علامـات الساعة الصغرى
الحلقة: الخامسة عشر
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1441 ه/ يوليو 2020
أولاً ـ إخبار النبي (ﷺ) عن الغيوب المستقبلية:
أخبر النبيُّ (ﷺ) بما يكونُ إلى قيامِ الساعة، وذلك مما اطلعه الله عليه من الغيوبِ المستقبليّةِ، والأحاديثُ في هـذا البابِ كثيرةٌ جداً، حتى بلغتِ التواترَ المعنويَّ، فمنها :
1 ـ ما رواه حذيفة رضي الله عنه قال: لقد خطبنا النبيُّ (ﷺ) خطبةً ما ترك فيها شيئاً إلى قيام الساعة إلا ذكره، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ، وجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ، إنْ كنتُ لأرى الشيءَ قد نسيتُ، فأعرفه كما يعرِفُ الرجلُ الرجلَ إذا غابَ عنه فراه فعرفه .
2 ـ روى أبو زيد عمر بن أخطب الأنصاري رضي الله عنه، قال: صلّى بنا رسولُ اللهِ (ﷺ) الفجرَ، وصعدَ المنبر، فخطبنا حتى حضرتِ الظهرُ، فنزلَ، فصلّى، ثم صعدَ المِنْبَرَ، فخطَبنا حتّى حَضَرتِ العصرُ، ثم نزلَ، فصلّى، ثم صعدَ، فخطبنا حتّى غربتِ الشمسُ، فأخبرنا بما كان، وبما هو كائنٌ، فأعلمُنا أحفظنا. فهـذه أدلةٌ صحيحةٌ على أنَّ النبيَّ (ﷺ) قد أخبر أمته بكلِّ ما هو كائنٌ إلى قيام الساعة، فيما يخصُّهم .
ولا شكَّ أن أشراطَ الساعةِ كثيرةٌ جداً، ورُويتْ بألفاظٍ مختلفةٍ لكثرة مَنْ نقلها من الصحابةِ رضي الله عنهم .
ثانياً ـ علم الساعة:
غيبٌ لا يعلمه إلاّ الله تعالى، كما دلّت على ذلك الآيات القرآنية، والأحاديثُ النبوية، فإنّ علمَ الساعة ممّا استأثر الله به، فلم يُطْلِعْ عليه مَلَكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ *﴾ [الأعراف: 187] فالله تعالى يأمرُ نبيّه محمّداً(ﷺ) أن يخبرَ الناسَ أنَّ علمَ الساعةِ عند الله وحدَه، فهو الذي يعلمُ جليّة أمرها، لا يعلمُ ذلك أحدٌ من أهل السماوات والأرض، وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا*﴾ [الأحزاب: 63] وقال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا *فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا *إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا *﴾ [النازعات: 42 ـ 44] .
فمنتهى عِلمُ الساعةِ إلى الله وحدَه، ولهـذا لمّا سأل جبريلُ عليه السلام رسولَ اللهِ (ﷺ) عن وقتِ الساعةِ ـ كما في حديثِ جبريل الطويل ـ قال النبيُّ (ﷺ): « ما المسؤولُ عنها بأعلم من السائلِ » . فجبريلُ لا يعلمُ متى تقومُ الساعة، وكذلك محمّدٌ (ﷺ) .
ثالثاً ـ قرب قيام الساعة:
تدلُّ الآيات القرآنية الكريمة والأحاديثُ الصحيحة على قُرْبِ الساعة ودُنوِّها، فإنَّ ظهور أكثر أشراطِ الساعةِ دليلٌ على قربها، وعلى أننا في اخرِ أيّام الدنيا[(203)]، قال تعالى: ﴿إِقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ*﴾ [الأنبياء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا *﴾ [الأحزاب: 63] وقال تعالى: ﴿إِنَّهُمْ يرونه بعيدا* ونراه قريبا﴾ [المعارج: 6 ـ 7] وقال تعالى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ *﴾ [القمر: 1] إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة الدّالّةِ على قُرْبِ نهايةِ هـذا العالم الدنيوي، والانتقال إلى دار أخرى، ينالُ فيها كلُّ عاملٍ عمله، إنْ خيراً فخير، وإنْ شرّاً فشر.
وقال رسول الله (ﷺ): « بُعِثْتُ أنا والساعة كهاتين، ويشيرُ بأصبعيه فيمدُّهما» .
رابعاً ـ مجمل أشراط الساعة الصغرى:
تحدّث العلماءُ عن أشراط الساعة، وإليك أهمُّها ممّا ثبتَ بالسنّة النبوية منها :
1 ـ بعثة النبيِّ (ﷺ) .
2 ـ موتُ النبيِّ (ﷺ) .
3 ـ فتحُ بيت المقدس .
4 ـ طاعونُ عمواس .
5 ـ استفاضةُ المالِ، والاستغناءُ عن الصدقة .
6 ـ ظهورُ الفتن، كظهورها من المشرق، ومقتل عثمان رضي الله عنه، وموقعة الجمل، وموقعة صفين وظهور الخوارج، وموقعة الحَرَّة ، اتباع سنن الأمم الماضية.
7 – ظهور مدعي النبوة.
8 – ظهور نار الحجاز.
9- انتشار الأمن.
10 ـ قتالُ الترك .
11 ـ قتالُ العجم .
12 ـ ضياعُ الأمانةِ .
13 ـ قبضُ العلم، وظهورُ الجهل .
14 ـ كثرةُ الشُّرَطِ وأعوانُ الظلمة .
15 ـ انتشار الزنا .
16 ـ انتشارُ الربا .
17 ـ ظهورُ المعازِفِ واستحلالُها .
18 ـ كثرةُ شربِ الخمر واستحلالُها .
19 ـ زخرفةُ المساجدِ، والتباهي بها .
20 ـ التطاوُلُ في البنيانِ .
21 ـ ولادةُ الأمة لِربتّها .
22 ـ كثرةُ القتلِ .
23 ـ تقاربُ الزمان .
24 ـ تقاربُ الأسواقِ .
25 ـ ظهورُ الشرك في هـذه الأمة .
26 ـ ظهورُ الفُحْشِ، وقطيعةُ الرحم، وسوءُ الجوار .
27 ـ تشبُّب المشيخة .
28 ـ كثرةُ الشح .
29 ـ كثرةُ التجارةِ .
30 ـ كثرةُ الزلازل .
31 ـ ظهورُ الخَسْفِ والمَسْخِ والقَذْفِ .
32 ـ ذهابُ الصالحين .
33 ـ ارتفاعُ الأسافل .
34 ـ التحيةُ للمعرفةِ: أي لا يطلَقُ السّلام إلا على مَنْ يعرفه .
35 ـ التماسُ العلمِ عندَ الأصاغر .
36 ـ ظهورُ الكاسياتِ العارياتِ .
37 ـ صدقُ رؤيا المؤمن .
38 ـ كثرةُ الكتابة وانتشارُها .
39 ـ التهاونُ بالسنن التي رغّبَ فيها الإسلام .
40 ـ انتفاخُ الأهلة.
41 ـ كثرةُ الكذب، وعدمُ التثبّت في نقل الأخبار .
42 ـ كثرةُ شهادةِ الزور، وكتمانُ شهادة الحق .
43 ـ كثرةُ النساءِ وقلّةُ الرجالِ .
44 ـ كثرةُ موتِ الفجأة .
45 ـ وقوعُ التناكُرِ بين الناس .
46 ـ عودُ أرضِ العرب مروجاً وأنهاراً .
47 ـ كثرةُ المطر، وقلّة النباتِ .
48 ـ حسرُ الفراتِ عن جبلٍ من ذهب .
49 ـ كلامُ السباعِ والجماداتِ للإنسان .
50 ـ تمنّي الموت من شدة البلاء .
51 ـ كثرةُ الروم، وقتالُهم للمسلمين .
52 ـ فتح القسطنطينية .
53 ـ قتالُ اليهود .
54 ـ نفيُ المدينةِ لشرارِها، ثم خرابُها في اخرِ الزمان .
55 ـ بعثُ الريح الطيبة لقبضِ أرواحِ المؤمنين .
56 ـ استحلالُ البيتِ الحرامِ، وهدمُ الكعبةِ .
هـذه أهمُّ أشراطِ الساعة الصغرى التي جاءت في أحاديث النبي (ﷺ)، ومن أرادَ التوسُّعَ ومعرفة الأحاديث فليراجع كتاب ( أشراط الساعة ) ففيه التفاصيل .
يمكنكم تحميل -سلسلة أركان الإيمان- كتاب:
الإيمان باليوم الآخر
من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي
http://alsallabi.com/s2/_lib/file/doc/Book173.pdf