(أول عقيدة في الأرض هي التوحيد)
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 38
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م
هذه الحقيقة، حقيقة أن أول عقيدة عرفت في الأرض هي الإسلام القائم على توحيد الربوبية والقوامة لله وحده، وقد بيّنت ذلك في كتابي قصة بدء الخلق وآدم عليه السّلام، وكتاب نوح عليه السّلام والطوفان العظيم، وإنَّ الحجج الدامغة والبراهين الساطعة والأدلة الثابتة ترفض كل ما يخبط فيه من يسمُّون "علماء الأديان المقارنة"، فهؤلاء وغيرهم من التطوّريين الذين يتحدثون عن التوحيد بوصفه طوراً متأخراً من أطوار العقيدة، سبقته أطوار شتّى من التعدّد والتثنية للآلهة، ومن تأليه القوى الطبيعية وتأليه الأرواح، وتأليه الشموس والكواكب.. إلى آخر ما تأتي له هذه الدراسات المغرضة، والتي تقوم ابتداءً على منهج موجّه بعوامل تاريخية ونفسيّة وسياسية معينة، حيث يهدف إلى تحطيم قاعدة الأديان السماوية والوحي الإلهي والرسالات من عند الله وإثبات أنَّ الأديان من صنع البشر، وأنَّها من ثم تطورت بتطور الفكر البشري على مدار الزمان .(1)
وإنّه حينما يتقرر أن دعوة الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - هي دعوة واحدة، وهي الدعوة إلى عبادة الله عزّ وجل وتوحيده - فإننا نقصد ذلك المفهوم الشامل للتوحيد والعبادة- ألا وهو إخراج الناس من العبودية والدينونة لغير الله إلى الدينونة لله وحده بكل شمولها، وليس مجرد أن يوحّد الناس بألسنتهم أو أن يتوجهوا إلى الله سبحانه شعائر التعبد الظاهرة فقط، ثم تبقى قلوبهم ومصادر تلقّيهم وتشريعاتهم إلى غير الله عزّ وجل.
إنَّ مهمة الرّسل في رسالتهم ودعوتهم أشمل من هذا المفهوم القاصر للتوحيد والإيمان، ولو كانت الدعوة إلى التوحيد بهذا المفهوم القاصر لما استحقت كل هذه الجهود المضنية والتضحيات الباهظة من أنبياء الله عزّ وجل ورسله عليهم الصلاة والسلام .(2)
مراجع الحلقة الثامنة والثلاثون:
(( في ظلال القرآن، سيد قطب، (3/1882).
(2) وقفات تربوية في ضوء القرآن الكريم، عبد العزيز ناصر الجليل، (3/45).
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي