(نور الدين زنكي باني دولة العقيدة على أصول أهل السنة)
من كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الحلقة: 102
بقلم: د.علي محمد الصلابي
رجب 1444ه/ فبراير 2023م
كان نور الدين رجل عقيدة، وكان أظهر ما في خصائصه هو إيمانه الإسلامي العميق، قال عنه ابن كثير: «... كان مجاهداً في الفرنج، امراً بالمعروف، ناهياً عن المنكر، صحيح الاعتقاد، وكان قد قمع المناكر وأهلها، ورفع العلم والشرع، وليست الدنيا عنده بشيء رحمه الله»(1).
وكان رحمه الله يملك رؤية نهوض قائمة على إحياء السنة، وقمع البدعة. قال عنه ابن كثير: «أظهر نور الدين ببلاده السنة، وأمات البدعة، وأمر بالتأذين بحي على الصلاة حي على الفلاح، ولم يكن يؤذن بهما في دولتي أبيه وجده، وإنما كان يؤذن بحي على خير العمل؛ لأن شعار الرفض كان ظاهراً»(2).
وكان يعاقب المبتدعة بأشد العقوبات: قيل: إن رجلاً أظهر شيئاً من التشبيه، فأُركب على حماره، وأمر بصفعه، وطيف به في البلد، ونفاه إلى حرَّان(3). وكان نور الدين يتحرى السنة في أموره كلها، ومن أعظم إنجازات دولته هو إسقاط الدولة الفاطمية، وكان الفضل لله ثم للحملات المتوالية، التي أرسلها نور الدين محمود(4)؛ حتى خلص المسلمين من شرورها، وأعلن تبعيتها للخلافة العباسية السنية، وكان رأي نور الدين في الدولة العبيدية الفاطمية، يتلخص في رسالته للخليفة العباسي، وهو يبشره بفتح مصر، وسقوط دولة الإلحاد، والرفض، والبدعة(5).
يقول فيها: «وطالما بقيت 280 سنة مملوءة بحزب الشياطين... حتى أذن الله لغمتها بالانفراج، واجتمع فيها داءان: الكفر، والبدعة، وتمكنا من إزالة الإلحاد والرفض، ومن إقامة الفرض»(6)، وسيأتي الحديث عن أساليب ومنهج نور الدين في إزالة الدولة الفاطمية في مصر.
مراجع الحلقة الثانية بعد المائة:
(1) البداية والنهاية نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 330.
(2) المصدر السابق ص 330.
(3) كتاب الروضتين (1/24) الجهاد والتجديد ص 330.
(4) الجهاد والتجديد ص 331.
(5) المصدر نفسه ص 331.
(6) كتاب الروضتين نقلاً عن الجهاد والتجديد ص 331.
يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي