مستقر الأرواح في البرزخ
الحلقة: الرابعة عشر
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1441 ه/ يوليو 2020
تتفاوتُ أرواحُ العبادِ في البرزخ في منازلها، ومن خلال دراسةِ النصوص الواردةِ في ذلك يمكنُ التقسيمُ التالي :
1 ـ أرواح الأنبياء:
وهـذه تكونُ في خيرِ المنازلِ في أعلى عليين، في الرفيق الأعلى، وقد سمعتْ السيدةُ عائشة الرسولَ (ﷺ) في اخرِ لحظاتِ حياته يقول: « اللهمَّ الرفيقَ الأعلى » .
2 ـ أرواح الشهداء:
قال تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *﴾ [آل عمران: 169] وأرواحُهم في أجوافِ طيرٍ خُضْرٍ لها قناديلُ معلّقةٌ بالعرش، تسرحُ من الجنةِ حيثُ شاءت، ثم تأوى إلى تلك القناديل .
3 ـ أرواحُ المؤمنين الصالحين:
تكونُ طيوراً تعلّق في شجرِ الجنّةِ، قال رسول الله (ﷺ): « إنّما نسمةُ المسلمِ طيرٌ يعلّقُ في شجرِ الجنةِ، حتى يرجعَها اللهُ إلى جسدِهِ إلى يومِ القيامةِ».
والفرقُ بين أرواحِ المؤمنين وأرواحِ الشهداءِ، أنَّ الشهداءَ في حواصلِ طيرٍ خُضْرٍ تسرحُ متنقلةً في رياض الجنة، وتأوي إلى قناديلَ معلّقةٍ في العرش، أمّا أرواحُ المؤمنينَ، فإنّها في أجوافِ طيرٍ يعلّق في ثمرِ الجنةِ، ولا ينتقل في أرجائها .
4 ـ أرواح العصاة:
سبق وأنْ ذكرتُ بعضَ النصوصِ التي تبيِّنُ ما يلاقيه العصاةُ من العذاب، فمن ذلك أنَّ الذي يكذِبُ الكذبةَ تبلغُ الافاقَ، يعذَّبُ بكلوبٍ من حديدٍ، يدخلُ في شِدْقِهِ حتى يبلغَ قفاه، والذي نامَ عن الصلاةِ المكتوبةِ يُشْدَخُ رأسُه بصخرةٍ، والزناة والزَّوَانِي يعذَّبونَ في ثُقْبٍ مثل التنورِ، ضيِّقٌ أعلاه، وأسفلُه واسعٌ، تُوْقَدُ النارُ تحته، والمرابي يَسْبَحُ في بحرٍ من الدمِ، وعلى الشطِّ مَنْ يلقمُه الحجارةَ .
وقد ذكرنا الأحاديث التي تتحدّث عن عذاب الذي لم يكن يستنزه من بوله، والذي يمشي بالنميمة بين الناس، والذي غلَّ من الغنيمة ونحو ذلك .
5 ـ أرواحُ الكفّار:
في حديث رسول الله (ﷺ) بعدما وصفَ حالَ المؤمنِ إلى أن يبلغَ مستقرّه في الجنةِ، ذكر حال الكافر، وما يلاقيه عند النزع، وبعد أن تُقْبَضَ روحُه، تخرجُ منه كأنتن ريح، حتى يأتونَ به بابَ الأرضِ، فيقولن: ما أنتنَ هـذه الريح حتى يأتونَ به أرواحَ الكفّار .
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book173.pdf