الثلاثاء

1446-11-08

|

2025-5-6

تأملات في الآية الكريمة {قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 242

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

رمضان 1444ه/ مارس 2023م

 

{قَالَ وَمَنْ كَفَرَ}: القائل هو الله سبحانه وتعالى، فأجاب الله تعالى دعاءه يعني: وأرزق من كفر أيضاً فرزق الله شامل للمؤمن والكافر، بل للإنسان والحيوان كما قال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا} ]هود:6[، وأنت ترى بعض الخشاش في الأرض ما حوله شيء، ولكن الله ييسر الرزق يجلب إليه من حيث لا يشعر ولا يحتسب ويذكر في هذه الأمور قصص غريبة، ويشاهد بعض الحيوانات الصغيرة الصماء العمياء يجلب الله لها رزقاً كلما احتاجت إلى ذلك، فتأكله والله على كل شيء قدير(1).

وقوله: {فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا} ومهما كان هذا الرزق فهو في الحقيقة شيء يسير وقليل لأنه زائل وفانٍ(2)، بل الدنيا كلها لو حصلت لشخص فهي قليلة كما قال تعالى: {مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ} ]النساء:77[(3).

وقوله: {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ} أي: ألجئه وأسوقه، و{إِلَى عَذَابِ النَّارِ} أي: الذي لا محيص عنه ولا منجى له منه وهذا جزاء وفاقاً على كفره، و{وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} أي: المرجع الذي يصير إليه(4).

• وفي هذه الآية من الفوائد:

- أنّه لا غنى للإنسان عن دعاء الله تعالى، مهما كانت مرتبته.

- أنّ الدعاء سبب في حصول المقصود.

- رأفة إبراهيم الخليل - عليه السلام - بمن يؤمّ البيت الحرام.

- احتياطه في الدعاء لما طلب أن يكون الرزق لمن آمن بالله واليوم الآخر.

- إن الله يرزق المؤمن والكافر.

- وفيها: أنه لما كانت الإمامة نعمة دينية استثنى الله الظالمين منها؛ لأنّهم لا يستحقون هذا الشرف، أما الرزق فنعمة دنيوية، فأعطاه الله المسلم والكافر، ولم يستثنى الكافر منه؛ لأنّ متاع الدنيا قليل، ولا يساوي عند الله جناح بعوضة، فلذلك يعطيه من يحبّ ومن لا يحبّ(5).

 

مراجع الحلقة الثانية و الأربعون بعد المائتين:

(1) قصص القرآن، محمد بن صالح العثيمين، ص71.

(2) التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم، (1/193).

(3) تفسير الزهراوين البقرة وآل عمران، محمد صالح المنجد، ص220.

(4) المرجع السابق، محمد صالح المنجد، ص220.

(5) تفسير الزهراوين البقرة وآل عمران، محمد صالح المنجد، ص220.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022