تعزية للشعب الليبي والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ المفتي محمد المدني منصور الشويرف (رحمه الله تعالى)
د. علي محمد الصلابي
29 ذو القعدة 1444ه/ 18 يونيو 2023م
قال تعالى: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 26، 27].
ببالغ الأسى والحزن والصبر والاحتساب أُعزي الشعب الليبي والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ المفتي محمد المدني منصور الشويرف (رحمه الله تعالى) عن عمر ناهز 93 عاماً، وكما أعزي أهلنا عائلته وأقربائه في مصابهم الكبير.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
سيرة الشيخ محمد الشويرف:
ولد الشويرف في مدينة زليتن شرقي طرابلس بقرية الغويلات في عام 1930، وبدأ منذ طفولته بقراءة القرآن الكريم بمسجد أولاد خليل بقرية الغويلات، وذلك في سنة 1936م، وحفظ القرآن في طفولته، ومن ثم انتقل إلى زاوية الشيخ أحمد البازة، وعمره ثماني سنوات ليواصل قراءة القرآن حتى نهاية 1942م.
وفي سنة 1952 التحق بجامعة الأزهر الشريف، وبدأ الدراسة بكلية الشريعة، وكان من الطلاب الأوائل بالكلية طيلة مدة دراسته، وتحصل على الشهادة العالية لكلية الشريعة “الليسانس” سنة 1956، ومن ثم واصل تعليمه في الأزهر الشريف ليحصل على شهادة العالمية مع الإجازة في التدريس. وكما درّس بالحرمين الشريفين (المسجد الحرام – المسجد النبوي) في جميع رحلاته للحج.
يعتبر الشيخ محمد الشويرف (رحمه الله) أحد أبرز علماء الدين الإسلامي في ليبيا معروف بقراءته المعتدلة للإسلام، وشغل عدة مناصب من بين أبرزها مفتي الديار الليبية، وتكليفه بتأسيس الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية بمدينة زليتن سنة 1996م.
ومن أبرز المراكز التي شغلها الشويرف:
- عُين مدرسًا بالمعهد الأسمري الديني بمدينة زليتن في 1 نوفمبر 1957.
- مديرًا لمعهد أحمد باشا الديني بمدينة طرابلس من 1960 إلى سنة 1962.
- مديرًا لمعهد سبها الديني من 1962 إلى 1965.
- مديرًا للمعهد الأسمري الديني من 1965 إلى 1967.
- مديرًا لإدارة الوعظ والإرشاد والمساجد بالجامعة الإسلامية بالبيضاء من 1967 إلى 1971.
- مديرًا لإدارة الوعظ والإرشاد والمساجد بالهيئة العامة للأوقاف من 1971 إلى 1984.
- عضواً بدار الإفتاء الليبية حتى سنة 1983 حين تم تعطيل دور الإفتاء.
- ترأس وشارك العديد من الوفود لحضور مؤتمرات وندوات إسلامية في كثير من دول العالم منها ماليزيا، بنغلاديش، تركيا، التوغو وغيرها.
ممثلًا لليبيا في مؤتمر رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة ضمن وفد.
ترأس البعثة الدينية للحجيج الليبي في كثير من السنوات منذ 1960 إلى 1983.
نسأل الله أن يتغمده برحتمه، ويسكنه واسع رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.