تأملات في الآية الكريمة {قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 209
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
1 شعبان 1444ه/ 21 فبراير 2023م
{قَالُوا}: أي الملائكة الكرام رداً على إبراهيم.
{بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ}: ما قلناه لك من البشرى هو الحق؛ فالبشرى ملتبسة بالحق مرتبطة به، بمعنى أنّها متحققة لا محالة، فهذا وعد من الله، والله منجز وعده.
{فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ}: ليس إبراهيم - عليه السّلام - من القانطين، والملائكة تعلم هذا، ولكن إبراهيم ربما قاس الأمر بمنظور السنن والنواميس المعهودة والمألوفة، ولكن الله تعالى متى شاء خرق النواميس، فقولهم فلا تكن من القانطين يعني لا ترتبط بالنواميس والسنن، وتقول: في ضوء المألوف من السنن لا يمكن إنجاب الولد مع هذه الحيثيات الموجودة من الكبر وعقم الزوجة والقنوط واليأس من الشيء وعدم توقع حدوثه (1).
• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:
- السنن لا تعرقل نفاذ الإرادة الإلهية.
- نحن نعيش وفق السنن ونبني تصرفاتنا وفقاً لها ونعتقد دائماً بطلاقة المشيئة الإلهية.
- وعد الله حق ولا يأس من رحمة الله.
- نهي الملائكة لإبراهيم - عليه السّلام - عن القنوط أو الكون من القانطين لا يعني أنه كان مستعداً له أو موجوداً عنده فالله يقول: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}.
- فالأنبياء محال عليهم ولكنه إشارة لعدم الارتهان إلى ربط الأمور بالأسباب والله أعلم (2).
مراجع الحلقة التاسعة بعد المائتين:
(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل ، ص290.
(2) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص292.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي