الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

جمال الأشجار في القرآن الكريم .. شجرة النخيل مثالاً

الحلقة الثامنة والأربعون

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الآخر 1441ه/فبراير 2020م

الأشجار رمز للجمال، وتعتبر من أهم الزينات التي تزين الأرض، جبالها وسهولها ووديانها وحدائقها ومساكنها وشوارع مدنها، وهي محل ضرب الأمثال الجمالية في القرآن الكريم.
أ ـ شجرة النخيل: قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" (إبراهيم ، آية : 24 ـ 25).
يقول تعالى: " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً"، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وفروعها، "كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ"، وهي النخلة "أَصْلُهَا ثَابِتٌ" في قلب المؤمن علماً واعتقاداً، "وَفَرْعُهَا" من الكلم الطيب والعمل الصالح والأخلاق المرضية والآداب الحسنة "فِي السَّمَاء دائماً، يصعد إلى الله منه من الأعمال والأقوال التي تخرجها شجرة الإيمان، ما ينتفع به المؤمن وينتفع به غيره، "وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" ما أمرهم به ونهاهم عنه.
ــ وقال تعالى : " وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ" (ق ، آية : 10).
فقد أشارت هذه الآية الكريمة إلى النخل الباسقات وهي الطوال وهو نوع خاص من النخل يتميز بطول ساقه حتى ليتجاوز الثلاثين متراً في الارتفاع "لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ"، أي: متراكب بعضه على بعض، وفي ذلك إشارة إلى القدرة الإلهية المبدعة التي تتجلى في خلق النخلة الباسقة بهذا الطول الفاره، وإعطائها من القدرات البينة الظاهرة، والخفية المستترة ما جعل من النخل مضرب المثل في القرآن الكريم الذي ذكره في عشرين موضعاً، وفضله على غيره من أنواع الزروع، والفاكهة، وجعله في مقابلة غيره من أنواع النباتات. فمن القدرات الظاهرة للنخل ثباته في الأرض، وارتفاعه فوق سطحها، ومقاومته للريح، وتحمله لكل من الحرارة الشديدة والجفاف، وقوته وتعميره ووفرة إنتاجيته تحت أقسى الظروف، وتعدد أشجاره وثماره شكلاً ولوناً، وطعماً وحجماً ونفعاً، وتعدد الفوائد المرجوة من كل جزء من أجزاء شجرته المباركة، ومن القدرات المستترة للنخلة، تلك القوى الفائقة التي وهبها الله إياها لتعينها على القيام بكافة وظائفها الحياتية، وفي مقدمتها القدرة على الاستفادة بماء الأرض وعناصرها ومركباتها المختلفة والاختيار منها حسب حاجتها، ورفع العصارة الغذائية إلى قمتها، وإلى كل من أوراقها وأزهارها وثمارها، وإلى مختلف أجزائها مهما تسامقت تلك القمة وتباعدت تلك الأوراق والأزهار والثمار عل مستوى سطح الأرض.

المصادر والمراجع:
* القرآن الكريم

* علي محمد محمد الصلابي، المعجزة الخالدة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم براهين ساطعة وأدلة قاطعة، دار المعرفة، صفحة (200، 201).

* زغلول النجار، آيات النبات في القرآن الكريم، صفحة 409.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022