من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج1)
(كتاب حياة عبد القادر و الردود على أباطيله)
الحلقة: السابعة و الخمسون
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ربيع الآخر 1442 ه/ نوفمبر 2020
للمؤلف شارلز هنري تشرشل، صدر الكتاب عام (1867م) في لندن، كان تشرشل كولونيل عمل على تشويه صورة الأمير بطريقة الغزو الثقافي، ولم ينقل بأمانّه الكثير مما قاله الأمير له وحاول تشويه صورة الدولة العثمانية، والشعب الجزائري ونضاله وكفاحه، ووضع السم في سيرة الأمير عبد القادر، وتعمد أن يشوه تاريخه النضالي وكفاحه البطولي، ورمزيته الفذة، وعمل على إقامة مذبحة معنوية لتاريخ العرب والمسلمين الوطني والديني واللغوي والأدبي، وتعمد إزالة هيبة الأبطال الوطنيين، والتشكيك في سلوكهم وأقوالهم. والسلاح الثقافي أكثر فتكاً من المدفعية والصواريخ، وحاول أن يجعل من الثائر المجاهد الأمير عبد القادر مواطناً فرنسياً معارضاً ومتمرداً على قوانين دولته ونظامها، ثم ألقى سلاحه واستسلم بعد الهزيمة، ثم استغفر وندم وتاب، ووقف أمام الدوق دومال وقفة ذليلة، يعتذر ويقدم الدليل على تمسكه بعزة وسمعة الوطن الكبير فرنسا.
وكان الهدف من كل هذه الأفكار الماكرة والخداعة ـ بعد أن تتقبلها وتؤمن بها الأجيال العربية والإسلامية والجزائرية ـ هو شل الذهنيات وكسر سلاح الجهاد، والقضاء على كل محاولة للمقاومة فيها، بعد أن تموت روح الثقافة الوطنية الأصيلة والسليمة، وقد حاول الكولونيل تشرشل أن يرسخ في أذهان قراء كتابه وقومه هذه المغالطات ويضع السم في الدسم، لتصبح خيالاته التي ألفها من غير دليل هي المرجع والحقيقة التاريخية لدى الكثير من الذين كتبوا عن الأمير بعد ذلك.
استطاع أن يلتقي بالأمير عبد القادر ونزل ضيفاً عنده في دمشق، وكان يجلس مع الأمير كل يوم ساعة من الزمن، يسأله ويكتب ويستفسر، ويمده الأمير بالوثائق والمستندات والاتفاقيات الأصلية، ولما نشر كتاب حياة الأمير مجَّد بطولة الأمير وشخصيته ومواقفه الإنسانية مع الأسرى خلال الحرب، وإيمان الأمير بالتقدم والحضارة الغربية، وقدم أتباع الأمير كقبليين ومتخلفين، وكتب عن ظروف الاعتقال والسجن الذي تعرض له الأمير، ولم يتوان في وصف الحكام والولاة العثمانيين في أسوأ صورهم لتأليب حكومته والعرب عليهم.
ـ وحاول صاحب كتاب حياة عبد القادر الكولونيل شارلز هنري تشرشل تشويه صورة الشعب الجزائري من خلال حديثه عن فئة صغيرة من الجهلاء لا تخلوا منهم أمة من الأمم حتى بلاده نفسها، يريد تشرشل من هذا الشعب إن قام بأي فعل جيد فهو يعود إلى روح الحضارة الأوروبية، وإن استيقظ من غفوته فيعود إلى نور الحضارة الغربية، يريد من الأمير عبد القادر سلخ جلدته بإرادته واستبدال جلده باخر أوروبي خالص من أي شائبة عربية أو إسلامية، ويريد منه أيضاً السقوط مطأطأئ الرأس في نهاية المطاف أمام عظمة حلفاء بلاده الفرنسيين، وأداء الدور الذي رسمه له من خلال هذه الرسائل المزعومة، والحوار الذي وضع فيه بين كل جملة وأخرى دسيسة رماها هنا وفرية دسها هناك، وبكل بساطة أراد أن يقول: استسلمت ورميت بنفسي بين أيديكم وليس من أصحابي من رضي بذلك، وإنهم يؤاخذوني، ولقد جعلتم مني رجلاً خداعاً ..إلخ.
ومن الصفحة (244) إلى الصفحة (246) حشد تشرشل ما بوسعه من الخيالات في أحلام اليقظة، تخيل أن القوات الفرنسية كانت على بعد النظر في موقع الأمير، وأن هذا المجاهد الأمير كان لديه ثلاثة خيارات اخرها الاستسلام، جعل تشرشل الحقائق التاريخية تتناثر مع الهواء بعد أن عبث فيها وحولها إلى ركام، وهذه الصفحات من كتابه أصبحت نكبة ومأساة حقيقية ؛ لأنها تحولت إلى مصدر وثائقي مع الأيام، نراها تدرس في المناهج المدرسية في البلاد العربية والجزائر بصورة خاصة.
