الجمعة

1446-11-11

|

2025-5-9

الدفعة الثانية والثالثة من المستجيبين لدعوة الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المرحلة السرية ...

مختارات من موسوعة السيرة النبوية والخلفاء الراشدين ..

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (34)

جاء دور الدُّفعة الثَّانية بعد إسلام الدُّفعة الأولى، فأوَّل من أسلم من هذه الدُّفعة: أبو عبيدة بن الجراح، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن مخزوم بن مرَّة ابن عمَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم (برَّة بنت عبد المطلب)، وأخوه من الرَّضاع، والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميُّ، وعثمان بن مظعون الجمحيُّ، وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ، وقُدامة وعبد الله ابنا مظعونٍ، وفاطمة بنت الخطَّاب بن نفيل، أخت عمر بن الخطَّاب وزوجة سعيد بن زيد، وأسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق، وعائشة بنت أبي بكرٍ الصدِّيق، وخباب بن الأرتِّ حليف بني زُهرة.

الدُّفعة الثالثة:

أسلم عمير بن أبي وقَّاص أخو سعد بن أبي وقَّاصٍ، وعبد الله بن مسعودٍ، ومسعود بن القاري، وهو مسعود بن ربيعة بن عمرٍو، وسليط بن عمرٍو، وأخوه حاطب بن عمرٍو، وعيَّاش بن أبي ربيعة، وامرأته أسماء بنت سلامة، وخُنَيس بن حُذافة السَّهميُّ، وعامر بن ربيعة حليف ال الخطَّاب، وعبد الله بن جحش، وأخوه أبو أحمد، وجعفر بن أبي طالب، وامرأته أسماء بنت عُمَيس، وحاطب بن الحارث، وامرأته فاطمة بنت المجلَّل، وأخوه حطَّاب بن الحارث، وامرأته فُكَيهة بنت يسار، وأخوهما معمَر بن الحارث، والسَّائب بن عثمان بن مظعون، والمطَّلب بن أزهر، وامرأته رملة بنت أبي عوف، والنَّحَّام بن عبد الله بن أُسَيْد، وعامر بن فُهَيرة مولى أبي بكرٍ، وفهيرة: أمُّه، وكان عبداً للطُّفيل بن الحارث بن سَخْبَرة، فاشتراه الصِّدِّيق، وأعتقه، وخالد بن سعيد بن العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيِّ، وامرأته أمينة بنت خلف، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمسٍ، وواقد بن عبد الله بن عبد مناف، وخالدٌ، وعامرٌ، وعاقلٌ، وإياسٌ بنو البُكَيْر بن عبد يا ليل، وعمَّار بن ياسرٍ حليف بني مخزوم بن يقظة، وقال ابن هشام: عَنْسيٌّ من مَذْحج.وصُهيب بن سنان، هو (سابق الرُّوم).

ومن السَّابقين إلى الإسلام: أبو ذرٍّ الغفاريِّ، وأخوه أُنَيْس، وأمُّه.

ومن أوائل السَّابقين: بلال بن رباح الحبشيُّ.

وهؤلاء السَّابقون: من جميع بطون قريش، عدَّهم ابن هشام أكثر من أربعين نفراً.

وقال ابن إسحاق: ثمَّ دخل النَّاس في الإسلام أرسالاً من الرِّجال، والنِّساء، حتى فشا ذكر الإسلام في مكَّة، وتُحدِّث به.

ويتَّضح من عرض الأسماء السَّابقة: أنَّ السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام كانوا خيرة أقوامهم، ولم يكونوا - كما يحبُّ أعداء الإسلام أن يصوِّروا للنَّاس - من حثالة النَّاس، أو من الأرقَّاء؛ الَّذين أرادوا استعادة حرِّيَّتهم، أو ما شابه ذلك. وجانب الصَّوابَ بعضُ كُتَّاب السِّيرة لدى حديثهم عن السَّابقين الأوَّلين إلى الإسلام، فكان من كتابة بعضهم: «وتُحَدِّثنا السِّيرة: أنَّ الَّذين دخلوا في الإسلام في هذه المرحلة كان معظمُهم خليطاً من الفقراء، والضُّعفاء، والأرقَّاء، فما الحكمة في ذلك؟»، وكذلك قولهم:

