تعزية للشعب السوري والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ والعلامة المجتهد محمد ممدوح جنيد (رحمه الله)
بقلم: الدكتور علي محمد محمد الصلابي
3 ذو الحجة 1444ه/ 21 يونيو 2023م
تلقينا نبأ وفاة الشيخ محمد ممدوح جنيد رئيس رابطة العلماء السوريين الذي وافته المنيّة في المدينة المنورة عن 83 عاماً، وذلك إثر وعكة صحية أدت لوفاته (رحمه الله). وإنا مؤمنون بقضاء الله وقدره، وكل العزاء لأهل الشيخ جنيد وتلاميذه وأحبابه وأصدقائه وجيرانه من سكان المدينة المنورة، وشيوخ الشام وحمص وأبنائها، وإني أسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان على فراقه
إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فمن هو الشيخ محمد ممدوح جنيد؟
سيرته الحياتية
ولد الشيخ جنيد في حمص عام 1941م لأسرة قرآنية، عرفت بالزهد والعلم والتفقه وتربى في كنف والده العالم الشيخ محمد جنيد، وعمه الشيخ محمود جنيد، واللذان يُعدَّان رائدين في قراءة وإقراء القرآن. وأخذ الشيخ عن كبار علماء حمص ومن أهمهم الشيخ الرباني الفقيه أحمد كعكة الحمصي وعمه الشيخ المربي الفقيه محمود جنيد، والشيخ وصفي المسدي والشيخ طاهر الرئيس وغيرهم، وكان الشيخ الراحل مرجعاً علمياً واجتماعياً للسوريين في المدينة المنورة.
من حمص إلى المدينة المنورة حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة دمشق عام 1967م، وبعد تخرجه عمل إماماً وخطيباً ومُدرساً في مساجد حمص منذ عام 1960م، كما عُين مدرساً للتربية الإسلامية من قبل وزارة التربية، ودَرَّس في ثانويات حمص، ودار المعلمين فيها.
وأُسندت إليه أمانة سر جمعية العلماء مِنْ تاريخ 1973 ثم كان نائباً لرئيس جمعية العلماء من عام 2009. وكذلك أمانة السر في المعهد الشرعي في حمص لعدة سنوات.
ولقد هاجر إلى المدينة المنورة في محنة عام 1980م، وذلك بعد حملة الاعتقالات التي شنها نظام الأسد على العلماء وطلاب العلم وبقي فيها إلى أن وافته المنية
العالم الواعظ
وكتب عنه الشيخ محمد علي مشعل، الذي لازمه في المملكة العربية السعودية لسنوات طويلة وقال في مذكراته :"الشيخ محمد ممدوح جنيد العالم الواعظ بفعله وقوله، الذي يحبه كل من يعرفه، تحمل أثقال العوائل المتضررة، وهو من الفطنة والذكاء وسداد الرأي على مستوى عال، يزور الأصدقاء والضعفاء، ويكرم الفقراء، وهو مركز من مراكز الخير، واعظ حكيم، وفقيه كريم، ومحسن رحيم، وله أولاد صالحون. وعلق الشيخ الدكتور محمد بشير حداد :"عرفناه رحمه الله عبر عقود من السنين متسماً بتواضع النبلاء وأناة الحكماء، والسعي في خدمة الناس وقضاء حوائجهم وحل مشكلاتهم،مع التعبد والخشية لله رب العالمين في كل أمره".
وأضاف أن الراحل جنيد كان يتسم بالرفق والأناة والهيبة والوقار والحب الخالص والتقدير والتواصل والتودد مع جميع أهل العلم والفضل.
ورثا الشيخ سارية عبد الكريم الرفاعي الراحل قائلاً : "أن تختارَ جوارَ الحبيبِ سَكناً فهو توفيقٌ من الله لَك، وأن يَختار اللهُ لك أجلاً مكتوباً في أيامٍ فاضلات وفي أرضٍ مباركة فهذا فضل الله عليك".
واشتهر الشيخ الجليل بدروس الوعظ والإرشاد التي كان يخرج بها ومن أهم سير أعلام الشام.
نسأل الله له ولجميع المسلمين الرحمة والمغفرة وحسن الختام
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم