أوجـه العـدل في القرآن
مختارات من كتاب العدالة من المنظور الإسلامي
بقلم: د. علي محمد الصلابي
الحلقة (2)
للعدل وجوه في القرآن الكريم، وهي عبارة عن مدلولات واستعمالات جاءت في سياق الآيات، وما اقتضته من معنى، ومن هذه الوجوه:
1 ـ العدل بمعنى الآنصاف:
ومنه قوله تعالى: َ {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}[ النساء 3] أي: إن خفتم ألا تنصفوا فلا تعددوا في الزوجات.
وقال تعالى: َ {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[ النساء 129].
2 ـ العدل بمعنى الفداء:
قال تعالى: َ {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}[ البقرة 48]، وقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا}[ الآنعام 70].
أي: تفتدي بكل فداء لا يؤخذ منها، ولا يقبل ذلك اليوم.
3 ـ العدل بمعنى القيمة:
ومن ذلك قوله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}[ المائدة 95]. بمعنى: من لم يجد الطعام في الكفارة فقيمة ذلك الصيام؛ لذا فتحت العين بمعنى مثل، وأما إذا كسرت فتأتي بمعنى زنة ذلك.
4 ـ العدل بمعنى الشهادة:
بأن لا إله إلا الله؛ نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}[ النحل 90]. والعدل هنا كلمة التوحيد.
يعدلون بمعنى يشركون: كما في قوله تعالى:{ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ *}[الآنعام 1]. أي: يشركون.
ويروى أن عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن العدل، فأجابه: إن العدل على أربعة أنحاء:
العدل في الحكم، قال تعالى: َ {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[ النساء 58].
والعدل في القول، قول تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}[ الآنعام 152].
والعدل في الفدية، قال تعالى: َ {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}[البقرة 123].
والعدل في الإشراك، قال تعالى: ُ {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *}[ الآنعام 1].
وأما قوله تعالى: َ {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[ النساء 129].
قال عبيدة السلماني والضحاك: في الحب، والجماع.
مراجع الحلقة:
- العدالة من منظور إسلامي، علي محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت، ص 14-15.
- قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر ، حسين محمد الدامغاني ، ص: 317 ـ 318.
- العدل في القرآن والسنة ، د. أحمد الكردي ، ص: 32.
لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:
كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي: