الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

(الإيمان بالأنبياء والمرسلين من أركان الإيمان)

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 36

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م

يُعدُّ الإيمان بأنبياء الله ورسله ركناً من أركان الإيمان، فلا يتحقق إيمان العبد حتى يؤمن بجميع الأنبياء ويصدّق بأن الله تعالى أرسلهم لهداية البشر وإرشاد الخلق، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وأنّهم بلغوا ما أُنزل إليهم من ربهم البلاغ المبين، فبلّغوا الرسالة، وأدّوا الأمانة ونصحوا الأمّة وجاهدوا في الله حقّ جهاده.

قال تعالى: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} ]البقرة:285[، وقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ} ]البقرة:177[، ومن السنة قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث"، ولا بدَّ في الإيمان أن يؤمن العبد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويؤمن بكل رسول أرسله وكل كتاب أنزله .

ولا يتمُّ الإيمان بأنبياء الله عزَّ وجل حتى يؤمن العبد بجميعهم من غير حصر من قصّهم الله علينا ومن لم يقصُصهم، فقد أخبرنا الله جلّ وعلا أن هناك أنبياء لم يقصُصهم علينا {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} ]غافر:78[، قال ابن تيمية: فنؤمن بما سمّى الله في كتابه من رُسُله، ونؤمن بأن الله سوّاهم رسلاً وأنبياء ولا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، ونؤمن بمحمد (صلّى الله عليه وسلّم) وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل: إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد إقرارك به وتصديقك إياه دائباً على ما جاء به، فإذا اتبعت ما جاء به أدّيت الفرائض، وأحللت الحلال وحرّمت الحرام، ووُفقت عند الشُّبهات، وسارعت في الخيرات .

وقال أيضاً: من أطاع رسولاً واحداً فقط، فقد أطاع جميع الرّسل، ومن آمن بواحد منهم فقد آمن بالجميع، ومن عصى واحداً منهم، فقد عصى الجميع، ومن كذّب واحداً منهم فقد كذَب الجميع؛ لأنَّ كل رسول يصدق الآخر، ويقول: إنّه رسول صادق، ويأمر بطاعته، فمن كذّب رسولاً فقد كذّب الذي صدّقه، ومن عصاه فقد عصى من أمر بطاعته.

مراجع الحلقة السادسة والثلاثون:

(( صحيح البخاري، رقم 48.

(2) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ابن تيمية، تحقيق: عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة دار البيان، دمشق، مكتبة المؤيد، الرياض، 1405ه، 1985م، ص117.

(3) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، (7/313).

(4) مجموع الفتاوى، ابن تيمية، (19/180).

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://alsallabi.com/uploads/books/16228097650.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022