إثبات النبوة
الحلقة: الرابعة والثلاثون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1441 ه/ يوليو 2020
تعددت الأدلة والايات الدالة على نبوة الأنبياء ، فمنها:
1 ـ الأنبياء أعدل الناس طريقة ، وأصدقهم لهجة ، وأكثرهم وقاراً ، وأزهدهم في المال والجاه ، وأرفضهم لحُبِّ الدعة والراحة، هذا مع كثرة المحن والابتلاء عليهم ، فما زادهم ذلك إلا ثباتاً ، فما ليّنَتْ الشدائدُ لهم قناة ، ولا فتّرت المكايدُ لهم عزماً، ومع ذلك كلِّه ما جافوا في حكمٍ على عدو ، ولا شهدوا بغيرِ الحقِّ لصديقٍ.
فنوحٌ عليه السلام لبث في قومه ألفَ سنةٍ إلاّ خمسين عاماً لا يدعوهم إلا إلى الله، ولا يطلبُ منهم غرضاً دنيوياً، ولا مقصداً عاجلاً، وليس له في دعوته هوًى ولا شهوة.
وخاتم الأنبياء وسيد ولد ادم أجمعين صلى الله عليه وسلم، عُرِضت عليه الدُّنيا مُلكاً ورئاسةً ومالاً، على أن يتركَ ما يدعوهم إليه، فأبى ذلك، وسَرْدُ ذلك يطول عن سائر الأنبياء صلوات الله وسلامهم عليهم أجمعين.
2 ـ معاداتهم لقراباتهم وأرحامهم الذين جُبِلَتِ الطباع على محبّتهم ، وعلى رجاءِ الاستغفار لهم ، بحيث تركوا مناهجَ ابائهمَ ، التي ولع الطبع باتباعها ، وعادَوْا عشيرتهم التي يتقي مِنْ كلِّ عدوٍّ بمحاماتها ، ولقوا في الصبر عنهم الحتوف ، ووقعوا في الدنيا لذلك في أعظم مخوف.
فنوحٌ عليه السلام ترك ابنه وفلذة كبده يغرقُ مع الغرقى ، مع رجائه له أن يكون من الناجين ، ودلّه على ما ينجيه ، وهو ترك الكفر بالله ، ثم إنه استغفر من دعائه له ، فقال تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ *} [هود : 47].
وإبراهيم صلى الله عليه وسلم تبرّأ من أبيه لما أصرّ على كفره ، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأِبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ *} [التوبة : 114].
3 ـ أنهم حصلت لهم أغراضهم النبيلة من النصرة ، والنجاة من الهلاك ، كما قال الله تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ *} [القصص : 83].
وقال تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ *} [الروم : 47].
وقد استدل بهذا قيصرُ الروم على صِدْقِ نبوة خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم لما ذكر له أبو سفيان ـ وكان وقتئذٍ مشركاً ـ ذكر له أنّ الحرب سجالٌ بينهم وبينه ، فقال هرقل: هكذا الأنبياءُ تبتلى ، ثم تكونُ العاقبةُ لهم.
وفي المقابل أهلك الله مَنْ خالفهم وعاداهم، فأغرقَ قومَ نوح ، وكان غرقهم ايةً لم يستطيع دفعَها إنسٌ ولا جان ، ومسخَ أهلَ السبتِ قردةً وأهلكهم ، وكان ذلك اية ، وأهلك عاداً وثمودَ ، مع قوتهم وشدة بطشهم ، ولنا طريقان إلى العلم بذلك ما يعاينُ ، وما يعقل بالقلوب ، فقد ترك لنا الله ايات مرئية ، كمساكن ثمود ، كما قال الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ} [العنكبوت : 38].
والطريق الثاني: ما يسمع وهو متواتر ، فإنّ العلم بأنّه قد وُجِدَ أنبياء ، وحصل لهم ولأتباعهم النصر على أعدائهم ، وأنّ المكذّبين لهم ، منهم من أغرق ، ومنهم من خُسِفَ به ، ومنهم من أُرسلَ عليه الريحُ العقيم ، العلم بذلك متواتر ، ومعلوم علماً ضرورياً ، ويقول الله عَقِبَ ذكره لإهلاك المكذبين وإنجاء المؤمنين: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ *} [الشعراء : 8].
إن تأييد الله لرسله ، ونصرته لهم ، ذو تأثير كبير على نفوس الناس ، فإنّ العرب لما رأت انتصار الإسلام صدّقت ، وامنت ، ودخلت في دين الله أفواجاً ، قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ *وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا *} [ا ـ 2].
إنّه يستحيل على الله أن يتقوّل عليه متقوِّلٌ ، فيدعي أنّه مرسلٌ من عند الله ، وهو كاذب في دعواه ، ثم بعد ذلك يؤيده وينصره ، ويرسل الملائكة لتثبيته وحمايته ، وقد أشار الله إلى هذا النوع من الاستدلال فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ *} [النحل : 116] ، فحكم بعدم الفلاح وقال: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ} {الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ *ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ *} [الحاقة: 44 ـ 46].
4 ـ زهدهم في الدنيا وإطراحهم للأهواء ، وقلقهم من هول المعاد الأخروي ، وتقطُّع نياط قلوبهم خوفاً من العذاب السرمدي ، وهو شيء عُلِمَ منهم أنّه جدٌّ لا مزاحَ فيه ولا هزل ، وحقٌّ لا تصنّع فيه ولا تكلّف ، وكيف ، والتكلّف لا تخفى اثاره ، ولا تستمر لصاحبه أحواله!!.
والناسُ يميّزون بين الصادق والكاذب خاصةً في دعوى النبوة ، فإنّه يدعيها أصدق الصادقين ، أو أكذب الكاذبين ، والنبوّة مشتملةٌ على علوم وأعمال هي أشرفُ العلوم والأعمال ، فكلّها صدقٌ وعدلٌ واستقامةٌ في الأعمال بخلاف الكاذب ، فلابدّ أن يظهرَ عليه ما يدلُّ على بطلانِ دعواه من الكذب والفجور، فلابدّ أن يظهرَ في أقواله كذبٌ واختلافٌ ، وفي أفعاله زَيْغٌ وانحراف ، يقول الله تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ *تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ *يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ *وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ *أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ *وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ *} [الشعراء : 221 ـ 226].
إنّ الرسلَ أزهدُ الناسِ في متاع الدُّنيا وعرَضها الزائل ، وبهرجها الكاذب ، لا يطلبون من الناس الذين يخاطبونهم أجراً ولا مالاً ، فهم يبذلون الخير ، ولا ينتظرون منهم
جزاءاً ولا شكوراً ، وقد قصَّ الله علينا في سورة الشعراء طرفاً من قصة نوح وهود وصالح ، ولوط وشعيب ، وكل منهم يقول لقومه: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ *} فهذا اخرُ الرسل يأمره الله بمثل ذلك: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً *} [الفرقان : 57].
5 ـ أنّ جمعاً منهم تمكنوا من الدنيا ، واستولوا على ما يحبُّ الناسَ منها ، فلم تتغيّر لهم طريقة ، ولم تتحوّل لهم سجيةٌ ، ملك سليمان عليه السلام ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعده ، فخدمته الطيرُ وحُشِرت معه ، وحملته الريحُ على متنها ، وسُخِّرت له ، ودانت له ملوك الإنس ، وخضعت له عفاريتُ الجنّ ، وكان البساطُ يحمله في أرجـاء الأجواء مستقرّاً على متن الريح الخفاقـة ، وكـانت الطيرُ تظلّـه ، وكـانت الأرض في يده ، وكانت أوامره مطاعة ، والخلائق له طائعة، ومع ذلك كان في غاية التواضع ، قائماً بأمر الله ، لا يعصيه.
وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم كانت حاله مستقيمة ، وأخلاقه على الكمال في كل أوقاته بعد أن تغلّب على أعدائه ، وقبل ذلك ، وقد توفى صلى الله عليه وسلم وليس عنده درهم ولا دينار يـورّثه ، وبقيت له درع مرهونةٌ عند يهودي على ثلاثين صاعاً من شعير ابتاعها لأهله، وكل ذلك من دلائل الصدق.
6 ـ قوّة يقينهم بوعود الله ، وتسليمهم نفوسهم لما أمر الله ، وإن كان في ظاهره كالجناية على النفس ، والإلقاء بها إلى التهلكة ، كقول نوح عليه السلام لقومه مع كثرتهم وقوتهم {ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنْظِرُونِ *} [يونس : 71] وقال هود عليه السلام: {إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ * مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ * إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ *} [هود : 54 ـ 57].
7 ـ أنها ظهرت لأجلهم خوارقُ العادات ، وبواهِرُ المعجزات: من غير ممارسةٍ لشيءٍ من علوم الطبائعيين والمرتاضين ، والمتفلسفين والمنجّمين ، والمتكهنين، والمصاحبين للجنّ والشياطين ، وأخبروا عن الغيوب ، واتّصلوا في خرق العادات إلى مرتبةٍ قصّر عنها أهلُ الدراية في فنون هذه العلوم.
