الجمعة

1446-12-17

|

2025-6-13

العدوان الإيطالي على ليبيا واستمرار مقاومة الحركة السنوسية والشعب الليبي؛ معارك طاحنة وشهداء أبرار

بقلم: الدكتور علي محمّد الصلابي

الحلقة السادسة

ربيع الأول 1441 ه/ نوفمبر 2019

أولا: العنف الإيطالي والمقاومة
كانت بيانات الجنرال كارلو كانيفا تدعو الشعب الليبي إلى التزام الهدوء، وكانت مليئة بالكذب والنفاق والتضليل، والمجزرة التي ارتكبها في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني بحق سكان المنشيئة في مدينة طرابلس، والتي ذبح فيها من 4 إلى 7 الاف نسمة من بينهم الطفل والعجوز، ونفى تسعمئة شاب ليبي، وهتك الأعراض دون سبب، لخير دليل على ممارسة الطليان المختلفة اللاأخلاقية، إزاء تلك الوحشية البغيضة، فقد قاوم الشعب المسلم الليبي تلك الوحشية بصمود سجل في صفحات التاريخ بماء الذهب الصافي.
ومما فجَّر الروح الجهادية لدى أهالي ليبية، عجز إيطالية عن احترام شعور الأهالي ومعتقداتهم، وأعطوا لهذه الحرب صبغة دينية واضحة، فقد بارك القسيس والبابا الحملة قبل سفرها من إيطالية، وكان من أول ما قامت به بعد نزولها في مدينة طرابلس أن أقامت صلوات الشكر لله على احتلال المدينة، وعلى وضع الصليب في مكان الهلال، وكان هذا العمل في حدِّ ذاته كافياً لإثارة كل مسلم في البلاد، وكان النشيد الذي يردده الجنود الغزاة: «أماه صلي ولا تبكي، بل اضحكي وتأملي، ألا تعلمين أن إيطالية تدعوني، وأنا ذاهب إلى طرابلس فرحاً مسروراً، لأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة، ولأحارب الديانة الإسلامية... سأقاتل بكل قوتي لمحو القران، ليس للمجد من لم يمت لإيطالية، تحمسي أيتها الوالدة، وإن سألك أحد عن عدم حدادك عليّ، فأجيبيه مات في محاربة الإسلام». وصدق الله العظيم القائل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البَقَرَة: 120].
لقد تحرك نواب البلاد وزعماؤها من ضواحي طرابلس نحو معسكرات الجهاد، واشتركوا في العمليات، ونادوا على الأهالي بضرورة الخروج معهم، وقام بأهم دور في هذه الحشود والاستعداد فرحات باشا نائب طرابلس، وسليمان الباروني نائب الجبل، وسيف النصر من زعماء سرت.
كان فرحات بك له نفوذ كبير في موطنه (الزاوية)، وكان يقضي عطلته في الواحة وقت نشوب الحرب، فعرض خدماته على القائد العثماني، وكتب في نفس الوقت إلى المشايخ في الواحات محرضاً إياهم على القيام والالتفاف حول راية السلطان والدفاع عن البلاد، ورغماً من الدعاية المضادة التي كان يقوم بها بعض الشيوخ الموالين للإيطاليين في العاصمة، فإن نداءات فرحات بك قد نجحت وارتفع العلم العثماني في كل مكان، وكان فرحات بك أول متطوع انضم إلى العثمانيين مع عدد من المتطوعين من الزاوية، وزوارة، والعجيلات، وكان وصوله سبباً في تقوية الروح المعنوية لدعم الحامية العثمانية، التي كان يقودها نشأت بك، وتمركزت قوات المجاهدين في العزيزية للقيام بمهمة الدفاع.
أما سليمان بك الباروني نائب الجبل؛ فقد كان يتمتع بعصبية أهل الجبل الغربي القوية مع حب الأهالي له، وكان يقضي عطلته في فساطوا وقت نزول إيطالية في طرابلس، وانسحاب الحامية العثمانية إلى الداخل، وقد اتصل كذلك بالقائد العثماني، ووصل بعد ذلك إلى العزيزية على رأس خمسين من مشايخ الجبل، وتفاهم مع نشأت بك ووعده بأن يواصل المتطوعون الحرب، وقد عاد إلى الجبل ودعا المشايخ المحليين واستنفرهم للحرب من أجل الإسلام ودولة الخلافة، ووجد نفسه على رأس ألف من رجال القبائل، وأسرع بهذه القوة إلى ميدان الحرب، ولم يترك القوات العثمانية منذ ذلك اليوم، ونتيجة لهذه المجهودات التي قام بها هذان الزعيمان في طرابلس؛ أخذت جماعات الليبيين تصل إلى معسكرات الجهاد من نالوت وغريان.. وغيرها؛ حتى وصلت إلى عشرات الالاف من المجاهدين.
ثانيا: أحمد الشريف يوجه أتباع الحركة للجهاد بعد وصول خبر احتلال إيطالية لطرابلس، وقصفها لبقية المدن الليبية بأساطيلها
قام أحمد الشريف بجمع السادة، والشيوخ، والعلماء، والقادة، وعرض عليهم الأمر واستشارهم، وخرج الأمر بتوجيه الشيوخ وعلماء الحركة بقيادة المجاهدين في كافة ساحات الوغى، وقال أحمد الشريف: «والله نحاربهم ولو وحدي بعصاتي هذه»، كانت القوة الإيمانية الدافعة تحرك أحمد الشريف نحو الجهاد، ولذلك رفض الخنوع والاستسلام للمحتل النصراني مهما كانت قوته وجبروته وعزته، ووصلت أوامر أحمد الشريف إلى رؤساء الزوايا والشيوخ، والأعيان التابعين للحركة في طرابلس وما حولها، يأمرهم بأن لا يتهاونوا، وأن يستميتوا في قتال العدو المهاجم، ومن هؤلاء الشيوخ:
• مصطفى أحمد الهوني رئيس زاوية هون.
• حامد بركات الشريف رئيس زاوية سوكنة.
• محمد علي الأشهب رئيس زاوية (واو) فزان.
• السني رئيس زاوية مزدة.
• عبد الوهاب العيساوي رئيس زاوية طرابلس.
• محمد علي بن الشفيع رئيس زاوية سرت.
وكتب إلى زعماء القبائل المبرزين كالشيخ سيف النصر زعيم قبائل أولاد سليمان، وورفلة، وغيرهم. وقام الشيخ محمد الأشهب بتنظيم معسكر من القبائل الفزانية، والتوارق، ورياح، والعرب المقيمين بإقليم فزان، وانضم امود وكوسا من زعماء التوارق إلى معسكر محمد الأشهب، وقام المغاربة بتأسيس معسكر بالنوفلية، وكان زعيمه عبد الله بن إدريس، وساعده صالح الأطيوش، وقام أولاد سليمان، وورفلة، والقذاذفة، بتأسيس معسكر، تزعمه في بداية الأمر سيف النصر نفسه، ثم ابنه أحمد بك، ومعسكر من قبائل أولاد أبي سيف يتولى قيادته الشيخ السني، وأبو بكر قرزة.
وبذلك أصبحت المعسكرات بالمنطقة الغربية أربعة تابعة للسنوسية قامت بدعم إخوانهم، والمشاركة معهم في الجهاد ضد إيطالية، وقام الليبيون عموماً بتنظيم المعسكرات بضواحي طرابلس، وغريان، والخمس، ومصراتة، كان صدور الدعوة إلى الجهاد من زعيم الحركة السنوسية أحمد الشريف بمثابة الشرارة التي أوقدت النار في طول البلاد وعرضها، فخفَّ المجاهدون من أقاصي طرابلس وفزان، ثم من النيجر وتشاد لمؤازرة إخوانهم المجاهدين في الجبل والغرب، وهي الجهات التي ظل زعماؤها حريصين على استقلالهم، ولا يريدون منذ ظهور الحركة السنوسية الانضواء تحت لوائها؛ ومع هذا فقد كان أحمد الشريف صاحب نفس عظيمة، همته في الجهاد والتغلب على العوائق التي تحول دون وحدة الصف الإسلامي في بلادنا، يقول الشيخ الطاهر الزاوي عن أحمد الشريف: «فالسيد أحمد الشريف صقله العلم، وهذبته العبادة، فعفت نفسه، وكبرت همته، وأخلص عمله لله فتولى الله توفيقه، وأطلق ألسنة الناس بمدحه والثناء عليه».
لقد تدفَّق أتباع الحركة السنوسية كالسيل الجارف على ميدان القتال في طرابلس، وفي منتصف يناير (1912 م) قال السيد أحمد الشريف كلمته لأهل طرابلس وجميع العرب؛ فأصدر نداءه المشهور يحث فيه الطرابلسيين والبرقاويين، وأهل ليبية على الجهاد ضد العدو المعتدي، ويعلن فيه نبأ اعتزامه النزول بنفسه إلى الميدان على رأس قوة من المجاهدين كبيرة، وقد نقش نداء أحمد الشريف على راية من الحرير حملها المجاهدون في طرابلس من مكان إلى اخر بين القبائل الضاربة في الجنوب خصوصاً، فكان من أثر هذا (النداء) أن تدفقت جموع المجاهدين على المعسكرات العثمانية في العزيزية وغريان، وعلى مراكز العرب في (سنيات بني ادم)، فكان المعسكر في (السنيات) بعد ذلك يعج بجموع المجاهدين من الزاوية والعجيلات، وزنزور، ومصراتة، وصرمان، وأولاد يوسف، وورفلة، وغريان، والجبل، والعزيزية، وأولاد سليمان، ومجاهدي فزان، والتوارق، ولم يكتف أحمد الشريف بذلك بل أعدَّ نجدة خاصة لتعزيز قوات المجاهدين في العزيزية، وفي (25 مارس 1912 م) وصلت نجدات أحمد الشريف إلى العزيزية مسلحة بالبنادق والحراب والسيوف، وتحمل معها نبأ تحرك نجدات أخرى، لا تزال تجد السير في طريقها إلى معسكر المجاهدين، وكان يوم وصولها يوماً مشهوداً في تاريخ الجهاد في طرابلس.
وقد اعترف السلطان العثماني نفسه بهذه الجهود التي قام بها أحمد الشريف السنوسي، فأهداه في هذا الشهر (مارس 1912 م) سيفاً ونيشاناً مرصعاً بالجواهر مكافأة وتقديراً لجهوده.بيد أن جهود الحركة السنوسية كانت أكثر وضوحاً، وأعمق أثراً في سير الجهاد ضد إيطالية في برقة، وهذا ما سنأتي على بيانه بإذن الله تعالى.
لقد أصبح العدو في حيص بيص، ولم يتمكن من احتلال الدواخل بعد الثغور التي احتلها الأسطول، واضطرت إيطالية إلى إعادة حساباتها، ولكي لا تظهر إيطالية أمام المجتمع الأوروبي السياسي منهكة، وأن قواتها غير قادرة على إخضاع ليبية لسيطرتها، ولإخفاء فشلها؛ لجأت إلى إصدار بيان تعلن فيه ضم ليبية إليها، وهدفت من ذلك البيان عدة أمور؛ منها:
• إقناع الدول الأوروبية بأن إيطالية قد ملكت زمام الأمر في ولاية طرابلس.
• وضع الإمبراطورية العثمانية أمام الأمر الواقع، وإجبارها على الاعتراف بسيادتها على ليبية.
• إيقاف المعارك الحربية؛ لأنها ستصبح غير قانونية، أو شرعية في مواجهة الدولة الإيطالية صاحبة السيادة الجديدة.
إن قرار الضم الذي أعلنته إيطالية، جعل الدولة العثمانية تعلن احتجاجها عليه، وعدَّت ذلك خرقاً صريحاً للقانون الدولي، وقد استندت الدولة العثمانية إلى نجاح المقاومة الجهادية، وعجز القوات الإيطالية عن تحقيق أي نصر.
وأبرق السلطان في (2 أكتوبر) إلى ملك إنكلترة وإمبراطور ألمانية وحكومات أوروبة، ورئيس الجمهورية الفرنسية، وبقية الملوك والقياصرة يطلب منهم فض النزاع القائم، وحقن دماء البشر، ولكن دون جدوى، فقد اعتذرت كل هذه الحكومات عن عدم التدخل، وبذلك تكون الحملة الدبلوماسية المكثفة التي قامت بها الدولة العثمانية قد فشلت.
فقد تخلت الدول الأوروبية كلها عن الدولة العثمانية، بدءاً بفرنسة التي أصدرت بياناً أعلنت فيه حيادها وعدم قدرتها على التوسط لإنهاء الحرب في الوقت الراهن، وسارت روسية على نفس النهج، أما بريطانية فرغم حساسية موقفها لا سيما أمام رعاياها في العالم الإسلامي، فإنه لم يطل ترددها لتعلن هي الأخرى ما أسمته بالحياد، ولكنه ليس حياداً بالمعنى الصحيح؛ إذ إنها أرغمت مصر على الحياد، وهذا فيه مساعدة لحكومة إيطالية المعتدية.
لم يتمكَّن الإيطاليون من التقدم شبراً إلا بدفع ثمن باهظ، وبعد جهد جهيد، وتحمل الخسائر الفادحة، والضربات القاسية، ومعاناة الشدائد والأهوال، وتمكنوا بفضل قواتهم العديدة، والأسلحة الفتاكة، ومعاونة الأذناب من الاستيلاء على بعض أماكن في دواخل البلاد، كالخمس ومصراتة وزليتن وورفلة وترهونة وزوارة، ثم تمكنت القوات الإيطالية من الوصول إلى هون ثم فزان، واستسلم بهذه المحلات المستضعفون من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً، وأما الباقون فقد انسحبوا إلى أماكن أخرى أمامية لمواصلة القتال، وقد استعمل الإيطاليون كافة الأساليب الوحشية في المواقع التي احتلوها خصوصاً في مدينة طرابلس.
