صفحات من كفاح الشعب الجزائري ضد فرنسا: المحاسبة على التموين في الثورة الجزائرية
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):
الحلقة: 298
بقلم: د. علي محمد الصلابي
ذو القعدة 1443 ه/ يونيو 2022م
المحاسبة على التموين العام لنظام الثورة تجري كل شهر بانتظام مثل سائر الميادين والهياكل والأعمال الأخرى للثورة، وذلك بإعداد وضبط وتقديم تقرير كامل شاملة فيه المواعيد المحددة للمحاسبات خلال الاجتماعات في الأوقات الامنة العادية، مثل ما كان يقع في الفترة الممتدة من 1957م إلى 1959م، أما في الظروف غير العادية التي نشأت بعد ذلك عند هجوم شال، فصارت التقارير ترفع عن طريق السلم خارج الاجتماعات بسبب العدو، وتبدأ عملية تقارير التموين قاعدياً على مستوى كل مركز الذي تقيم فيه منظمة أو عدة منظمات أو مركز الفرق والأفواج على مستوى مكان الإقامة في كل دوار، وهذه التقارير توحد على مستوى المجلس الشعبي للدوار ليصبح تقريراً واحداً شاملاً سواء مشتريات الشهر الكلية او المدخول ومخرج مجموع التموين العام في الشهر ويوجد على مستوى لجنة التموين، ليرفع صعوداً إلى القسم فيوحد ويرفع إلى الناحية، وهكذا أيضاً يرفع إلى المنطقة فالولاية وتنجز هذه التقارير من قبل كتاب إداريين خاصين، ويراعى في شكلها النموذجي المثال الموحد لعمل الجميع داخل الإقليمي النظامي وفي محتواها تكون ضمن القوانين ومتطابقة معها ولا تخرج عن التعليمات التي تحكم تسيير التموين.
والتموين من أصعب الأعمال والمحاسبات في الثورة للمطالب اليومية الكثيرة والتعقيدات الناتجة عن طبيعته وأثره الفعال في حياة الناس. والعبء الأكبر للتموين بصفة خاصة وأعمال الثورة بصفة عامة يقع على عاتق الأقسام والدواوير لأنها قاعدة أساس الارتكاز والتمركز، وتمثل الفضاء الواسع والميدان المهم المناسب في حقل النشاط اليومي العسكري والسياسي والاقتصادي المباشر مع الجيش والشعب.
واجتماعات المحاسبة في الظروف الامنة كانت مدرسة تكوينية هامة، لكن امتحانها كان صعباً جداً حيث كان يتعلق بكل صغيرة وكبيرة في مواد التموين المتشعبة، وكان الرفض يمس بعض المواد الممنوعة الاستهلاك في المراكز مثل الفلفل الأكحل «رأس الحانوت» ()..الخ (1)
وكانت الأجهزة المختصة في توفير التموين تهتم اهتماماً خاصاً بتوفير القمح والزيت واللحم.
ولقد استخدم الثوار وسائل نقل متعددة في إيصال التموين لأبناء جبهة التحرير المجاهدة، وتعاملوا مع الخيل والبغال والحمير في جبال شمال الجزائر والجمال والمهاري في الجنوب بالصحراء، إذ لعبت دوراً بارزاً وشاركت بقوة وفعالية في نجاح الثورة وانتصارها، سواء باستعمالها في الركوب عند التنقل أو نقل المرضى والجرحى أو نقل التموين أو نقل السلاح وذخائره في داخل الجزائر، أو في إطار تنظيم قوافل جلب السلاح ونقله من تونس إلى ولايات الثورة في داخل الجزائر.(2)
مراجع الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائتين:
)) علي بوداري، نافذة على اقتصاد الثورة،ص 249.
2)) المصدر نفسه.
ـ يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي
الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى
alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF
الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf
الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي: