السبت

1446-11-05

|

2025-5-3

تأملات في الآيات الكريمة: {قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ (*) تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (*) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (*)}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 123

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

ربيع الآخر 1444ه / نوفمبر 2022م

 

1-{قَالُوا وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } ]الشعراء:96 [:

هذه لقطة مصورة من ساحة القيامة، حيث يختصم أهل الضلال مع من أضلوهم ويُلقى كل منهم بالتبعة على الآخر، ثم يعترف أهل الضلال بضلالهم ويقسمون(1).

2-{تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} ]الشعراء:97 [:

جاء القسم بالتاء دون الواو والباء؛ لأنَّ التاء تختص بالقسم في شيء متعجب منه، فهم يعجبون من ضلالهم إذ ناطوا آمالهم المعونة والنصر بحجارة لا تغني عنهم شيئاً، ولذلك أفادوا تمكن الضلال منهم باجتلاب حرف الظرفية المستعار لمعنى الملابسة؛ لأن المظروف شديد الملابسة لظرفه، وأكدوا ذلك بوصفهم الضلالَ بالمبين، أي الواضح البيّن، وفي هذا تسفيه منهم لأنفسهم إذ تمشّى عليها هذا الضلال الذي ما كان له أن يروج على ذي مُسكة من عقل(2).وهذا اعتراف بضلالهم الظاهر المحيط بهم من كل مكان.

3-{إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} ]الشعراء: 98[:

أي: في العبادة والطاعة والمحبة والخوف والرجاء، وندعوكم كما ندعوه، فتبيّن لهم حينئذ ضلالهم، وأقرّوا بعدل الله في عقوبتهم وأنها في محلها، وهم لم يسوّوهم بربِّ العالمين إلا في العبادة، لا في الخلق بدليل قولهم: {بِرَبِّ الْعَالَمِينَ} أنهم مقرّون أن الله ربّ العالمين كلهم، الذين من جملتهم أصنامهم وأوثانهم(3).

 

مراجع الحلقة الثالثة والعشرون بعد المائة:

(1) تفسير الشعراوي، محمد متولي الشعراوي، (17/10610).

(2) تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر بن عاشور، (19/153).

(3) تفسير السعدي "تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"، ص1223.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022