الطبقات الاجتماعية في بلاد الرافدين زمن إبراهيم عليه السلام
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 15
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م
يتألف المجتمع في بلاد ما بين النهرين من ثلاث طبقات:
أ-الطبقة الأولى: طبقة الأحرار:
تتكون طبقة الأحرار من الفئة الحاكمة، وفي مقدمتهم الأسرة المالكة التي تحتل مكانة مقدّسة واحتراماً من نوع خاص؛ وذلك للمكانة التي كان يتمتع بها الملك وأسرته لدى الناس عامة، حيث يعدّون الملك ممثل الآلهة على الأرض ونائباً عنها، كما تشمل هذه الطبقة أبناء الوجهاء والسفراء والمشرفين على المعابد، وضباط الجيش والبحرية، وموظفي الضرائب والكهنة.
ب-الطبقة الثانية: الطبقة الوسطى وتُسمى "المسكينوم":
تتكون من أبناء الطبقة المتوسطة الذين يؤلّفون الكتائب العسكرية، ويكونوا مزوّدين بالأسلحة، وذلك للعمل في المعسكرات، ويُعاملون معاملة واحدة أمام القانون، ويتمتّعون بالحقوق والواجبات إلا ما نصّ عليه القانون خلاف ذلك، وكانوا جميعاً أحراراً من الوجهة النظرية، ولكن في الواقع كانت نسبة كبيرة منهم حريتهم مقيّدة؛ نظراً لظروفهم الاقتصادية الصعبة.
ج-الطبقة الثالثة: طبقة الأرقّاء أو العبيد:
تتكون هذه الطبقة من الأرقاء عن طريق أسرى الحروب أو عن طريق الشراء أو النهب، هذا وقد يعدُّ الفرد الذي من الطبقة الوسطى من طبقة الأرقاء في حالات وظروف معينة مثل اقترافه جرائم معينة نصّ عليه القانون، أو في حالة عجزه عن سداد دينه، أو إذا أنكر المتبنّي من يتبناه يصبح من طبقة الأرقّاء، كذلك تصبح الزوجة من طبقة الرقيقات إذا تنكّرت لزوجا أو أنكرته.
ولم تكن هذه الطبقة تشكلُ نسبة كبيرة ذات تأثير في المجتمع، ومع ذلك لم يُنظر إلى أفراد هذه الطبقة كبشر، بل ينظرون إليهم كالمتاع، يُعرفون بأسماء أصحابهم، وإن وقع عليهم ضرر يدفع التعويض لمالكهم، ويميَّزون عن بقية أفراد المجتمع، إما بقصّ شعورهم، أو بوضع علامات العبودية على أجسادهم.(1)
مراجع الحلقة الخامسة عشر:
(1) مصر والشرق الأدنى القديم، نجيب ميخائيل إبراهيم، ص30، ويُنظر: العراق في التاريخ، مجموعة من الباحثين، ص188.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي