السبت

1446-11-05

|

2025-5-3

(تاريخ الدولة الزنكية... مكانة آق سنقر عند السلطان ملكشاه)

الحلقة: الأولى

بقلم: د. علي محمد الصلابي

ذو الحجة 1443 ه/ يوليو 2022م


ينتمي عماد الدين آق سنقر بن عبد الله آل ترغان إلى قبائل (السبايو) التركمانية وقد حظي والدهُ أبو سعيد اق سنقرـ الملقب بقسيم الدولة، والمعروف بالحاجب ـ(1) باهتمام المؤرخين بسبب الدور الذي لعبه على مسرح الأحداث السياسية ، والعسكرية للدولة السلجوقية،(2) وكان آق سنقر من أصحاب السلطان ملكشاه الأول وأترابه ،(3) وقيل: إنه كان لصيقه ، ومن أخصِّ أصدقائه ،(4) فقد نشأ الرجلان وترعرعا معاً، ولمَّا تسلَّم ملكشاه الحكم عينه حاجباً له، وحظي عندهُ فكان من المقرَّبين ، وأنس إليهِ ، ووثق به؛ حتى أفضى إليهِ بأسرارهِ ، واعتمدَ عليهِ في مهماتهِ، فكان أبرزَ قادته.(5)
من أقوى الدلائل على الحظوة التي حازها آق سُنْقُر عند السلطان منحهُ لقب «قسيم الدولة» ، وهذا يعني: الشريك وكانت الألقابُ في تلك الآونة مصونة لا تُعطى إلا لمستحقيها ،(6) ويبدو: أنه قاسم ملكشاه شؤون الحكم والإدارة، وبالإضافة إلى ذلكَ؛ فإن آق سُنْقُر كان يقف على يمين سدَّة السلطنة ، ولا يتقدمه أحد ، وصار ذلكَ أيضاً لعقبهِ من بعده.(7)
والراجح: أنَّ منح آق سنقر هذا اللقب يعود إلى ثلاثة أسباب:
1 ـ محبة السلطان ملكشاه له ودعمه إياه.
2 ـ انتسابه إلى قبيلة تركية لها مكانتها وأهميتها بين القبائل السلجوقية الحاكمة ، وأنَّـهُ كان ذا مكانة رفيعة منها.
3 ـ أنه أدَّى خدمات جليلة لملكشاه استحقت منحه هذا اللقب.(8
واشترك آق سنقر إلى جانب السلاجقة في معارك عديدة ، فقد سيره ملكشاه عام 477 هـ مع عميد الدولة بن فخر الدولة في محاولة للاستيلاء على الموصل ، وطرد العقيليين منها ، وقد تمكنا من إنجاز هذه المهمة ،(9) وبعد مرور سنتين اشتركَ مع السلطان ملكشاه في انتزاع حلب من نواب العقيليين ، فولاَّه إيَّاها تقديراً لجهودهِ،(10) وقد تسلم آق سنقر منصبه في حلب وأعمالها ، كمنبج ، واللاذقية، وكفر طاب.(11) واستطاع أن يوسِّعَ نطاق ولايته بالاستيلاء على حمص عام 483 هـ ، وحصن أفاميه عام 484 هـ كما فرض طاعته على صاحب شيرز عام 481 هـ ، وفي عام 485 هـ اشتركَ مع ملكشاه في مهاجمة العقيليين والانتصار عليهم قرب الموصل، وظلت علاقة آق سنقر بالسلطان ملكشاه قائمة على الطاعة والتفاهم المشترك ، ولم يسع يوماً إلى الخروج على أوامره ، ورفض السلطان بدوره الاستجابة لشكاوى معارضي آق سنقر ، أو إقرار مساعيهم للتخلص منه.(12)
مراجع الحلقة الأولى:
(1) وفيات الأعيان (1/217 ، 218) ، عماد الدين زنكي ، د. عماد الدين.
(2) عماد الدين زنكي ، د. عماد الدين خليل ص 31.
(3) التاريخ الباهر في الدول الأتابكية بالموصل ص 4.
(4) تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ، د. محمد طقوش.
(5) التاريخ الباهر ص 4.
(6) المصدر نفسه نقلاً عن تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 43.
(7) تاريخ الزنكيين في الموصل وبلاد الشام ص 43.
(8 إمارة حلب ، محمد ضامن ص 136.
(9) مفرج الكروب في أخبار بني أيوب (1/19 ـ 21 ، 22).
(10) الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 32.
(11)الباهر ص 8 ، عماد الدين زنكي ص 32
(12) عماد الدين زنكي ص 32 ، 33

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي
alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf 


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022