الجمعة

1446-11-04

|

2025-5-2

(مناوشات بين عماد الدين والصليبين)

من كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الحلقة: 77

بقلم: د.علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1444 ه/ نوفمبر 2022م

 

في أواخر عام531 ه قام سوار بهجوم مباغت ضد سرية بيزنطية كبيرة العدد، كانت تتقدم شرقاً، وتمكن من قتل وأسر عدد من أفرادها، ثم قفل عائداً إلى مقره في حلب(1). ولم تمض سوى أشهر معدودات على هذا الهجوم حتى قام الصليبيون، والبيزنطيون بإرسال قوات مشتركة لاحتلال قلعة الأثارب القريبة من حلب، وبعد أن حققت هذه القوات هدفها، وأوكل إليها حراسة أسرى المسلمين الذين جمعوا في هذا الموقع. إلا أن سواراً ما لبث أن خرج على رأس قواته وهاجم الحامية الصليبية، والبيزنطية، وتمكن من استخلاص معظم أسرى المسلمين من أيديهم، وعاد بهم إلى حلب التي عمها السرور، وسادتها الأفراح لهذا النصر الذي حققه أميرها(2).

وفي عام 533هـ هاجم سوار عدداً من المواقع الصليبية واستولى على بعض الغنائم، إلا أن فرسان الصليبيين تمكنوا من اللحاق به، وإنزال هزيمة بقواته أسفرت عن أسر ما يزيد عن ألف فارس منهم، وانسحب هو إلى حلب بمن سلم من جنده(3).

واستمرَّت المناوشات بين الطرفين طيلة السنين التالية، وأصابها بعض الفتور خلال عامي 534 هـ 535 هـ. إثر فشل زنكي في الاستيلاء على دمشق، وتحالف الصليبيون، والدمشقيون ضده إلا أن هذه المناوشات ما لبث أن استعرت من جديد في عام 536هـ والسنين التي تلته، ففي الأشهر الأولى من هذا العام قام الصليبيون بهجوم سريع ضد بعض المواقع الإسلامية غربي حلب، ولدى تفرقهم أرسل سوار قوة من التركمان بقيادة ابنه علم الدين، أغارت على المواقع الصليبية، وتوغلت إلى أسوار أنطاكية، ثم عادت تحمل معها كثيراً من الغنائم والأسلاب(4).

وبعد فترة قصيرة أغار لجة التركي على بعض المناطق الصليبية في الشمال، فساق وسبى وقتل، وذكر: أن عدد القتلى بلغ سبعمئة رجل(5). وفي رمضان من العام نفسه هاجم سوار معسكراً صليبياً عند جسر الحديد، إلى الشمال الشرقي من أنطاكية، بعد أن اجتاز بقواته نهر العاصي صوب تجمعات العدو، وتمكن من قتل معظم أفراد المعسكر، وأسر الباقين(6).

وما لبث أمير أنطاكية أن خرج ـ في العام التالي ـ للإغارة على وادي بزاعة القريب من حلب، فتصدى له سوار، وأجبره على الانسحاب، وتمكن جوسلين من اغتنام الفرصة فقام بهجوم على تجمعات المسلمين عند ضفاف الفرات، وتمكن من أسر تسعمئة رجل منهم، ثم ارتأى الطرفان عقد هدنة بينهما لم يكن لأمير أنطاكية نصيب فيها(7)، وهكذا ظل القتال مستمراً بين هذه الإمارة وقوات حلب، وعندما خرجت طائفة كبيرة من تجار أنطاكية في جمادى الأولى من عام 538هـ تحرسها قوة من الفرسان في طريقها إلى بعض البلاد الصليبية المجاورة ومعها مال كثير وأموال ومتاع؛ باغتها المسلمون، وأوقعوا بها، وتمكنوا من إبادة كافة أفراد القوة التي خرجت لحمايتها، وغنموا ما كانت تحمله من بضائع قيمة(😎. وفي أواخر ذي القعدة من العام نفسه هاجمت مجموعة من فرسان حلب قوة من الفرسان الصليبيين الخارجين من باسوطا، وأبادوهم، وأسروا صاحب باسوطا؛ حيث اعتقله سوار في حلب(9).

مراجع الحلقة السابعة والسبعون:

( ) عماد الدين زنكي ص 162 زبدة حلب (2/263).

(2) الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 162.

(3) زبدة حلب (2/271) عماد الدين زنكي ص 162.

(4) زبدة حلب (2/275) عماد الدين زنكي ص 162.

(5) عماد الدين زنكي ص 163 زبدة حلب (2/275).

(6) زبدة حلب (2/276) عماد الدين زنكي ص 163.

(7) عماد الدين زنكي.

(8) ذيل تاريخ دمشق ص 278 زبدة حلب (2/277 ـ 278).

(9) زبدة حلب (2/278) عماد الدين زنكي ص 163.

 

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022