ـ مما تقدم نستطيع أن ندرك أن الضابط البريطاني التجأ إلى خياله لراحة أعصابه وهدوء نفسه أولاً، وثانياً لأهداف بعيدة المدى، فبدل اتفاقية الاستئمان الزمني والهجرة، إلى الاستسلام أي الخضوع بذل. تخيل هذا المجاهد رجلاً بلا عقيدة أو بلا كرامة، وتغافل وأدار وجهة عن الكلمة التي قالها الأمير في تلك اللحظة وجملة «المنية ولا الدنية».
أدار وجهه عنها كي لا يراها، وأراد من عبد القادر القول بنفسه من خلال رسائل متعددة تخيلها، فهو لا يريد من هذه الاتفاقية إلا ما دار في مخيلته، فأراد من عبد القادر لوم نفسه لأنه أخذ هذه التأشيرة، ويسب نفسه بكلمات نابية ككلمة «خداع» و«استسلام»، كما يريد أيضاً من خلال هذه الرسائل أن يجعل منه منافقاً مهزوز الشخصية، لا يملك أي نوع من مشاعر الكرامة، تخيل موقفه استسلاماً يريح أعصابه ويقدم نشوة النصر لحلفاء بلاده.
ـ وفي الصفحات (256) وقبلها من الفصل الواحد والعشرين، جعل هذا البطل يجيب الضابط الفرنسي الذي أخذ يواسيه عن جواب حكومته، كما يقول بالحرف الواحد: هذا الجواب جعل عبد القادر يسقط إلى الحضيض من اليأس: أراد عبد القادر جواب الضابط الفرنسي، تلك الإجابات كما أسلفت ويجرد نفسه، وليس نفسه فقط من الإيمان، ويصف نفسه بالجهل، وإنما يصف حالة النساء وأصحابه بالنحيب واليأس.
أراد أن ينسى هو أيضاً أنه كتب في مقدمته أن عبد القادر يسمى بالحافظ، لحفظه القرآن في سن مبكرة، وأنه كان عالماً يدرس في معهد القيطنة في شبابه، ولقد ذكر أيضاً في كتابه «حياة عبد القادر» نصف الحقيقة ومع ذلك بهرته وتجاهل ذكر الذين معه وإخوته الذين نشؤوا في مزرعة القيطنة التي يملكها أجدادهم، ونهلوا من العلوم في معهدها الذي كان من روافد مدارس وهران ومعاهدها، وأن أستاذهم الأول كان والدهم محيي الدين، ثم الإمام محمد بن سعد، وعبد الله سقط والشيخ المجاوي وغيرهم من علماء مدارس وهران وأساتذتها، هذه المعاهد التي كان لها امتداد بجامعة القرويين بفاس، وبمسجدها الذي كان منبع الحياة الثقافية والروحية في المغرب، والذي كان يفيض بالحيوية والنشاط في ذلك الزمان ومازال، كما يؤكد العلماء والمؤرخون أن جامعة القرويين هي من أقدم جامعات العالم ؛ فقد أسست عام (739م) وكذلك الأزهر في القاهرة والزيتونة في تونس عام (963م).
فالمساجد كانت تعتبر الصروح العلمية، وليس فقط أماكن الصلاة وأدخل فيها نظام الجامعات قبل جامعات أوروبا كالسربون وكمبردج وأكسفورد، فإلى جانب إقامة الصلاة كانت تناقش في أروقتها جميع العلوم والسياسة والفقه والاقتصاد في الإسلام وأمور الحكم، وخرَّجت هذه المساجد علماء شاركوا في صنع الأحداث وأساتذة كباراً، وكانت هذه الصروح العلمية والروحية على علاقات مع بعضها، فهؤلاء المجاهدون الذين وقفوا في وجه الاحتلال سبعة عشر عاماً، وقفة الند للند كانوا خريجي هذه الصروح العلمية وكان منهم أدباء وشعراء وعلماء في اللغة والفقه والقانون والاقتصاد، يذكر المؤلف أن هؤلاء لم يوقعوا على وثيقة القَسَم «المزعومة» لأنهم لا يعرفون الكتابة.
وأن الأمير وحده من وقع على القَسَم ـ الذي تخيله ـ قَسَم بجميع الأنبياء وذكر أسماءهم جميعاً، ولكنه نسي أن هذا المجاهد عالم بالدين الإسلامي ؛ الذي لا يجوز فيه للمسلم القَسَم بغير الله عز وجل، ثم جعل عبد القادر يصف الفرنسيين بالكرماء وغير ذلك من كلمات النفاق والاستعطاف والخضوع وإذلال النفس، وهو القائل في الأبيات الذي نظمها والقصائد التي دونت في ديوانه الشهير، اقتطفت منها هذه الأبيات:
وابذل يوم الروع نفساً كريمة على أنها يوم السلم أغلى من الغالي
إذا اشتكى خيلي الجراح تحمماً أقول لها صبراً كصبري واحتمالي
فما هي إلا مقارعة العدا وهزمي طغاة شداداً بأبطالي
فالذي يصف نفسه بالنفس الكريمة، وأنها في السلم أغلى من كل غال وثمين هل يخفضها إلى هذه الدرجة من الهوان والنفاق؟
ولاشك أنه كان يعلم أن أي عدو بالدرجة التي يكره فيها عدوه، بالدرجة نفسها يحترم فيه الشجاعة والحفاظ على الكرامة والبعد عن النفاق.
ومن المعروف أن الأمير لم يكن يعيش في أقبية التعذيب الرطبة، وإنما في قصر من قصور الملوك، قصر أمبواز، والأمير كان قائداً لشعب عظيم، وقاد ملاحم بطولية في الدفاع عن الدين والوطن، حاول أن يجعل من الأمير صورة المهزوم المستسلم الخاضع لعدوه الطالب لعطفه وإحسانه، ونسي السيد تشرشل تاريخه قبل الإمارة، وبعد الإمارة، وحين غدر به، ولم ينقل لقارئه الحقيقة من ثبات وصمود وجهاد، فالأمير عبد القادر هو القائل:
لنا في كل مكرمة مجال ومن فوق السماك لنا رجال
ركبنا للمكارم كل هول وخضنا أبحراً ولها زجال
فلا جزع ولا هلع مشين ومنا الغدر أو كذب مُحال
ورثنا سؤدداً للعرب يبقى وما تبقى السماء ولا الجبال
ومنا لم يزل في كل عصر رجال للرجال هم الرجال
لهم همم سمت فوق الثريا حماة الدين دأبهم النضال
سلوا تخبركم عنا فرنسا ويصدق إن حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حرب به افتخر الزمان ولا يزال
وهو القائل في وصف رجاله في إحدى قصائده:
الصادقون الصابرون لدى الوغى الحاملون لكل ما لم يُحمل
إن غيرهم نال اللذائذ مسرفاً هم يبتغون قراع كتب الجحفل
ما منهم إلا شجاع قارع أو بارع في كل فعل مجمل
كم نافسوا كم سارعوا كم سابقوا من سابق لفضائل وتفضل
كم حاربوا كم ضاربوا كم غالبوا أقوى العداة بكثرة وتمول
كم صابروا كم كابروا كم حاربوا أعتى أعاديهم كعصف مؤكل
كم قاتلوا كم طاولوا وكم طاردوا من جيش كفر بموج يعتلي
ـ هذا الرجل الذي يملك هذا التاريخ الحافل بالتمسك بالقيم الشرعية والأعمال البطولية، أيمكن أن يصل إلى الحضيض من اليأس لمجرد أنه تعرض للغدر به والخداع من قبل أعداء خبر غدرهم لسنوات طويلة؟
هذا الرجل الذي سار على هدي القرآن طيلة حياته، منذ أن تفتحت براعم طفولته الذي يعلم ثواب الصبر، ويعلم أن الإنسان مبتلى، وأن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بهذا النظام.
كيف يمكن أن ينحدر إلى الحضيض من اليأس من كان على علم بمعاني هذه الآية الكريمة ويؤمن بها وتربى عليها، وهو الذي يختم كتاب الله باستمرار، ويمر عليه تأملاً وتدبراً وفهماً وحفظاً وعملاً، وكم من المرات والمرات مر بقول الله تعالى: {وَلاَ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ *} [يوسف : 87].
ـ وقول الله تعالى: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ *إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ *} [آل عمران: 139 ـ 140].
ـ وقول الله تعالى: {لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} [الزمر : 53].
ـ وقول الله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ *} [الحجر : 56].
فهل يمكن أن يكون هذا المجاهد الكبير والأمير النبيل والعالم المؤمن عبد القادر جاهلاً بمعاني هذه الايات وهو الذي ألف كتاباً في سجنه وجعل عنوانه «المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالكفر والإلحاد»، وأرسله إلى رجال الكنيسة؟ هل كان رجلاً يخشى أحداً سوى ربه؟ ومن يصفه تشرشل بالمتدين ألا يعلم أن صبر المؤمن انصياع لأمر الله وإيثار للاخرة على الدنيا الفانية، وأن كل ما في الدنيا من عذاب هو هين في سبيل مرضاة الله عز وجل؟
ألا يعلم أن الله سبحانه وتعالى شرع مبدأ الهجرة، وجعل لها شروطاً، وهي طريق من طرق العذاب والألم؟ وهل هناك عذاب أشد من الغربة؟ وهذه الاتفاقية الأخيرة في الواقع ليست هروباً من الأذى وطلباً للراحة في عكا أو الإسكندرية ؛ لأن الهجرة فرضها الله لحفظ كرامة المؤمن، وأمر مسلَّم به أن هذا العالم ومن معه من الفقهاء يعرفون أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: وجوب وجواز وحرمة، والوجوب يكون حينما يصبح المسلم يعيش في ظروف كالتي يعيشها هو وأصحابه من حصار شديد وتهديد، في مثل هذه الظروف أوجبت الشريعة على المسلم الهجرة، وإن لم يفعل يعدّ عمله إهمالاً لواجب من الواجبات الشرعية الإسلامية.
