تأملات في الآية الكريمة
﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾:
الحلقة: 54
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
- ﴿قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ﴾ أي: جماعة فينا قوة ومنعة، وحالهم أنّهم عشرة رجال بمثلهم تعصب الأمور وتكفى الخطوب.(1)
- ﴿إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾: أي: لضعفاء عاجزون مستحقون للهلاك، لأنّه لا نفع في حياتنا. فإذا ضيعنا أخانا، وأكله الذئب، فنحن لما سواه أشد تضييعاً.(2)
قال أبو حيان: هالكون ضعفاء وجوراً وعجزاً، أو مستحقون أن يهلكوا، لأنهم لا غنى عندهم ولا جدوى في حياتهم، أو مستحقون بأن يدعى عليهم بالخسار والدمار، وأن يقال: خسّرهم الله ودمّرهم حين أكل الذئب بعضهم وهم حاضرون.(3) وهكذا استسلم يعقوب عليه السلام لهذا التوكيد ولذلك الإجراء، ليتحقق قدر الله وتتم القصّة كما تقتضي مشيئته.
الآن ولقد ذهبوا به، وها هم أولاء ينفذون المؤامرّة النكراء، والله تعالى يلقي في روع الغلام أنها محنة وتنتهي، وأنه سيعيش وسيُذكّر إخوته بموقفهم هذا منه وهم لا يشعرون أنّه هو.(4)
مراجع الحلقة الرابعة والخمسون:
البحر المحيط، (6/247). الكشاف، (2/145).
2 التفسير الموضوعي، (4/141).
3 البحر المحيط: (6/247). اتحاف الإلف: (1/179).
4 في ظلال القرآن، (4/1975).
يمكنكم تحميل كتاب النبي الوزير يوسف الصديق عليه السلام
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمد الصلابي http://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/668