دولة داوود (عليه السلام) ومدى اتساعها
مختارات من كتاب الأنبياء الملوك
بقلم د. علي محمد الصلابي
الحلقة (27)
لا ريب في أنّ داوود (عليه السلام) قد كُتب له نجاحٌ بعيد المدى في أن يُخلِّص قومه الإسرائيليين من جالوت وجنوده، وفي أن يحقق لهم الاستقلال التام، وأن يوجد لنفسه نفوذاً في بلاد الشام.
وتَذكر كتب التاريخ المختصة بأنه تم تتويج داوود (عليه السلام)، وهو من سبط يهوذا، وذلك في عام 1010 ق.م، قام مُلكه على بني إسرائيل، واعتمدت كثيراً من كتب التاريخ على روايات العهد القديم، وقد ظلت (حبرون – الخليل) عاصمة له لأكثر من سبع سنين حتى فتح القدس حوالي عام 1003 ق.م، وسميت مدينة (داوود).
وقد استولى داوود (عليه السلام) خلال حكمه على أراضي الفلسطينيين (الموآبيين) و(الآراميين).
وبذلك فإن مملكته (عليه السلام) قد بلغت أقصى اتساعها كما روى بعض المؤرخين، فامتدت من جبل الكرمل وتل القاضي إلى جبل الشيخ شمالاً، وإلى حدود مصر ونهر الموجب جنوباً، وإلى الصحراء شرقاً. وعلى الرغم من كل هذا، لم يستطع الإسرائيليون أن يفتحوا فلسطين كلها، إذ ظل الفلسطينيون محتفظين بالمناطق الساحلية الخصبة.
وقد قال بعض المؤرخين: إن داوود وسليمان (عليهما السلام) قد أقاما دولة تشمل الشام كله، والجزيرة العربية كلها. وقد تضاربت الأقوال في حدود مملكة داوود وسليمان، عليهما السلام، ولا شك أنها كانت مملكة عظيمة في الاتساع والنفوذ والرسالة والاقتصاد والأهداف والمؤسسات.
وكيفما كان الأمر، فإن حكم داوود وابنه سليمان (عليهما السلام)، إنما يمثلان فترة رخاء وازدهار على المستوى الإنساني في الأرض، وقد سادت قيم الحق والعدل والرحمة والإحسان في حكم هذين النبيين الكريمين عليهما السلام.
مراجع الحلقة:
- الأنبياء الملوك، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2023، ص 148-150.
- العنصرية اليهودية، أحمد الزعبي، مكتبة العبيكان، ط1، 2010، ص (1/198).
- تاريخ فلسطين الحديث، د. عبد الوهاب الكيالي، ص15.
- دراسات تاريخية من القرآن الكريم، محمد بيومي مهران، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ط2، 1408ه - 1988م، ص (3/65).