السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إذا كان الشخص على طهارة ثم أخرج صوتاً أو ريحاً، هل يجب عليه أن يغسل دبره قبل الوضوء، أم يتوضأ مباشرة؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.
الجواب
سئل فضيلة الشيخ: محمد بن عثيمين –رحمه الله- عن سؤال مشابه لسؤالك، نذكر لك فيما يلي نص السؤال والإجابة:
سـ/ إذا خرج من الإنسان ريح، فهل يجب عليه الاستنجاء؟
جـ/ خروج الريح من الدبر ناقض للوضوء؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-:"لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً" البخاري (137)، ومسلم (361)، لكنه لا يوجب الاستنجاء، أي لا يوجب غسل الفرج؛ لأنه لم يخرج شيء يستلزم الغسل، وعلى هذا فإذا خرجت الريح انتقض الوضوء، وكفى الإنسان أن يتوضأ، أي أن يغسل وجهه مع المضمضة والاستنشاق، ويديه إلى المرفقين، ويمسح رأسه، ويمسح أذنيه، ويغسل قدميه إلى الكعبين، وهنا أنبه على مسألة تخفى على كثير من الناس، وهي: أن بعض الناس يبول أو يتغوط قبل حضور وقت الصلاة، ثم يستنجي، فإذا جاء وقت الصلاة، وأراد الوضوء، فإن بعض الناس يظن أنه لا بد من إعادة الاستنجاء وغسل الفرج مرة ثانية، وهذا ليس بصواب، فإن الإنسان إذا غسل فرجه بعد خروج ما يخرج منه، فقد طهر المحل، وإذا طهر فلا حاجة إلى إعادة غسله؛ لأن المقصود من الاستنجاء أو الاستجمار الشرعي بشروطه المعروفة، المقصود به تطهير المحل، فإذا طهر فلن يعود إلى النجاسة إلا إذا تجدد الخارج مرة ثانية.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ: محمد بن عثيمين –رحمه الله- المجلد (11) صـ (112)].