ولقد خلَّد التاريخ المعاصر أسماء المعارك التي قام بها الأجداد ضد إيطالية في المنطقة الغربية من ليبية، ومن أهمها: معركة طرابلس بتاريخ (8، 9/10/1911 م)، وكذلك في تاريخ (21، 22 يناير 1912 م)، معارك الخمس بتاريخ (17، 21 أكتوبر، 1 أبريل 1912 م)، معركة الهاني شارع الشط، معركة الهاني أبو مليانة، معركة الهاني سيدي المصري، معركة قرقارش، معركة أبي كماش، معركة لبدة، معركة تاجوراء... إلخ، وكانت ما بين عام (1911 م إلى عام 1912 م)، ولا شك أن هذه المعارك تحتاج إلى دراسة تفصيلية، ولعل أحد أبناء هذا البلد الطيب يقوم بذلك.
ثالثا: جهاد قبائل المغاربة البطولي
استمر العدو الإيطالي في زحفه حتى وصل سرت، وهناك توقف سيره وأرسل دعاته لاستعمال الحيل والدسائس كي يستميل بها قبائل المغاربة التابعة لزاوية النوفلية السنوسية، مستغلاً فرصة حاجة تلك القبائل للمؤنة، والملابس، فكاتب القائد الإيطالي الذي احتل سرت شيوخ قبائل الرعيضات (المغاربة)؛ واعداً إياهم أن قواته لن تخرج من سرت، وعليهم أن يأتوا السوق لشراء ما يحتاجون إليـه على شرط أن لا يعتدي أحد الطرفين على الاخر، فاغتنم الأهالي هذه الفرصة في شيء
من الحذر واليقظة، وأرسلوا إلى إخوانهم بإجدابية أن يأتوا بقوافلهم إلى هذه السوق، فيشترون المأكولات، والملابس، وأراد المغاربة بذلك أن يحققوا هدفين:
1- إخراج الزعيم سيف النصر وأبنائه: عبد الجليل ومحمد وسليمان وإخوانهم جميعاً، وقد وقعوا في الأسر بعد احتلال الطليان لواحات هون، وتم اعتقالهم بزوارة، فكان أحد شروط المغاربة الإتيان بهم، وقد جاء بهم الطليان إلى سرت استغلالاً لنفوذهم، وربما يتمكن بواسطتهم من أي عمل كان، ولكنهم خلصوا منه والتحقوا بمعسكر المجاهدين المغاربة.
2- استفاد المغاربة من السوق في سرت، واشتروا كميات ضخمة من المؤن استفادت منها قبائل برقة الغربية.
وأراد الطليان الغدر والخيانة والوثوب على غرة، وهاجم العدو زاوية النوفلية، واشتبك مع المغاربة في قتال عنيف أسفر عن احتلالها بعد خسارة عظيمة، وكان من بين الشهداء يومئذ الشيخ السنوسي الأطيوش، ومن بين الجرحى عبد الله بن إدريس، وقد أبلى كل منهما بلاءً حسناً، ثم التحمت المعركة الثانية بين الفريقين بموقع الخدة، وتلتها معركة العويجة، وتوالت المعارك ليلاً ونهاراً، وكل فريق من المتحاربين نال نصيبه من الكر والفر والربح والخسارة، فكانت هذه المعارك مدعاة لإثارة روح الهمة والنشاط والأمل بين المجاهدين في الجهات الأخرى، وجعلت أولئك الذين قدر لهم أن يكونوا تحت الطليان يتأهبون للقيام من جديد، سيما قبائل أولاد أبي سيف، ففي هذه الأثناء كتبت هذه القبائل ومن حولها إلى أحمد الشريف يطلبون منه إيفاد نائب عنه يلتفون حوله وينظم صفوفهم، فعين أحمد الشريف أخاه صفي الدين السنوسي نائباً عنه لربط المعسكرات السنوسية بطرابلس، والإشراف عليها، كما عين أخاه محمد عابد السنوسي نائباً عنه بمنطقة فزان.

مراجع البحث:

1.علي محمد محمد الصلابي، مِنْ أَعْلَامِ التَّصَوُّفِ السُّنِّيِّ: 7سيرة الزعيم أحمد الشريف السنوسي،دار الروضة،اسطنبول،1438ه،2017م ص(56:47).
2.محمود عامر تاريخ ليبيا المعاصر، جامعة دمشق،1992، ص (59، 60).
3. محمد فؤاد شكري، السنوسية دين ودولة، دار الفكر، 1948، ص(118).
4.أحمد الطيب الاشهب، برقة العربية بين الأمس واليوم،دار الهواري:القاهرة،1364ه،1945م، ص (292، 293).


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022