وصول أحمد الشريف السنوسي الى تركيا ونشاطه فيها، الظروف والحيثيات
بقلم: الدكتور علي محمّد الصلابي
الحلقة الرابعة عشر
ربيع الآخر 1441 ه/ ديسمبر 2019
وصل أحمد الشريف إلى بولا (الساحل النمساوي) بعد أسبوع تقريباً من ارتحاله، وواصل سفره إلى فيينا عاصمة النمسة برفقة حاشيته، وهناك أرسل إليه الإمبراطور النمساوي يريد مقابلته، ودون علم السيد أحمد، أجاب يوسف شتوان الإمبراطور بالرفض، ولما علم السيد أحمد الشريف بذلك أبدى استياءه، وذكر أنه كان من اللائق مقابلته، لاسيما أنه هو الذي طلب المقابلة.
وتابع السيد أحمد رحلته إلى إستانبول، وهناك استقبله كبار رجال الحكومة العثمانية استقبالاً حافلاً ورسميّاً في محطة (سركه جي)، حضره بعض المسؤولين العثمانيين، يتقدمهم صديقه أنور باشا وزير الحربية العثمانية، كما حضره أيضاً إبراهيم بك، وإحسان بك كاتب الديوان السلطاني، وفؤاد بك مدير التشريفات، وعلي رضا شيخ الإسلام وأمين الفتوى.
وأنزل بسراي طوب كوبر، التي كانت مقر الخلفاء من ال عثمان، وفي اليوم التالي خصصت له مقابلة رسمية مع السلطان وحيد الدين، الذي منحه وسام النيشان المجيدي من الرتبة الخامسة.
ورغم بُعد السيد أحمد الشريف عن ميادين الجهاد في ليبية، إلا أنه واصل جهوده من أجل تحرير ليبية، وكان له نشاطات على ذلك الطريق الطويل؛ منها:
اتفق مع أنور، والسلطان العثماني على الرجوع، لتقوى به عزائم المجاهدين، وقرر الأتراك مده بالمال، والعتاد والسلاح وتقرر إعطاؤه (12000) بندقية مع عدتها، وعشر مدافع، وثلاثين رشاشاً، و(200000) جنيه، فسأله السيد قائلاً: بلغني من بعض الضباط الطرابلسيين الذين في خدمة الدولة، أنكم تبغونني أقاتل ابن عمي سيدي إدريس، لكونه اتفق مع الإنكليز والطليان، فقال له أنور: معاذ الله أن نبغي منك ذلك، لأننا نعلم أنه لم يبق للإسلام في إفريقية حصن أحصن من هذا البيت السنوسي الكريم، وإنه إن وقع لا سمح الله الشقاق في هذا البيت فسد الأمر، واضمحلت القوة السنوسية التي عليها معول الإسلام في إفريقية، فكن على ثقة بأننا نبغي اتحادكم قبل كل شيء، نصحاً بالإسلام وضناً باستقلاله، وإن معاونتنا لكم إنما هي محض حمية على الإسلام؛ لأن تركية من جهتها لم يبق لها أدنى أمل باسترداد طرابلس؛ ولأننا لا نحب إخواننا مسلمي إفريقية تبعة للأجانب.
وتتابعت الحوادث بسرعة البرق، فتغيرت الوزارة في تركية، وسقط أنور، وندم أحمد الشريف على تأخره عن السفر، وحاول الانسلال من الآستانة إلى النمسة، حتى يركب منها الغواصة راجعاً إلى ليبية، واضطر مع دخول الحلفاء إلى الذهاب إلى بروسة، وكان الأتراك أينما حل يكرمونه غاية الإكرام، وكان في نيتهم الوقوف مع مجاهدي ليبية، ولكن سبق السيف العذل، وحصل ما لم يخطر ببال، والأمر بيد الله وهو الفعال في ملكه ما يشاء، لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون.
لقد دخلت جيوش الحلفاء إلى إستانبول، واستولت على عموم الولايات والموانأى، وعقدوا العزم على إبادة تركية، وتشتيتها وتقسيمها، وأراد الإنكليز أن يستغلوا هذا الظرف لصالحهم، وبدؤوا في تنفيذ مخططهم الهادف إلى تدمير الدولة العثمانية بوساطة الأتراك أنفسهم المتصلين بالنوادي الصهيونية، والماسونية، والدول الغربية، وحرصوا على أن يجعلوا منهم أبطالاً ضد الحلفاء، ثم يقومون بتدمير الخلافة الإسلامية كليَّاً، وكان من المؤهلين لتنفيذ هذا المخطط الرهيب مصطفى كمال، الذي لبس في بداية أمره ثوب الإسلام، ورفع شعار الجهاد لحين من الزمن، وقاد حرب التحرير ضد اليونان التي احتلت أزمير في 16 مايو (1919 م)، وكان يلقي الخطب الحماسية، ويقول: «موتنا أعزاء شرفاء خير من حياتنا أرقاء أذلاء تحت اليهود والنصارى يلعبون بمقدّراتنا، ويمتصون دماءنا وأموالنا، ويعتدون على أعراضنا وديننا وكرامتنا».
واستطاع أن يقود المقاومة الشعبية الضارية التي فضَّلت أن تموت في سبيل عقيدتها بدلاً من الرضوخ للأعداء، وهكذا ظهر مصطفى كمال في ثوب المسلم الوطني المتدين الثائر، وأصبح السلطان تحت قيود الحلفاء، وأصبحت تركية تحت زعامتي مصطفى كمال، والسلطان وحكومته، وعمل مصطفى كمال على كسب أحمد الشريف لصفه لعلمه بما له من المكانة الروحية العالية في قلوب المسلمين، وكان مصطفى كمال ابتدأ حركته باسم الدين؛ حتى إنه أمر بإحراق جميع الخمور، وتكسير أدواتها ومعاملها، وإبعاد جميع النساء المومسات، وإغلاق دور الدعارة، وإصدار أوامر شديدة بلزوم المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وجعل يوم الجمعة يوم عبادة للعموم، وأمر بإغلاق المتاجر والمقاهي، والمتنزهات في كل يوم جمعة اعتباراً من الضحى إلى بعد صلاة الجمعة، وهكذا تظاهر بهذه الأمور حتى أغرى المسلمين وقالوا: هذا مجدد الدين ومنقذه.
ولذلك قرر أحمد الشريف بعد تفكير طويل الذهاب إلى الأناضول والانضمام إلى مصطفى كمال، رغم ما جاء من الرسل والرسائل من طرف السلطان وحكومته يحذرونه من الانخداع بمظاهر مصطفى كمال المصطنعة، وإدعاءاته الكاذبة، ويقولون لسيادته: هذه كلها حيل لكسب عطف الشعوب الإسلامية عليه، وإذا تمكن فسوف يقلب المجن، ويكون حرباً على الإسلام، وإليك ما كتبه الداماد خالد درويش باشا:
«يا مولانا يا خادم الإسلام! يا فرع الدوحة النبوية المباركة! إياك أن تغترَّ بمظاهر الدين التي يصطنعها مصطفى كمال للوصول إلى غايته فإنني ربيته في بيتي، وبين عائلتي، وعرفت ظاهر أمره وباطنه؛ فما في قلبه ذرة من إيمان أو خوف من الله أو مبالاة بما يعمله، ودينه هواه، ولو تمكن لأضر في الإسلام والمسلمين، وأنا كابنك وأخيك ومحبك أقول لك هذا، ولولا محبتكم التي ملكت عليَّ جميع
جوارحي ما قلته لكم، وربما سيكون قولي هذا في يوم من الأيام جريمة نؤاخذ عليها، ونسأل الله أن يرشدنا إلى ما فيه سعادتنا في الدارين، امين. المحب المخلص: الداماد خالد درويش، جمادى الأولى (1338 هـ)».
كل ذلك لم يغير عزمه، سافر أحمد الشريف إلى الأناضول، ونزل في (اسكى شهر)، وكان انضمام أحمد الشريف نصراً عظيماً لمصطفى كمال لما له من المنزلة الروحية الكبيرة في قلوب مختلف الشعوب الإسلامية، وكان الناس يعتقدون أن أحمد الشريف لا يميل إلا إلى الجبهة التي على الحق، واحتفل به قائد الجبهة في (اسكى شهر) المدعو عصمت باشا، ودعا إلى الاحتفال قادة الجيش، وأعيان البلاد، ووجهاءها، وألقى كلمة في ذلك الاحتفال الكبير، فقالوا: إنكم اليوم في ميدان الشرف، وإنكم الان بعملكم هذا تعيدون للإسلام عزه ومجده وتنفضون عنه الغبار الذي علق به، وتخلِّدون بطولتكم، وتكتبون في صحائف التاريخ الإسلامي أسماءكم بحروف من نور، وعليكم أن تتموا هذه الرسالة العظيمة التي كلفتم بها، وأن تغنموا هذه المكرمة، وفقكم الله وأعانكم».
وتأثر بتلك الكلمة الحاضرون، وقالوا: يا مولانا لقد أيقظتم فينا الهمم، وبعثتم فينا روح القوة، والمقاومة، والاستماتة في سبيل إعادة عزتنا ومجدنا، ولكن علينا عهد الله وميثاقه أن نمضي في هدفنا حتى النصر أو الشهادة.
ثم توجه أحمد الشريف بعد مقامه في (اسكي شهر) إلى أنقرة بالسكة الحديدية، وفي محطة أنقرة قابله مصطفى كمال وكافة رجاله، وكان يوماً حافلاً بأنواع المظاهر والزينات، ونزل في منزل مصطفى كمال الخاص به، وبدأت اتصالات مصطفى كمال مع السيد الشريف في أمور كثيرة.
عرض مصطفى كمال على أحمد الشريف نيابة الخليفة وجهاده مع الأتراك
عرض مصطفى كمال على أحمد الشريف منصب نيابة الخليفة، وقال لسيادته: إن كافة الوزارات أصبح لها عندنا وكلاء يقومون باختصاصاتها بصفة مؤقتة حتى تمام النصر إن شاء الله تعالى، غير أن مقام نيابة الخليفة لم نجد له من يليق به إلا سيادتكم، ونرجو أن تتموا لنا هذا النقص في جهازنا، ولكم علينا ميثاق الله وعهده أننا سنقوم بكل ما يترتب علينا نحو هذا المقام، ونرجو أن تتموا لنا نقصنا هذا، فقال له السيد أحمد الشريف: أنتم الان مشغولون بما هو أهم، مشغولون بصدِّ العدو المهاجم لكم، والمحيط بكم من كل ناحية، وتحتاجون إلى من يؤازركم فعليّاً في ميادين الجهاد لا من يجلس على الكرسي، ثم أنتم فيكم البركة وإجراءاتكم حكيمة وصائبة، وأنا أحب أن أساهم معكم فعليَّاً في جهادكم هذا بقدر استطاعتي في أي جهة كانت، وأرجو أن تعذروني، وسوف يأتي الوقت الذي لا تحتاجون فيه إلى غيركم، وأنا معكم في السراء والضراء حتى يتم النصر إن شاء الله، فقال له مصطفى كمال: أنا مطمئن، وواثق من ذلك، وهذا ظني وظن كل من يشاركني في هذه الثورة، وفي الحقيقة ما تعلمت هذه الدروس المفيدة ولا تشربت في جسمي هذه الروح الأبية إلا في مدرستكم التي أسستموها في برقة المجاهدة، وها أنتم اليوم تؤسسونها عندنا من جديد، وبذلك سننتصر بحول الله وقوته، وسنجني ثمرة جهادنا هذه ببركة مشاركتكم لنا، ووجودكم بيننا، فأنت الأب، وأنا الابن، وكل ما تراه صالحاً مرنا به ونحن على أتم الاستعداد للتنفيذ وفي اتباعنا لكم شرف لنا.
لقد أتقن مصطفى كمال دور النفاق والتدليس، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِوَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَوَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البَقَرَة: 204-206].
إن أحمد الشريف انخدع لكلام مصطفى كمال الذي مرد على النفاق وتفنن فيه؛ لأنه اكتفى بالظاهر، وترك الباطن لعالمه سبحانه وتعالى، ولأن مصطفى كمال ظهر بثوب الجهاد، وصد المعتدين، فالوقوف بجانبه واجب شرعي؛ هذا رأي أحمد الشريف حسب ظني.
ساهم أحمد الشريف بطلب من مصطفى كمال في إخماد ثورة الأكراد، وخرج إليهم والتقى بشيوخهم، ودعاهم إلى الوحدة، والوقوف صفّاً واحداً ضد أعداء الدين، وطلب شيوخ الأكراد من أحمد الشريف أن يقيم بوسطهم، ويتولى أمرهم، فامتنع عن ذلك، وقال: إنما أنا مجمِّع ولست مفرق، ومصلح ولست بمفسد، وسمع الأكراد، وأطاعوا، وأخذ عليهم مواثيق غليظة لوقوفهم مع مصطفى كمال، وبقي في ديار بكر، ونصيبين، وماردين، مدة ستة أشهر حتى تحقق تماماً من تهدئة الثورة.
وفي مدة إقامته في ديار بكر كانت القوات اليونانية تتقدم، والقوات الكمالية تدافع، غير أن القوات اليونانية انتصرت في عدة مواقع، وقامت بهجمات خاطفة، وجعلت هدفها أنقرة، فاندحرت القوات الكمالية أمام الجيوش اليونانية، واحتلت الجبهة تماماً، وتحققت حكومة مصطفى كمال من الفشل، وأخلت بلدة أنقرة من كل شيء إلا الجنود.
وكانت القوات اليونانية قد استولت على ولاية أزمير وبروسة ومدانية، وعلى كوتاهية، وإسبارطة، وأفيون قره حصار، وإسكيشهر، وأخيراً قصدت العاصمة أنقرة، حتى لم يبق بينها وبين أنقرة إلا عدة كيلو مترات، واضطربت الأحوال، وارتبكت حكومة أنقرة، وبدأ مصطفى كمال يوالي برقياته المطولة المثيرة إلى سيادة أحمد الشريف ويقول لسيادته فيها: تغلب علينا العدو، فاضرعوا إلى الله ليدركنا بعنايته، وكانت برقيات مثيرة تأثر منها أحمد الشريف تأثراً بالغاً، وردَّ أحمد الشريف على برقيات مصطفى كمال، وقال له: ثق بالنصر من الله، ويأتيك الغوث إن شاء الله تعالى، ثم انتدب إليه رفيقه في جهاده الشيخ محمد عبد الله الزاوي، وأعطاه مصحفاً شريفاً، وسيفاً وبرنساً من ملابسه الخاصة، وقال له في كتابه الخاص: بعثت إليك بمصحف الله تعالى، وسيف النصر، وكسوة العز والفوز إن شاء الله تعالى.
فلما وصل مندوبه إلى مصطفى كمال وهو في الجبهة على رأس الجيش المستميت على نهر (سقاريا) سلَّمه الرسالة، وأعطاه الأمانة، فأمر مصطفى كمال بالتعبئة العامة، والهجوم المعاكس على العدو، ورتب الجبهة، وفي صباح اليوم الذي قرر فيه بدء الهجوم جمع القادة يتقدمهم رئيس أركان حربه فوزي باشا، وعصمت باشا، ورأفت باشا، وغيرهم، ثم لبس البرنس المرسل له من السيد أحمد الشريف، وتقلد السيف، وعلق المصحف الشريف، ثم تقدم وصلى بهؤلاء القادة ركعتين بحضور محمد عبد الله الزاوي، وتضرعوا إلى الله وطلبوا العون والنصر، ثم أطلق مصطفى كمال من يده رصاصة الهجوم، وبدأت معركة الاستماتة، ودامت ثلاثة أيام بلياليها، فني خلالها ما ينوف على العشرين ألفاً من الأتراك، وما يزيد على الثلاثين ألفاً من اليونان، واختلت في نهايتها مقدمة جيش اليونان، وولت فلوله على أعقابها وتعقبتها الجيوش الكمالية، وكان ذلك بداية الانتصار النهائي على اليونان.
وبعد ذلك الانتصار الحاسم ورجوع الحكومة الكمالية إلى أنقرة زار أحمد الشريف مصطفى كمال مهنئاً بالنصر، واحتفلت به الحكومة التركية، ثم ذهب إلى طرسوس، وفي أثناء إقامته بها قام مصطفى كمال بجولة تفقدية في أنحاء الأناضول، وعرج على ولاية أضنة، وأتى خصيصاً لزيارة أحمد الشريف، فأقام أحمد الشريف لمصطفى كمال حفلة غداء فخمة، حضرها كل من معه من القادة، كما حضرها عموم أعيان البلاد ووجهاؤها، والموظفون، وفي أثناء جلوس الجميع على المائدة وقف مصطفى كمال وقال مخاطباً لقادته الحاضرين باللغة التركية: «أيها الإخوان! اسمحوا لي لأعرفكم بمن نحن في حضرته، وعلى مائدته؛ نحن الآن في حضرة فخر المسلمين، وحفيد سيد المرسلين، المجاهد السيد أحمد الشريف السنوسي، معلمنا الأول، ومؤسس أول مدرسة في برقة، كما وفدنا إليها، وتلقينا دروس الجهاد، والمقاومة، والدفاع عن النفس، والدين، والوطن، بها، وهذا ويشير إلى سيادة أحمد الشريف هو الذي غرس في نفوسنا شجرة الدفاع الثابتة، وهو الذي ازرنا في محنتنا القاسية، وشجعنا بأفكاره، وارائه الصائبة حتى نلنا شرفنا وعزتنا، وأنقذنا من براثن أعداء بلادنا، فله من الحكومة والشعب التركي كمال الشكر والتقدير، ثم اختتم كلامه وجلس». فقابله سيادته بكلمات شكر، وقال: الشكر لله وحده؛ هو الذي أيدكم ونصركم، ومزق أعداءكم بسبب جدكم واجتهادكم وتوحيد صفوفكم، ونرجو من الله لكم مزيد التوفيق.وبعد إقامته في طرسوس لمدة سنة تقريباً انتقل أحمد الشريف إلى مرفأ مرسين، وفي أثناء إقامته وفد إليه صديقه الحميم أمير البيان الأمير شكيب أرسلان، وأتت بعض وجوه الناس من ليبية، وأرسل الرسائل إلى ابن عمه محمد إدريس، وإلى قائد حركة الجهاد الغر الميمون عمر المختار يحثه على مواصلة الجهاد.
مراجع البحث:
1.علي محمد محمد الصلابي، مِنْ أَعْلَامِ التَّصَوُّفِ السُّنِّيِّ: 7سيرة الزعيم أحمد الشريف السنوسي،دار الروضة،اسطنبول،1438ه،2017م ص(160:151).
2. محمد فؤاد شكري، السنوسية دين ودولة، دار الفكر، 1948، ص (179).
3. لوثروب ستودارد، حاضر العالم الإسلامي، المحقق: شكيب أرسلان -عجاج نويهض، دار الفكر، ط3، 1971، (2/155).
4. عبد القادر بن علي، الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسية، مطبعة دار الجزائر العربية، دمشق، 1956م، (2/64، 65).