الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

تأملات في الآية الكريمة: {...قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 165

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

جمادى الأولى 1444ه/ ديسمبر 2022م

 

1. قوله تعالى: {قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ}:

أي: افعل ما أُمرت به، ودلّ قوله هذا على علوّ مداركه عليه الصلاة والسلام، وهو لا يزال في بواكير عمره، فقد أدرك أنّ رؤيا الأنبياء وحي، وأن رؤيا والده أمر إلهيّ، فحثّه على تنفيذه مع أنّ والده أعلمه بالأمر بأسلوب الاستشارة، ولمّا كان خِطاب الوالد {يَا بُنَيَّ} بأسلوب الترحّم كان خطاب الولد {يَا أَبَتِ} بأسلوب التوقير والتعظيم(1).

وفي لفظ {يَا أَبَتِ} فيه من إظهار الاحترام والطاعة، وهذا اللفظ يوحي هنا بأن المعنى المسيطر على إسماعيل هو طاعة أبيه، مهما كان الفعل، وأيّاً كان مصدر الأمر بالفعل، وكأنه يشير بذلك إلى تبادل العاطفة السامية النبيلة بين رحمة الآباء وطاعة الأبناء(2).

2. قوله تعالى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}:

نلاحظ سمو الأدب مع الله عزّ وجل ومعرفة إسماعيل - عليه السّلام - لقدرته وطاقته في الاحتمال، والاستعانة بربه على ضعفه، ونسبة الفضل إليه في إعانته على التضحية ومساعدته على الطاعة، ولك يأخذها بطولة ولم يأخذها شجاعة ولم يأخذها اندفاعاً إلى الخطر دون مبالاة، ولم يظهر لشخصه ظلاً ولا حجماً ولا وزناً، إنما أرجع الفضل كله لله إن هو أعانه على ما يطلب إليه وأصبره على ما يراد به {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}، يا للأدب مع الله، ويا لروعة الإيمان ويا لنيل الطاعة ويا لعظمة التسليم(3).

مراجع الحلقة الخامسة والستون بعد المائة:

(1) روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، الآلوسي، (23/329).

(2) أدب الكلام وأثره في بناء العلاقات الإنسانية في ضوء القرآن الكريم، ص329.

(3) أدب الكلام وأثره في بناء العلاقات الإنسانية في ضوء القرآن الكريم، ص329.

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

http://www.alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022