الخميس

1446-11-03

|

2025-5-1

الآيات القرآنية الدّالةُ على عذاب القبر

الحلقة: التاسعة

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ذو القعدة 1441 ه/ يونيو 2020

1 ـ قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ﴾ [الأنعام: 93] ففي قوله: ﴿الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ﴾ فالآية تبيّنُ المحتضرِ الكافر، وأنّه تأتيه الملائكةُ، وتخبره أنّه سوف يعذَّبُ اليومَ، يعني يومَ موته، وهـذا يدلُّ أنَّ العذابَ يكون قبلَ يوم القيامة، ففي الآية دليلٌ واضحٌ على عذاب القبر، ولو تأخّر عنهم العذابُ إلى انقضاء الدنيا لما صحَّ أن يقال لهم:
2 ـ قال تعالى: ﴿وَمِمَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ *﴾ [التوبة: 101] قوله تعالى: ﴿سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ﴾: المرّةُ الأُولى في الدنيا من المصائبِ في النفس أو المالِ أو الولدِ أو غير ، وأمّا المرةُ الثانيةُ ففي القبرِ، وأمّا عذابُ الآخرة فذكره بقوله: ﴿ثم يردون إلى عذاب عظيم﴾.
3 ـ قال تعالى: ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ *النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ *﴾ [غافر: 45 ـ 46] وهـذا النصُّ من النصوص الصريحةِ في عذاب القبر، فإنَّ هـذا العذابَ الذي حصل لالِ فرعون إنّما كانَ بعدَ موتهم، وأمّا عذابُ الآخرة فهو المذكورُ بعدَه بقوله: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ*﴾.
4 ـ قال تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ *﴾ [السجدة: 21] وقد احتجَّ جماعةٌ منهم عبد الله بن عباس بهـذه الآية على عذابِ القبرِ، فإنّه سبحانه أخبرَ أنَّ له فيهم عذابين: أدنى وأكبر، فأخبرَ أنّه يذيقُهم بها بعد عذابَ الدنيا، ولهذا قال: يعني به عذاب القبر.
5 ـ قال تعالى: ﴿كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ * وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ *﴾ [الطور: 45 ـ 47] عن قتادةَ أنَّ ابنَ عباسٍ كان يقول: إنّكم لتجدون عذابَ القبرِ في كتاب الله.
6 ـ قال تعالى: ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ *حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ *﴾ [التكاثر: 1 ـ 2] فيها الحديثُ عن عذابِ القبرِ.
7 ـ قال تعالى: ﴿مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا *﴾ [نوح: 25] قوله: ﴿فَأُدْخِلُوا نَارًا﴾ بعد ، وهـذا يدلُّ على عذاب القبر .

يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book173.pdf

 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022