم مطالبتهم بها، والاكتفاء بالزيارة والحج إلى بعض الأماكن المقدسة لديهم فيها (437)، وكذلك لقاؤه بابن الهنفري وهو من أكابرهم وملوكهم وأولاد ملوكهم، وكان يجيد اللغة العربية، وغيرهم من قادتهم، ومحادثاته الكثيرة مع رسلهم، وما أسفرت عنه مجموعة هذه اللقاءات والمراسلات والمحادثات من تغير فكرة كثير من النصارى الفرنج عن المسلمين، والتخفيف من روحهم العدائية الشديدة تجاه المسلمين، مما كان له أثره في إزالة بعض عوائق الدعوة الموجهة إليهم، وكان وفاة الملك العادل – كما مرّ معنا – سنة 625هـ حيث دفن في دمشق (438). هؤلاء من أشهر القادة ممن قام بالدعوة إلى الإسلام في عصر الحروب الصليبية وغيرهم كثير.
ج- جهود يوسف بن تاشفين في المغرب الإسلامي: قال عنه ابن الأثير: وكان يوسف بن تاشفين حليماً، كريماً، ديّناً خيّراً، يحب أهل العلم والدين ويحكمهم في بلاده (439)، وقد تزعم دولة المرابطين، وكان من أبرز أعماله في مواجهة النصارى نجدته للمسلمين في الأندلس إثر زحف النصارى على الممالك الإسلامية هناك نتيجة لتناحر الطوائف وضعف المسلمين، فكان له مع النصارى الوقائع المشهورة، وكان على يديه إعادة توحيد الأندلس ودفع الخطر النصراني الزاحف، ومن أشهر وقائعه معهم معركة الزلاقة سنة 479هـ التي هزم فيها الأذفونش ملك الإفرنج في الأندلس، وأظهر الله الإسلام وأعز أهله(440)، قال الذهبي عن هذه المعركة: ثارت الفرنج بالأندلس فعبر ابن تاشفين ينجد المسلمين فطعن العدو (441)، ثم تتالت بعد ذلك معاركه مع النصارى، والتي وحد بها الأندلس، وأعاد بها هيبة المسلمين هناك ولتأكيد عزمه على إعادة نشر الإسلام في الأندلس وجهاد الإفرنج هناك كتب على عملته قوله تعالى: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ).[آل عمران:85].(442) وكانت وفاته في مراكش 500هـ (443).
د- جهود عبدالمؤمن بن علي في عهد دولة الموحدين:
ومن الولاة في غرب الدولة الإسلامية الذين كان لهم جهد في دعوة النصارى وجهادهم الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي بن يملي بن مروان من قيس عيلان (444)، والذي تولى الخلافة سنة 524هـ، وكان عاقلاً حازماً، سديد الرأي، حسن السياسة للأمور، كثير البذل للأموال (445)، كان له اهتمام كبير بمراقبة عماله ونصحهم ومعاقبة المسيء منهم، مع حثه إياهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأخذ على أيدي السفهاء، حتى إنه عزل ابنه عن ولاية العهد لما ظهر عليه من أمور مخلة بالكرامة (446)، ومن جهوده في مواجهة الفرنج ودعوتهم مهاجمته بعض حصونهم في الأندلس على يد أحد قواده سنة 550هـ واسترداده للمرية (447)من أيديهم بعد زحفهم عليها إثر تضعضع أحوال المرابطين في الأندلس وذلك سنة 552هـ، كذلك طرد الفرنج من المهدية سنة 558هـ وإحسانه إلى أسراهم وترغيبهم بالإسلام ودعوتهم إليه (448) وقـد كانت وفـاته في سـلا (449)سنة 558هـ حيث حمل إلى تيفل (450)، ودفن بها وكان لحفيده يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الذي ولد سنة 553هـ (451)جهود واضحة في هذا المجال، فمن جهاده للنصارى قدومه بنفسه إلى الأندلس سنة 591هـ، ومواجهة النصارى في عدة مواقع ثم هزيمته للفرنج في معركة الأراك التي شبهها بعض المؤرخين بمعركة الزلاقة لقوتها وأهميتها وأثرها في إعادة هيبة المسلمين في الأندلس، ثم ما تلاها من غزوات قام بها – رحمه الله – سنة 592هـ قال صاحب البيان المغرب عن أثر بعض جهود المنصور في نشر الإسلام بالأندلس : .. واصطكت في هذه الحصون المذكورة دعوة الإسلام، وتقوضت في أسبوع واحد ملة الكفر بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام (452)ولذلك لما رأى فرنج الأندلس تقدم أبي يوسف، واكتساحه لكثير من حصـونهم وعدم توانيه في ذلك كفوا أذاهم عن المسلمين، بل طلبوا الصلح على ما اشترطه أبو يوسف (453)، ولشعوره – رحمه الله بحال المسلمين في الأندلس في مقابل النصارى، وخشيته على الأندلس من زحفهم عليها، وحرصه على مجاهدتهم فيها أوصى من بعده في مرض وفاته بالاهتمام بذلك وإبلائه القدر الأكبر من العناية، فكان من قوله: .. أوصيكم بالأيتام واليتيمة: الأندلس، والأيتام: هم المسلمون فيها مقابل النصارى وكانت وفاته – رحمه الله – في مراكش سنة 595هـ(454).
وهكذا كان لبعض الولاة والقادة في غرب الدولة الإسلامية دور مهم في الحفاظ على الكيان الإسلامي وتوحيد كلمة المسلمين هناك، ودعم المسلمين في الأندلس وإيقاف زحف النصارى عليها، إضافة إلى جهودهم غير المباشرة والمتمثلة في التمكين للعلماء ونشر العلم، ولا يخفى أثر ذلك في نجاح الجهود الدعوية بشكل عام، ومنها الجهود الموجهة إلى النصارى (455).
2- العلماء:في عصر الحروب الصليبية كان العلماء يقومون بهذه المهمة خير قيام، فنبغ الكثير من العلماء في مختلف العلوم، وشعروا بمسؤوليتهم في الدعوة بشكل عام ودعوة النصارى على وجه الخصوص، فبذلوا جهوداً مشكورة في سبيل ذلك من خلال الجهاد، والتعليم، والتأليف، والكتابة، والردود، وغير ذلك (456) وممن له جهود في دعوة النصارى في عهد الحروب الصليبية:
أ- نصر بن يحيى بن عيسى بن سعيد المتطبب:والذي عاش بعد سنة 449هـ ومن خلال كتابه النصيحة الإيمانية – وبعض الترجمات اليسيرة عنه يتضح أنه نصراني يعمل بالطب، ثم أسلم بعد بحث ونظر، ويرجح أحد الباحثين، أن نصراً هذا هو نفسه الذي ترجمت له بعض المصادر باسم يحيى بن يحيى بن سعيد المتطبب النصراني، المتوفي بالبصرة سنة 589هـ وقد تمثل جهد نصر بن يحي بعد إسلامه في دعوة النصارى شعوره بمسؤوليته في دعوة قومه، فاستغل معرفته بديانتهم واطّلاعه على تحريفاتهم وشبهاتهم فألف كتاباً في ذلك: وحيث أنقذني الله من الشريعة التي نُسخت والملة التي طُمست، وشرفني الله بدين الإسلام .. أحببت أن أذكر نبذاً من أحوال النصارى (457)، حيث ذكر في هذا الكتاب نبذاًً من أحوال النصارى وفرقهم ومذاهبهم وأناجيلهم وأبرز معتقداتهم التي أوضح أنه لا يعول عليها، وليس لها أصل أو برهان أو حجة تقوم عليها (458)، ثم وجه هذا الكتاب ابتداء إلى علمائهم ومقدميهم لعلهم يرجعون عن ضلالهم وغيهم وطغيانهم (459).
ب- محمد بن عمر بن الحسين بن علي الرازي:وكان من جهوده في دعوة النصارى في هذه الفترة مناظراته الكثيرة معهم، والتي منها مناظرته المشهورة مع أحد قساوسة أصبهان، وكان في مناظراته مع النصارى ظاهر الحجة واضح البرهان، لا يجرؤ كثير منهم لذلك على التصريح بمعتقده أمامه حتى قيل عنه: وما من نصراني رآه إلاّ وقال: أيها الفرد لا نقول بالتثليث بين يديك (460) ومما يُضاف إلى جهوده في هذا المجال عرضه لعقائد النصارى وبيانها والرد عليها، وذلك في بعض كتبه وإسهامه في ذلك في تفسيره عند الآيات التي تتحدث عن النصارى حيث يعرض الكثير من عقائدهم وشبهاتهم مبطلاً ومفنداً لها، وقد كانت وفاة الرازي دعوة المسلمين للنصارى يوم عيد الفطر سنة 606هـ.
ج- صالح بن الحسين بن طلحة الجعفري: كان مولده بمصر سنة 581هـ (461) وكان الجعفري كثير المناظرة لرهبان النصارى، حيث يدل على ذلك بعض الإشارات في كتبه، ومن ذلك مثلاً قوله:.. ولقد فاوضني بعض الرهبان ممن يُدعى بنان في البيان (462)قوله: لقد فاوضت بعض النصارى فيما يتعلق بألفاظ النبوة (463)وقوله : قلت لنصراني من عقلائهم (464)ومن جهود الجعفري في هذا المجال اهتمامه بما يصدر عن نصارى الفرنج تجاه المسلمين وتصديه لشبههم والردّ عليها وتفنيدها، ففي كتابه: الرد على النصارى أشار إلى الدافع له لتأليفه أسئلة وردت من الفرنج يمتحنون بها المسلمين إذ يقول:.. وقفت على مسائل ذكر أن الفرنج بعثوا بها يمتحنون أهل الإسلام، فنظرت فيها، فإذا هي خالية من الفوائد الدينية عاطلة عن المنافع الدنيوية (465)وأما التأليف في هذا المجال فكان للجعفري الجهد الواضح فيه دعوة لهم، ورداً على شبههم، وبياناً للحق الذي اشتبه على كثير من عامتهم؛ إذ استشعر هذه المهمة الجليلة في دعوة النصارى، فبين أن من أسباب تأليفه مثلاً لكتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل هو رجاء هدايتهم فعسى الله أن يقدر هدية بعضهم، ونحن مأمورون بدعائهم إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة (466)ومما دفعه إلى التأليف أيضاً تعليم الحجة في الرد عليهم، وإلزامهم بمقتضى أصولهم: وهذا مما يعين على دعوتهم (467). مع ما في ذلك من ترسيخ لإيمان المسلم بإظهار الآيات من كتبهم التي توافق القرآن، كما قال تعالى:(االَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ).[الأعراف:157].(468). وكثرة الأدلة توجب الطمأنينة وتثلج الصدر (469)ولهذا الغرض الجليل المتمثل في دعوة النصارى إلى الإسلام وردّ شبههم، وكشف باطلهم لمن حجب عنه الحق منهم أن يعرفه قام الجعفري بتأليفه عدداً من الكتب منها:تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، وكتاب الرد على النصارى، وكتاب الواضح المشهود في فضائح النصارى واليهود، ومما يضاف إلى جهود الجعفري في دعوة النصارى إلى الإسلام اعتماد الملك الكامل عليه في بعض الأحيان للرد على أسئلة النصارى ومناقشتهم، فعندما أرسل ملك الروم رسالة إلى الملك الكامل سنة 618? متضمنة بعض الأسئلة للمسلمين كان ممن كلف بالإجابة عليها الجعفري (470)، وقد كانت وفاته – رحمه الله – سنة 668هـ بالقاهرة حيث دفن بالمقطم (471).
- أحمد بن إدريس بن عبدالرحمن الضهاجي القرافي:
كانت له جهود كبيرة في مناظرته الكثيرة معهم والرد على شبههم، ودعمه للسلطة وقوته في مواجهتهم، ومما يدل على كثرة مناظرته مع النصارى قوله في أحد كتبه .. اتفق لي مع كثير منهم في المناظرة أني أطالبه بتصوير مذهبه، كيف يمكن إقامة الدليل عليه (472). وقد اعتنى – رحمه الله – في الرد على شبههم، ومن ذلك تخصيص الباب الثاني في كتابه الأجوبة الفاخرة في الرد عليها وتفنيدها حيث قـال:الباب الثاني في أسئلة لأهل الكتاب النصارى واليهود عادتهم يتولعون بإيرادها .. والجواب عنها (473)، ومن مشاركته ودعمه للسلطة في وقته في مواجهة النصارى ودعوتهم تأليفه كتاب "أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية"وإهدائه للملك الكامل، و كان الصراع العسكري والفكري في وقته على أشده مع الصليبيين وقد قال القرافي في ذلك: ..فرأيت أن أؤلف لمولانا السلطان -أعزه الله تعالى-في الرد عليهم كتاباً أتحفه فيه بغريبه وأنفرد فيه بطريقة عجيبة، أجمع فيه مذاهبهم على جليتها وأخاطبهم بنصوص نصوصهم وأجادلهم بها مجادلة الأقران، وأبارزهم على نقضها مبارزة الشجعان (474)والقرافي كان مستشعراً لأهمية الدعوة إلى الإسلام بشكل عام وأن الذب عن الدين والدعوة إليه أسمى ما تُصرف فيه الهمم حيث قال: أجلت طرف الفكر ميدان النظر أي فن أقصد إليه، وأرجو من الله أن يثيب عليه، فظهر لي أن أولى ما تصرف إليه الهمم، وتتفاوت فيه القيم، وتتنافس فيه الأفاضل، ويتميز به المفضول من الفاضل الذب عن حوزة الدين وحراسة بقية المسلمين بالبحث في الملل والأديان، وإقامة الدليل على وحدانية الملك الديان (475)، ثم وضح القرافي أن أولى من يُدعى إلى ذلك هم النصارى حيث قال: فنظرت في أهل الشرائع والمذاهب، وتفكرت فيمن هو فيها عن التوحيد ذاهب، فلم أجد سوى مذهب النصارى الضالين الحيارى (476).ومن الكتب أيضاً التي ألفها القرافي في هذا المجال كتاب "الأقوال القديمة في حكم النقل من الكتب القديمة"وبعد حياة حافلة بالعلم والدعوة توفي القرافي في جمادي الآخرة من سنة 684هـ (477) بالقاهرة – رحمه الله رحمة واسعة.
ش- أحمد عبدالصمد بن أبي عبيدة الخزرجي:
عُرف منذ شبابه بالذكاء والحفظ وكانت له عناية بالحديث والتواريخ(478)، وله جهود مشكورة في دعوة النصارى من خلال كتاباته في عقائدهم ومناظراته معهم، والردّ على شبههم، ومن ذلك أنه كان أحد قساوسة طليطلة الإفرنج يثير الشبه ويلقيها بين المسلمين لزعزعة ثقتهم في دينهم، وكانوا يحارون في الإجابة عنها حتى هيأ الله لهم أبا عبيدة، فكان المسلمون يأتون إليه ليجيب على أسئلة القسيس وشبهه، فيتصدى أبو عبيدة لذلك، فتزول شبهتهم ثم يحملون الإجابة ليلقموه حجراً، ويفندوا حججه ويبطلوا ادّعاءاته (479) وكانت لأبي عبيدة جهود مباشرة في النقاش والردود والدعوة لقساوسة النصارى في الأندلس، منها على سبيل المثال:رسالته إلى أحد قساوسة طليطلة رداً على رسالة بعث بها هذا القسيس إليه يدعوه فيها إلى النصرانية، ويثير فيها بعض الشبه حول الإسلام حيث أرسل له أبو عبيدة رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام، ويظهر له مثالب النصرانية وتحريفها، ويزيل الشبه التي تعلق بها هذا القسيس للطعن في الدين الإسلامي (480).ومما يُضاف إلى جهود أبي عبيدة في هذا المجال تأليفه للكتب التي توحي عناوين بعضها بأنها مجابهة لحرب فكرية أثارها النصارى في الأندلس ضد الإسلام والمسلمين في وقته ومن هذه الكتب. مقاطع هامات الصلبان ومراتع رياض أهل الإيمان (481)، وكتاب: مقام المدرك في إفحام المشرك، وكتاب: مقصد السبيل في معرفة آيات الرسول، وكتاب: آفاق الشموس وأعلاق النفوس، والأخير في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت لأبي عبيدة – رحمه الله – مشاركة في الجهاد العسكري ضد النصارى حتى إنه أسر في طليطلة سنة 540هـ وبقي في الأسر إلى سنة 542هـ، وكان خلال فترة أسره يحاور النصارى، ويناقشهم ويملي الحجة على المسلمين الذين في الأسر معه لمواجهة شبه النصارى وادعاءاتهم وبعد فكاك أبي عبيدة من الأسر ودعماً منه للجهود المبذولة في مواجة النصارى جمع بعض ردوده ومناقشاته معهم في عدة نسخ، ووضعها بأيدي المسلمين الذين لا يزالون تحت الأسر في طليطلة، حيث قال صاحب كتاب الذيل والتكملة عن ذلك:"..وتركه في نسخ بأيدي جماعة من المسلمين المبتلين بالأسر هناك لما يسّر الله في تخلّصه (482)وقد كانت وفاة أبي عبيدة في فاس سنة 582هـ (483).
ع- محمد بن أحمد بن أبي بكر القرطبي:كان من علماء المغرب الإسلامي الذين لهم جهود في دعوة النصارى. نشأ في قرطبة بالأندلس، وأخذ من علمائها، ثم هاجر إلى المشرق واستوطن مصر حيث كانت وفاته في منية الخصيب بصعيد مصر سنة 671هـ (484)وكان القرطبي محدثاً، فقيهاً، مفسراً، متبحراً في كثير من العلوم وكان ورعاً زاهداً، متعبداً، عمّر أوقاته بين العبادة والتصنيف، وقد خلّف العديد من المؤلفات القيمة، من أشهرها: كتابه في التفسير: الجامع لأحكام القرآن، والأسنى في أسماء الله الحسنى، والتذكار في أفضل الأذكار، والتذكرة بأحوال الموتى وأحوال الآخرة، إلى غير ذلك (485).
وفيما يتعلق بدعوة النصارى فله اهتمام كبير في هذا الجانب يتمثل في حرصه على الرد عليهم، وكشف ضلالهم، وإزالة شبهاتهم، ومن ذلك رده على قسيس طليطلة الذي بعث بكتاب إلى المسلمين في قرطبة أسماه: تثليث الوحدانية (486): الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام، وإثبات نبوّة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام؛ فقد ناقش القرطبي في كتابه الإعلام فصلاً بيّن فيه أن السبب الذي دفعه إلى ذلك هو خشيته من تلبيس قسوسهم الذين يكتبون حول بعض تشريعات الإسلام، وهم لا يحسنون ذلك، فقرأها إخوانهم في الديانة فيفهمون الإسلام على غير وجهه الصحيح (487)، إضافة إلى أنه وضع هذا الفصل ليطلع عليه النصارى فيفهموا الإسلام على الوجه الصحيح ليكون أدعى إلى اعتناقهم إياه (488).
لمطالعة المقال السابق معتقدات نصرانية باطلة (1-3 )
______________________________
(405)نصيبين: مدينة قديمة في جنوب شرق تركيا على الحدود السورية.
(406)كتاب الروضتين في أخبار الدولتين (1/36).
(407)الحروب الصليبية أرنست باركر ترجمة السيد الباز العريني ص 52.
(408)دعوة المسلمين للنصارى (1/365).
(409)الكامل في التاريخ (9/394)دعوة المسلمين للنصارى (1/365).
(410)البداية والنهاية (12/306)دعوة المسلمين للنصارى (1/365).
(411)كتاب الروضتين (1/9).
(412)دعوة المسلمين للنصارى (1/366).
(413)المصدر نفسه (1/366).
(414)كتاب الروضتين نقلاً عن دعوة المسلمين للنصارى (1/367).
(415)المنتظم (18/209).
(416)كتاب الروضتين (1/14)دعوة المسلمين للنصارى (1/368).
(417)دعوة المسلمين للنصارى (1/368).
(418)المصدر نفسه (1/368).
(419)البداية والنهاية (12/254)دعوة المسلمين للنصارى (1/368).
(420)دعوة المسلمين للنصارى (1/368).
(421)سير أعلام النبلاء (21/279).
(422)النوادر السلطانية ص 66.
(423)الدعوة إلى الإسلام، توماس أرنولد ص 111.
(424)دعوة المسلمين للنصارى (1/371).
(425)الروضتين في أخبار الدولتين (2/74).
(426)دعوة المسلمين للنصارى (1/371).
(427)النوادر السلطانية ص 55.
(428)دعوة المسلمين للنصارى (1/372).
(429)النوادر السلطانية ص 139.
(430)دعوة المسلمين للنصارى (1/374).
(431)المصدر نفسه (1/374).
(432)البدايةوالنهاية (13/86–87)دعوة المسلمين (1/375).
(433)البداية والنهاية (13/86– 87)دعوة المسلمين (1/375).
(434)همذان:بتسكين الميم مدينة باليمن في شماله الغربي قرب صعدة.
(435)دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/376).
(436)النوادر السلطانية ص 274.
(437)النوادر السلطانية ص 290.
(438)السلوك لمعرفة دول الملوك (1/190).
(439)الكامل في التاريخ (9/531).
(440)الأنيس المطرب ص 145.
(441)سير أعلام النبلاء(19/253).
(442)الأنيس المطرب ص 157.
(443)المصدر نفسه ص 137 دعوة المسلمين للنصارى (1/386).
(444)دعوة المسلمين للنصارى (1/388).
(445)الكامل في التاريخ (9/299)دعوة المسلمين (1/389).
(446)البيان المغرب، قسم الموحدين ص 78.
(447)المرية:مدينة في جنوب شرق إسبانيا على البحر المتوسط.
(448)دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/ ).
(449)سلا:مدينة مغربية، تقع حالياً على ساحل المحيط الأطلسي.
(450)تيفل وتُسمّى حالياً تافيلت، مدينة تقع في الوسط الشمالي لدولة المغرب.
(451)البيان المغرب قسم الموحدين ص 79.
(452)دعوة المسلمين للنصارى (1/391).
(453)المصدر نفسه (1/391).
(454)المصدر نفسه (1/392).
(455)المصدر نفسه (1/392)نقلاً عن دعوة المسلمين للنصارى.
(456)دعوة المسلمين للنصارى (1/393).
(457)النصحية الإيمانية ص 51 دعوة المسلمين للنصارى (1/402).
(458)دعوة المسلمين للنصارى (1/394).
(459)المصدر نفسه (1/403).
(460)طبقات الشافعية للسبكي (8/84).
(461)سير أعلام النبلاء (21/501).
(462)النجوم الزاهرة (6/98).
(463)تخجيل من حرف التوراة والإنجيل ص (1/250).
(464)المصدر نفسه (1/233).
(465)المصدر نفسه (1/353).
(466)الرد على النصارى ص 56.
(467)دعوة المسلمين للنصارى (1/410).
(468)دعوة المسلمين للنصارى (1/410).
(469)المصدر نفسه (1/410).
(470)دعوة المسلمين للنصارى (1/411).
(471)المصدر نفسه (1/411).
(472)الأجوبة الفاخرة ص 111.
(473)الأجوبة الفاخرة ص 3.
(474)أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية ص 414.
(475)دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/414).
(476)المصدر نفسه (1/414)أدلة الوحدنية ص 20.
(477)الديباج المذهب في معرفة أعيان المذهب (1/239).
(478)المصدر نفسه (1/215–216).
(479)مقامع هامات الصلبان ومراتع رياض أهل الجنة ص 53.
(480)دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/420).
(481)المصدر نفسه (1/420).
(482)الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة القسم الأول ص 240.
(483)فاس:مدينة في شمال المغرب أسسها إدريس الثاني سنة 193هـ.
(484)نفح الطيب من غصن الأندلس الطيب (2/210–212).
(485)دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية (1/421).
(486)المصدر نفسه (1/421).
(487)دعوة المسلمين للنّصارى (1/422).
(488)المصدر نفسه (1/422).
المصدر: الاسلام اليوم