الإثنين

1446-11-07

|

2025-5-5

تأملات في الآية الكريمة:

{ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 130

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1444ه / نوفمبر 2022م

 

إذا فعلتم ذلك حصل لكم الخير في الدنيا والآخرة، واندفع عنكم الشرِّ في الدنيا والآخرة(1).

وفي هذا التعقيب {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ما يحفزهم إلى نفي الجهل عنهم، واختيار الخير لأنفسهم، وهو في الوقت ذاته حقيقة عميقة لا مجرد تهييج خطابي(2).

فإذا رأيت أن طاعة الله وعبادته وتقواه خير، فأنت عالم، وإذا رأيت في الطاعة إحراجاً، وفي العبادة مغرماً، وفي اتقاء الله خسارة، فأنت لا تعلم ولو نلت أعلى الشهادات، فمقياس العلم طاعة الله وعبادته وتقواه، وأن ترى في معصيته والانحراف عن منهجه كل الشرّ، هذه المعادلة مقياس ثابت حتماً؛ لأن الله عزّ وجل يقول: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ}، وهذا هو كلام الخالق، يقول لنا: هذا هو الخير يا عبادي، فأنت لا تكون عالماً إلا إذا عرفت الله، ولا تكون عالماً إلا إذا عبدته، ولا تكون ذا رؤية صحيحة إلا إذا سرت على منهجه(3).

وإنّ تحقيق العبادة والالتزام بالتقوى هو طريق الخير في الدنيا والآخرة، وهذا دليل على العلم الحقيقي والعمل الرباني المتعلق بربط الدنيا والآخرة، ومعرفة الهدف من وجود الإنسان وخلق الله له.

 

مراجع الحلقة الثلاثون بعد المائة:

(1) تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير)، (6/279-280).

(2) في ظلال القرآن، سيد قطب، (5/2728).

(3) تفسير النابلسي "تدبر آيات الله في النفس والكون والحياة"، (9/200).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022