وحاول تشرشل تشويه صورة الدولة العثمانية ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فوصف استقبال الأتراك للأمير عبد القادر بالمظاهر المتصنعة من الاحترام، ووصفهم بأنهم على درجة كبيرة من العنجهية وغرباء عن العواطف النبيلة، وصب غضبه وحقده على العثمانيين، بطريقة تدل على أنه جاسوس يخدم لصالح المخابرات البريطانية؛ التي كانت من ضمن دول أوروبية أخرى تسعى للقضاء على الدولة العثمانية، مستخدماً الكلمات النابية في هجومه.
وأطلق لخياله العنان وعبقريته الأدبية وبكل ما يحمله قلبه من أحقاد على الدولة العثمانية وكراهية صارخة، ولم يترك المجال أمام القارأئ ليفهم رأيه من بين السطور، وإنما من الأسطر نفسها.
لقد قاده خياله نحو الدرك الأسفل من تزييف الحقائق، وشاهدنا مدى جرأته على ذلك بقوله: على الرغم من وجود عبد القادر بين يدي الترك فإنه لم يكن مضطراً أن يكون تابعاً لهم.
وسيأتي الحديث مفصلاً عن علاقة الأمير بالدولة العثمانية وسلاطينها لاحقاً بإذن الله تعالى ويكفينا هنا قول الأمير عبد القادر في بورصة وأهلها:
ألا فاقر الخليل خليل باشا سلاماً طيباً عبقاً نفيساً
له قل يا شقيق الروح مني علام هجرت بلدتنا بروسا
بكم كانت تفاخر كل مصر وتطلع على شمائلكم شموساً
وكنت لنا بها غيثاً مريعاً وكهفاً مانعاً ضراً وبؤساً
وكان لنا الزمان بكم ضحوكاً فصار لنا بفقدكم عبوساً
بمن أعتاض عنك فدتك نفسي وكنت بقربكم فرحاً أنيساً
ولما وصل الأمير إلى بورصة ونظر إلى موقعها وأجوائها قال: لقد صدق من أخبرنا بأنها تشبه مدينة تلمسان، ولولا تكرار الزلازل فيها ما أسرع الأمير بالانتقال منها. ولقد نظم الأبيات السابقة فور مغادرتها، وهو دليل على سعادته في الإقامة فيها أي في الدار الضخمة التي أمر بها السلطان، وهذه رد على مزاعم تشرشلمشوه الحقائق ومزيف التاريخ وخائن الأمانة العلمية.
إن تشرشل في كتابه الذي فقد فيه المصداقية العلمية والمرجعية الحقيقية للباحثين ؛ لم ينظر إلى الأمير عبد القادر فيه أنه من روّاد محاربة الظلم والطغيان والاعتداء على حقوق الاخرين، لأن ذلك يمس بسمعة المحتلين الأوروبيين الذين نشروا الفقر والبؤس في الجزائر.
لقد قام الدكتور أبو القاسم سعد الله بترجمة كتاب حياة عبد القادر من الإنجليزية إلى العربية، وهي ترجمة أولى إلى العربية لم يسبقه إليها أحد، صدرت في عام (1982م)، وهي على درجة عالية من الدقة، بحيث يستطيع القارأئ ملاحظة الحالة النفسية عند المؤلف أثناء سرده للأحداث في كتاب حياة عبد القادر، فإن القارأئ أو الباحث سيجد شخصية المؤلف دون قناع، وما تحمله في أعماقها من أحقاد موروثة على العرب والمسلمين، وهي سموم تدفقت بين السطور.
وقد قامت الأميرة بديعة الحسني الجزائري بمناقشة هذا الكتاب في كتابها القيم: ردود وتعليقات على كتاب حياة الأمير عبد القادر الجزائري.
فالحذر كل الحذر من هذا المرجع المسموم، الذي كتبه أحد المستشرقين، الذين انتموا إلى المدرسة الاستعمارية، لخدمة بلادهم عن طريق الغزو الفكري كما ظهر للباحث المنصف.
يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي:
الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى
alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF
الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf
الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:
http://alsallabi.com