«كان رصيد هذه الدَّعوة بعد سنواتٍ ثلاثٍ من بدايتها أربعين رجلاً وامرأةً، عامَّتهم من الفقراء، والمستضعفين، والموالي، والأرقَّاء، وفي مقدِّمتهم أخلاطٌ من مختلف الأعاجم: صهيبٌ الرُّوميُّ، وبلالٌ الحبشيُّ». وقولهم: «فامن به ناسٌ من ضعفاء الرِّجال، والنِّساء، والموالي».

إنَّ البحث الدَّقيق يثبت: أنَّ مجموع من أشير إليهم بالفقراء، والمستضعفين، والموالي والأرقَّاء والأخلاط من مختلف الأعاجم هو ثلاثة عشر، ونسبة هذا العدد من العدد الكلِّيِّ من الدَّاخلين في الإسلام لا يقال عليه: «أكثرهم»، ولا «معظمهم»، ولا «عامَّتهم».

إنَّ الَّذين أسلموا يومئذٍ لم يكن يدفعهم دافعٌ دنيويٌّ؛ وإنَّما هو إيمانهم بالحقِّ الَّذي شرح الله صدورهم له، ونصرة نبيِّـه صلى الله عليه وسلم ، يشترك في ذلـك الشَّريف، والرَّقيق، والغنيُّ، والفقيـر، ويتساوى في هـذا أبو بكـرٍ، وبلالٌ، وعثمـان، وصهيبٌ رضي الله عنهم.

يقول الأستاذ صالح الشَّامي: نحن لا نريد أن ننفي وجود الضُّعفاء، والأرقَّاء؛ ولكن نريد أن ننفي أن يكونوا هم الغالبيَّة؛ لأنَّ هذا مخالفٌ للحقائق الثَّابتة، ولو كانوا كذلك؛ لكانت دعوةً طبقيَّةً يقوم فيها الضُّعفاء، والأرقَّاء ضدَّ الأقوياء وأصحاب السُّلطة، والنُّفوذ، ككلِّ الحركات الَّتي تقاد من خلال البُطون. إنَّ هذا لم يَدُرْ بِخَلَدِ أيٍّ من المسلمين وهو يعلن إسلامه، إنَّهم يدخلون في هذا الدِّين على اعتبارهم إخوةً في ظلِّ هذه العقيدة، عباداً لله، وإنَّه لمن القوَّة لهذه الدَّعوة أن يكون غالبية أتباعها في المرحلة الأولى بالذَّات من كرام أقوامهم، وقد آثروا في سبيل العقيدة أن يتحمَّلوا أصنافاً من الهوان، ما سبق لهم أن عانوها، أو فكَّروا فيها.

لقد كان الإسلام ينساب إلى النُّفوس الطَّيبة، والعقول النَّيِّرة، والقلوب الطَّاهرة الَّتي هيَّأها الله لهذا الأمر، ولقد كان في الأوائل: خديجة، وأبو بكر، وعليٌّ، وعثمان، والزُّبير، وعبد الرَّحمن، وطلحة، وأبو عبيدة، وأبو سلمة، والأرقم، وعثمان بن مظعون، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن جحش، وجعفر، وسعد بن أبي وقَّاص، وفاطمة بنت الخطَّاب، وخالد بن سعيد، وأبو حذيفة بن عتبة، وغيرهم رضي الله عنهم، وهم من سادة القوم، وأشرافهم.

هؤلاء هم السَّابقون الأوَّلون، الَّذين سارعوا إلى الإيمان والتَّصديق بدعوة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .

 

مراجع الحلقة:

- السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث، علي محمد محمد الصلابي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير، 2004، ص 116-118.

- سيرة ابن هشام (1/245 إلى 262).

- فقه السِّيرة، للبوطي ، ص 77-79.

- حدائق الأنوار ومطالع الأسرار، لابن الرَّبيع، ص (1/301).

- من معين السِّيرة، لصالح الشَّامي، ص 40.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022