الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

(دعم نور الدين زنكي للتصوف السني)

من كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

الحلقة: 105

بقلم: د.علي محمد الصلابي

شعبان 1444ه/ فبراير 2023م

 

اهتم نور الدين بإنشاء خوانق الصوفية، وكانت في ذلك العصر مكاناً للعبادة، وقد أصبح التصوف السني في ذلك العصر اتجاهاً له نفوذه، وسيطرته، وتقديره على المستوى الرسمي والشعبي، وسيأتي الحديث ـ بإذن الله ـ عن دور المدرسة القادرية في توعية عوام الأمة خصوصاً في عاصمة الخلافة، وجهود الغزالي ومحاولته تنقية التصوف من كثير من الشوائب، وأن يمزج بينه وبين الشريعة مزجاً تاماً، فقد كانت الصوفية في ذلك العصر محل تقدير الحكام واحترامهم وخاصة نور الدين ؛ الذي كان يستفيد منهم في الدعاء، وجمع المعلومات على الأعداء، وفي الجهاد، وكان يرحب بهم في بلاطه، ويتواصل مع شيوخهم، ويبني لهم الخوانق في أنحاء مملكته، وكان نصيب حلب من جهوده في هذا المجال خوانق: اثنتان منها للرجال، وواحدة للنساء(1).

واستطاعت الدولة النوريّة التأثير على التصوف السني، وساهم التصوف السني في محاربة الدولة الفاطمية، ومدِّ نفوذه في أنحاء بلاد الشام، ومصر، مع توسع الدولة النورية خارجياً، والتي كانت من وسائلها دعم التصوف السني، لمقاومة المذهب الإسماعيلي، والتيار الفلسفي، وقد مدت مقاومتها إلى مصر أيضاً، ولذا كان اتّساع نطاق الاتجاه الصوفي على مستوى قطاعات جماهيرية كبيرة فيما بعد في عهد الأيوبيين، والمماليك(2).

 

مراجع الحلقة الخامسة بعد المائة:

(1) التاريخ السياسي والفكر للمذهب السني ص 212.

(2) في الصراع الإسلامي الصليبي ص 185.

 

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022