الخميس

1446-11-03

|

2025-5-1

اندلاع الثورات في الشام والعراق ... نهاية فترة الدولة الأموية

من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):

الحلقة: 242
بقلم: د. علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1442 ه/ يونيو 2021

1 ـ خروج أهل حمص (127 هـ):
كان أهل حمص قد بايعوا مروان الثاني ، وساروا معه إلى دمشق ، إلا أنهم خرجوا على حكمه بعد ذلـك ، وحاول مروان الثاني في بادأى الأمر إصلاح الأحوال بالطرق السـلمية ، إلا أن أهل حمص لم يرتدعوا، عندئذ اضطر الخليفة أن يخرج بنفسه لوضع حد لحركتهم ، وكانت له مع أهل حمص وقائع حاسمة انتصر فيها عليهم وهدم أسوار المدينة.
2 ـ ثورة أهل الغوطة (127 هـ):
بينما كان مروان مشغولاً بقمع ثورة حمص ، نشبت ثورة أخرى في الغوطة؛ فقد ثار أهلها وولوا زعيماً يمنياً ، وهو يزيد بن خالد القسري ، وساروا إلى دمشق فحاصروها ، ولكن مروان أرسل إليهم وهو في حمص قائدين من قواده ، هما: أبو الورد بن الكوثر بن زفر بن الحارث ، وعمر بن الوضاح في عشرة الاف ، فلما دنوا من المدينة حملوا عليهم ، وخرج عليهم من بالمدينة ، فانهزموا واستباح أهل مروان عسكرهم ، وأحرقوا المزة وقرى اليمانية ، وأخذ يزيد بن خالد فقتل ، وبعث زامل بن عمرو والي دمشق برأسه إلى مروان بحمص.
3 ـ ثورة فلسطين (127 هـ):
أعلن والي فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي الثورة على مروان بن محمد ، ولكن الخليفة الأموي الجديد عاجله وكتب إلى أبي الورد الذي قمع ثورة الغوطة ، وفك حصار دمشق ، أن يسير إلى ثابت ، فلما صار أبو الورد قريباً منه ، خرج أهل طبرية على ثابت فهزموه واستباحوا عسكره ، وتبعه أبو الورد فالتقوا واقتتلوا ، فهزمه أبو الورد ثانية ، وتفرق أصحابه وأسر ثلاثة من أولاده وبعث بهم إلى مروان ، واستطاع الوالي الجديد الذي عينه مروان على فلسطين وهو الرماح بن عبد العزيز الكناني أن يقبض على ثابت بن نعيم وأن يرسله إلى مروان ، فأمر بقتله هو وأولاده الثلاثة.
4 ـ الخوارج في العراق ، الضحاك بن قيس الشيباني:
خرج الضحاك بن قيس الشيباني وأتى الكوفة ، واستولى عليها من يد أميرها عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، فهرب عبد الله إلى واسط فاتبعوه ، ولما اشتدت المعركة ، وسلم عبد الله الأمر إلى الضحاك ، وبايعه ، ودخل في بيعة الضحاك سليمان بن هشام بن عبد الملك ، ولما تمّ ذلك للضحاك عاد إلى الموصل فافتتحها واستولى على قراها ، وكان خليفته على الجزيرة يأمره بأن يمنع الضحاك من الوصول إلى وسط الجزيرة ، فسار إليه ابنه في سبعة الاف مقاتل ، فسار إليه الضحاك وحصره في نصيبين.
وكان مع الضحاك مئة ألف ، وانتهى مروان من أمر حمص وسار لمقابلة الضحاك ، فالتقى الفريقان في كفرتوتا ، وحصلت بينهما موقعة قتل فيها الضحاك ، وولى الخوارج عليهم سعيد بن بهدل الخيبري ، ثم قتل ، ولما علم الخوارج بمقتل الخيبري ، ولوا مكانه شيبان بن عبد العزيز اليشكري ، واستطاع مروان بواسطة يزيد بن عمر بن هبيرة أن يطهر العراق من الخوارج ، وظل مروان يقاتل الخوارج في الموصل ستة أشهر ، وأصبح شيبان بن عبد العزيز بين عدوين ، فرحل عن الموصل ، وسير مروان وراءه جنداً ، وأمر القائد أن يقيم حيث يقيم شيبان ولا يبدؤه بقتال ، فإن بدأ شيبان بقتال قاتله ، وظل يتابع شيبان حتى التقى به في معركة فاصلة ، وهزمه هزيمة منكرة ، وخرج شيبان إلى سجستان ومات هناك ، وذلك في سنة 130 هـ/747 م.

يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf
الجزء الثاني:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022