يأتي الحديثُ عنها مفصلاً في المعجزات بإذن الله تعالى ممّا يدلُّ على أنّ ما جاءوا به ممّن لا يعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء ، لكونها من عند الله سبحانه وتعالى.
8 ـ عدم اختلافهم ، فأخبارُهم كلُّها صدقٌ ، ولا تناقُض بينها ، وما جاءوا به من الأعمال وتفاصيل الشرائع دالٌّ على أنّ ما جاءوا به هو من عند الله العزيز العليم الحكيم. ألا ترى أنَّ النجاشيّ لما استخبر من هاجر من الصحابة إلى الحبشة عمّا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم به ، واستقرأهم القرانَ ، فقرؤوا عليه ، فقال: (إنّ هذا والذي جاء به موسى عليه السلام ليخرجُ من مشكاةٍ واحدةٍ)، وكذلك ورقة بن نوفل لمّا قالت له خديجة رضي الله عنها: أي عمِّ ، اسمع من ابن أخيك ما يقول ، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى ، فقال: هذا الناموسُ الذي أنزل الله على موسى، وكذلك هرقل لما سأل أبا سفيان: بماذا يأمركم؟ أجاب: يأمرنا أن نعبدَ الله وحده ، لا نشركَ به شيئاً ، وينهانا عمّا كان يعبد اباؤنا ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، قال هرقل: وهذه صفةٌ نبيٍّ.
9 ـ عجز من عـاصرهم عن عدِّ كذبـة واحدة على واحدٍ منهم ، في جميع عمره ، من جميع الأمور التي ادّعاها ، وكان هذا من الدلائل عند هرقل ، إذ سأل أبـا سفيـان: فقـال: أكنتم تتهمونـه بالـكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال: لا. فقال هرقل: فعرفتُ أنّه لم يكنْ ليدعَ الكذبَ على الناسِ ويكذبَ على الله.
10 ـ نسبهم وسيرتهم وأخلاقهم: فهم الأحسنُ في ذلك كله ، وقد سأل هرقلُ أبا سفيان عن نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجاب أبو سفيان: هو فينا ذو نسب ، قال هرقل: كذلك الرسلُ تبعث في نسبٍ من قومها، وقد قالت خديجة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم أول نزول الوحي عليه: كلا واللهِ لا يخزيك الله أبداً ، إنّك لتصلُ الرحمَ ، وتَصْدُقُ الحديثَ ، وتَحْمِلَ الكلَّ ، وتَقْرِي الضيفَ ، وتعينُ على نوائبِ الحقِّ.
قال قوم صالح لصالح عليه السلام: {قَالُوا ياصَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا} [هود : 62]. مع كمال أمانتهم ، وعدم غدرهم.
وكان من أسئلة هرقل لأبي سفيان عن صفة النبيِّ صلى الله عليه وسلم: فهل يغدر؟ قلت: لا ، قال هرقل: وكذلك الرسلُ لا تغدر.
11 ـ البشارة بمبعث خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم في الكتب السابقة: فقد وردت صفته في التوراة والإنجيل ، وذكر مكان ظهوره ، وصفة أمته ، وخاتم النبوة بين كتفيه على ظهره ، وما يحصل له من الهجرة والتمكين والنصر على أعدائه ، وظهوره على الدين كله ، فكان ذلك كما أخبر الله ، وقد أسلم بذلك كثيرٌ من أهل الكتاب ، ولا يكون الخبر بذلك إلا من عند علام الغيوب ، الذي بيده الأمر كله. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَم يابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصف : 6]. وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ *} [الشعراء : 197].
فالاية تبيّنُ أنّ من الايات البينات الدالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وصدق ما جاء به علمُ بني إسرائيل بذلك ، وهو علمٌ مسجّلٌ محفوظٌ مكتوبٌ في كتبهم التي تداولونها ، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ *} [الشعراء : 196]. وقال تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ *رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيْهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ *} [البقرة : 127 ـ 129].
وقد استجاب الله دعاء خليله إبراهيم ، وابنه نبيِّ الله إسماعيل عليهما السلام ، وكان محمد صلى الله عليه وسلم هو تأويلُ تلك الاستجابة.
وقال تعالى: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطِّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *} [الاعراف : 156 ـ 157].
وضرب الله في التوراة والإنجيل مثلين لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأصحابه: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا *} [الفتح : 29].
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان بالرسل والرسالات
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/Book94(1).pdf