الخميس

1446-11-03

|

2025-5-1

أوجـه العـدل في القرآن

مختارات من كتاب العدالة من المنظور الإسلامي

بقلم: د. علي محمد الصلابي

الحلقة (2)

 

للعدل وجوه في القرآن الكريم، وهي عبارة عن مدلولات واستعمالات جاءت في سياق الآيات، وما اقتضته من معنى، ومن هذه الوجوه:

1 ـ العدل بمعنى الآنصاف:

ومنه قوله تعالى: َ {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}[ النساء 3] أي: إن خفتم ألا تنصفوا فلا تعددوا في الزوجات.

وقال تعالى: َ {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[ النساء 129].

2 ـ العدل بمعنى الفداء:

قال تعالى: َ {وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ}[ البقرة 48]، وقوله تعالى: {وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا}[ الآنعام 70].

أي: تفتدي بكل فداء لا يؤخذ منها، ولا يقبل ذلك اليوم.

3 ـ العدل بمعنى القيمة:

ومن ذلك قوله تعالى: {أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا}[ المائدة 95]. بمعنى: من لم يجد الطعام في الكفارة فقيمة ذلك الصيام؛ لذا فتحت العين بمعنى مثل، وأما إذا كسرت فتأتي بمعنى زنة ذلك.

4 ـ العدل بمعنى الشهادة:

بأن لا إله إلا الله؛ نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ}[ النحل 90]. والعدل هنا كلمة التوحيد.

يعدلون بمعنى يشركون: كما في قوله تعالى:{ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ *}[الآنعام 1]. أي: يشركون.

ويروى أن عبد الملك بن مروان كتب إلى سعيد بن جبير يسأله عن العدل، فأجابه: إن العدل على أربعة أنحاء:

العدل في الحكم، قال تعالى: َ {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ}[ النساء 58].

والعدل في القول، قول تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}[ الآنعام 152].

والعدل في الفدية، قال تعالى: َ {وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ}[البقرة 123].

والعدل في الإشراك، قال تعالى: ُ {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ *}[ الآنعام 1].

وأما قوله تعالى: َ {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ}[ النساء 129].

قال عبيدة السلماني والضحاك: في الحب، والجماع.

 

مراجع الحلقة:

- العدالة من منظور إسلامي، علي محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت، ص 14-15.

- قاموس القرآن أو إصلاح الوجوه والنظائر ، حسين محمد الدامغاني ، ص: 317 ـ 318.

- العدل في القرآن والسنة ، د. أحمد الكردي ، ص: 32.

 

لمزيد من الاطلاع ومراجعة المصادر للمقال انظر:

كتاب الأنبياء الملوك في الموقع الرسمي للشيخ الدكتور علي محمد الصلابي:

https://www.alsalabi.com/salabibooksOnePage/50


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022