تأملات في الآية الكريمة:
{قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 207
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
رجب 1444ه/ فبراير 2023م
هذه الآية فيها ردُّ الملائكة على ما رأوه من وجل إبراهيم - عليه السّلام - أو ما صرح به من وجل، هذا جوابه من قبل الملائكة بعدم التوجس والوجل، فإنما هم مرسلون من الله وأولياء الله لا يخافون من أولياء الله.
أ- {قَالُوا لَا تَوْجَلْ}:
قالت الملائكة عليهم السلام لإبراهيم - عليه السّلام - لما رأوا وجله أي خوفه: لا تخف وقرّ عيناً واطمئن بالاً، فإنما نحن رسل الله إليك بالبشرى(1).
ب- {إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ}:
كثير العلم، وهو إسحاق إذ جاء التصريح به في سورة هود {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} ]هود:71[.
فقد صرحت الآيات باسمه واسم ولده يعقوب عليهما السلام، وأما الغلام الذي بُشر به إبراهيم والموصوف بالحلم {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ} ]الصافات:101[، فهو إسماعيل عليه السّلام(2).
فالبشارة تكررت لإبراهيم - عليه السّلام - ولهذا حكى الله عن إبراهيم قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} ]إبراهيم:39[.
مراجع الحلقة السابعة بعد المائتين:
(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص285.
(2) المرجع نفسه، ص285.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي