(وفاة هشام بن عبد الملك وبداية الانهيار)
من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):
الحلقة: 227
بقلم: د. علي محمد الصلابي
شوال 1442 ه/ مايو 2021
توفي هشام بن عبد الملك عام 125 هـ ، ويتفق أغلب المؤرخين على أن الوفاة كانت يوم الأربعاء من شهر ربيع الاخر ، وإن اختلفوا في تاريخ اليوم ومع ذلك لم يتجاوز الاختلاف سبعة أيام ، فالطبري يحدد الوفاة يوم الأربعاء لست ليال خلون من ربيع الاخر. ، يتفق معه كل من ابن الأثير وغيره ، أما ابن خياط فيذكر أن الوفاة كانت يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من ربيع الأول. ولما كان هشام قد بويع بالخلافة من شهر رمضان عام 205 هـ ، وتوفي اليوم الخامس من ربيع الأول؛ فإن مدة خلافته على الحساب الهجري تكون تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وخمسة أيام.
1 ـ ماذا قال لولده في سكرات الموت:
نظر هشام في أولاده وهم يبكون عليه حوله ، فقال: جاد لكم هشام بالدنيا ، وجُدتُم عليه بالبُكاء ، وترك لكم ما جمع ، وتركتم عليه ما كسب ، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله له.
2 ـ العلة التي كانت بها وفاته:
عن سالم أبي العلاء قال: خرج علينا هشام بن عبد الملك يوماً وهو كئيب ، يعرف ذلك فيه ، مسترخ عليه ثيابه ، وقد أرخى عنان دابته ، فسارع ثم انتبه ، فجمع ثيابه وأخذ بعنان دابته ، وقال للربيع: ادع الأبرش ، فدعي فسار بيني وبين الأبرش ، فقال له الأبرش: يا أمير المؤمنين ، لقد رأيت منك شيئاً غمني ، قال: وما هو ؟ قال: رأيتك قد خرجت على حال غمني ، قال: ويحك يا أبرش ! وكيف لا أغتم وقد زعم أهل العلم أني ميت إلى ثلاث وثلاثين يوماً ، قال سالم: فرجعت إلى منزلي فكتبت في قرطاس: زعم أمير المؤمنين يوم كذا وكذا أنه يسافر إلى ثلاثة وثلاثين يوماً.
فلما كان في الليلة التي استكمل فيها ثلاثة وثلاثين يوماً إذا خادم يدق الباب يقول: أجب أمير المؤمنين ، واحمل معك دواء الذبحة ـ وقد كان أخذه مرة فتعالج فأفاق ـ فخرجت ومعي الدواء فتغرغر به ، فازداد الوجع شدة ، ثم سكن فقال لي: يا سالم ، قد سكن بعض ما كنت أجد ، فانصرف إلى أهلك ، وخلف الدواء عندي ، فانصرفت فما كان إلا ساعة حتى سمعت الصراخ عليه ، فقالوا: مات أمير المؤمنين. فلما مات أغلق الخزان الأبواب ، فطلبوا قمقماً يسخن فيه الماء لغسله ، فما وجدوه حتى استعاروا قمقماً من بعض الجيران ، فقال بعض من حضر ذلك: إن في هذا لمعتبراً لمن اعتبر. وكانت وفاته بالذبحة ، فلما مات صلى عليه ابنه مسلمة. وقال ابن كثير: وصلى عليه الوليد بن يزيد بن عبد الملك.
3 ـ سنّه عند وفاته:
قال ابن كثير: كانت وفاته بالرّصافة يوم الأربعاء لستٍّ بقين من ربيع الاخر سنة خمس وعشرين ومئة وهو ابن بضع وخمسين سنة ، وقيل: إنه جاوز الستين. وكان نقش خاتمه: الحكم للحكم الحكيم.
4 ـ بداية النهاية للدولة الأموية:
لما مات هشام تولَّى ملك بني أمية واضطرب أمرهم جداً ، وإن كان قد تأخّرت أيامهم بعده نحواً من سبع سنين ، ولكن في اختلاف وهَيْج ، وما زالوا حتى خرجت عليهم بنو العباس فاستلبوهم نعمتهم وملكهم ، وقتلوا منهم خلْقاً وسلبوهم الخلافة ، كما سيأتي إن شاء الله ذلك مبسوطاً مقرّراً في مواضعه.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf
الجزء الثاني:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com