من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):
(إصلاحات عمر بن عبد العزيز في قضايا النكاح والطلاق)
الحلقة: 187
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
شعبان 1442 ه/ مارس 2021
1 ـ زواج المرأة بغير ولي:
عن سفيـان، عن رجل من أهل الجزيرة، عن عمر بن عبد العزيز: أن رجلاً تزوج امرأة ولها ولي هو أدنى منـه بدروب الروم، فـرد عمر النكاح، وقـال: الولي وإلا فالسلطان.
2 ـ تزويج الوليين للمرأة على رجلين:
عن ثابت بن قيس الغفاري قال: كتبت إلى عمر بن عبد العزيز في جارية من جهينة؛ زوَّجها وليها رجلاً من قيس، وزوجها اخر رجلاً من جهينة، فكتب عمر بن عبد العزيز: أن أدخل عليها شهوداً عدولاً، وخيرها، فأيهما اختارت فهو زوجها.
3 ـ زواج الرجل بالمرأة بعد الفجور بها:
إذا زنى رجل بامرأة، ثم بدا له أن يتزوجها؛ فهل يحل له ذلك؟ ذهب عمر بن عبد العزيز إلى جواز ذلك إذا رأى منها خيراً، وهذا رأي رشيد لأنه يسد كثيراً من أبواب الشر؛ لأنه لا فرق بين من فجر بها ومن لم يفجر بها، فلو قلنا: لا يجوز ذلك، فغير هذا الرجل أولى بأن لا يقبلها، وفي هذا شرور ومفاسد عظيمة، عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن عمر بن عبد العزيز سئل عن امرأة أصابت خطيئة، ثم رأى منها خيراً، أينكحها الرجل؟ فقال له: الظن كما بلغني، أي: إنها له.
4 ـ نكاح امرأة الأسير:
عن عمر بن عبد العزيز قال: لا تنكح امرأة الأسير أبداً ما دام أسيراً. فالأسير المسلم إنما وقع في الأسر نتيجة لإقدامه وبلائه في قتال الأعداء رفعاً لراية الإسلام، أو دفاعاً عن بلاد المسلمين، وتقديراً لهذا الموقف النبيل حيث ضحى بنفسه في سبيل دينه، فإن على امرأته أن تقدر له ذلك، وأن تصبر حتى يفك الله أسره ثم يعود إليها، خاصة وأن بقاءه في الأسر وغيبته هذه ليست من اختياره، كما أن إطلاق سراحه محتمل في كل وقت، ولذلك كله كان من العدل والإنصاف أن لا تتزوج امرأة الأسير ما دام أسيراً.
5 ـ نكاح امرأة المفقود:
إذا فقد الرجل وانقطعت أخباره، فلا يدرى أحي هو أم ميت؛ فهل تبقى زوجته تنتظره؟ وما مدة الانتظار؟ ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن امرأة المفقود تعتد أربع سنين وبعدها تتزوج، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطأة: أن امرأة المفقود تعتد أربع سنين، والظاهر أن عمر بن عبد العزيز يرى جواز زواج امرأة المفقود بعد مضي السنين الأربع، والعدة بعدها أربعة أشهر وعشراً.
6 ـ صداق المطلقة قبل الدخول بها في مرض زوجها:
ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن لها نصف المهر، فلا تأثير لتطليق زوجها في حال المرض، فعن عمر بن عبد
العزيز قال: لها نصف الصداق ولا ميراث لها ولا عدة عليها.
7 ـ اشتراط الرجل لنفسه شيئاً عند زواج ابنته:
ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن المهر للمرأة، وإن اشترط والدها شيئاً لنفسه فهو للمرأة دون الأب، وعن الأوزاعي: أن رجلاً زوج ابنته على ألف دينار، وشرط لنفسه ألف دينار، فقضى عمر بن عبد العزيز للمرأة بألفي دينار دون الأب.
8 ـ في اللعب بالطلاق جد:
يرى عمر بن عبد العزيز: أن الرجل يحاسب على الطلاق سواء كان جاداً أو هازلاً، فعن سليمان بن حبيب المحاربي قال: كتب إليّ عمر بن عبد العزيز: مهما أقلت السفهاء عن شيء، فلا تقيلوهم الطلاق والعتاق.
9 ـ في طلاق المكره:
قد يحصل للإنسان بعض مواقف يكره فيها على الطلاق كأن يستحلف بالطلاق على أن يفعل كذا أو يترك كذا، وقد يكره ويهدد إذا لم يطلق امرأته، فهل هذا النوع من الطلاق على هذه الصفة يقع؟ ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن طلاق المكره لا يقع، عن عمر بن عبد العزيز قال: لا طلاق ولا عتاق على مكره.
10 ـ في تطليق الرجل نصف تطليقة:
قيل لعمر بن عبد العزيز: الرجل يطلق امرأته نصف تطليقة، قال: هو تطليقة.
11 ـ تطليق المرأة نفسها إذا جعل أمرها بيدها:
ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن الطلاق يقع، وأن هذا الطلاق وإن كان ثلاثاً يعتبر واحدة، وهو أحق بها إن أراد مراجعتها، فقد كتب عمر بن عبد العزيز في رجل من بني تميم جعل أمر امرأته بيدها، قال: إن ردت الأمر عليه فلا شيء، وإن طلقت نفسها فهي واحدة وهو أحق بها
12 ـ إسلام المرأة تحت الكافر:
إذا أسلمت المرأة تحت الرجل الكافر فإنها تخرج منه، ويفرق بينهما، فعن معمر بن سليمان عن أبيه: أن الحسن وعمر بن عبد العزيز قالا في النصرانية تسلم تحت زوجها، قالا: الإسلام أخرجها منه. فمتى أسلمت المرأة وبقي الرجل على الكفر فلابد من التفريق بينهما، حتى لا تكون للكافر ولاية على مسلمة، لأن هذا غير مقبول في شرع الله، فعن عمر بن عبد العزيز يرى أنه إذا أسلمت المرأة تحت الرجل الكافر؛ فإنها تخرج منه ويفرق بينهما، وهذا التفريق لا يأتي إلا بعد عرض الإسلام عليه، فإن أسلم فهي امرأته وإن أبى فإن عمر بن عبد العزيز يرى أن ذلك تطليقة بائنة. وأما إذا أسلم ولا زالت امرأته في العدة فهو أحق بها.
13 ـ مدة انتظار الغائب:
ذهب عمر بن عبد العزيز إلى أن هناك حداً أقصى لمدة الغيبة وهو سنتان، وبعدها إما أن يقفل الغائب إلى زوجته، وإما أن يطلقها، فقد كتب: من غاب عن امرأته سنتين فليطلق أو ليقفل إليها. هذه بعض الاجتهادات الفقهية والفتاوى والأحكام القضائية التي مارسها عمر بن عبد العزيز والتي تدل على تبحره في المسائل الشرعية وقدرته على الاجتهاد وإصدار الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله ومن سبقه من الخلفاء الراشدين وعلماء الأمة، وقد قام الدكتور محمد شقير بجمع فقه عمر بن عبد العزيز، في مجلدين؛ فمن أراد التوسع فليرجع إلى هذه الرسالة العلمية التي نال بها صاحبها درجة الدكتوراه من المعهد العالي للقضاء بالرياض في المملكة العربية السعودية.
يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf
الجزء الثاني:
http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf
كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com