الجمعة

1446-11-04

|

2025-5-2

(الإمام الزهري ونشره للسنة)

من كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار (ج2):

الحلقة: 207

بقلم: د. علي محمد الصلابي

رمضان 1442 ه/ إبريل 2021

كان الإمام الزهري قد قام بجهود مشكورة في نشر السنة وإذاعتها بين الناس، وإليك أهم أعماله التي قام بها لنشرها:

ـ تدريسها لكل من يطلبها.

ـ مذاكرته لها مع أقرانه.

ـ نشره لها بطريق الكتابة.

ـ إملاؤه إيّاها على تلاميذه.

ـ وعظه وتفقيهه للأعراب: فقد كان ينزل بالأعراب يعلمهم.

ـ نهيه عن حبس كتب العلم: فعن يونس بن يزيد قال: سمعت الزهري يقول: إياك وغلول الكتب، فقلت: ما هو؟ قال: حبسها.

ـ حثه على حفظ السنة وتعلمها: روي عن مالك بن أنس أنه قال: حدّث الزهري بمئة حديث، ثم التفت إليّ، فقال: كم حفظت يا مالك؟ قلت: أربعين. فوضع يده على جبهته ثم قال: إنا لله كيف نقص الحفظ.

ـ حثه على التمسك بالسنة والتأدب بآدابها: قال الزهري: الاعتصام بالسنة نجاة، وعن الأوزاعي عن الزهري قال: كان من مضى من علمائنا يقول: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض قبضاً سريعاً، فبعز العلم ثبات الدين والدنيا، وفي ذهاب العلم ذهاب ذلك كله.

ـ ما أنفقه في نشرها من أموال: بالإضافة إلى ما أنفق الإمام الزهري من وقت وجهد في نشر السنة، فإنه قد أنفق كثيراً مما كان متيسراً لديه من مال، بل لا أغالي إذا قلت: إن ما كان ينفقه على نشرها أكثر بكثير مما كان ينفقه على نفسه وأهله وشؤونه الخاصة، فقد كان يطعِّم طلاب العلم بكل معاني البذل والسخاء، فكان يقدم لهم أفضل ما لديه من طعام، وكان يتعهد بالإنفاق على من ليس عنده ما ينفقه على نفسه من طلابه، وكان لا يعلم طالباً إلا إذا أكل عنده شيئاً، كما كان يخرج للأعراب في البوادي فيعلمهم ويطعمهم ويقدم لهم ما يملكه من لذيذ الطعام وشهيه، هذا بالإضافة إلى ما كان ينفقه على رحلاته لطلب العلم وجمعه وعن موسى بن عبد العزيز قال: كان ابن شهاب إذا أبى أحد من أصحاب الحديث أن يأكل طعامه حلف ألا يحدثه عشرة أيام.

ـ ما روي عنه في نشره للسنة: روي عن الليث بن سعد أنه قال: سمعته ـ أي ابن شهاب ـ يبكي على العلم بلسانه، ويقول: يذهب العلم وكثير ممن كان يعمل به. فقلت له: ووضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفاً في الناس بعدك؟ قال: والله ما نشر أحد العلم نشري، ولا صبر عليه صبري.

ـ ما يراه في كيفية طلبها: يرى الإمام الزهري لكي تكون مهمة تعلم السنة وتعليمها يسيرة ناجحة ما يلي:

ـ التدرج في أخذها شيئاً فشيئاً، وحديثاً بعد حديث، وأن لا يهجم عليها الطالب مرة واحدة لئلا تزدحم عليه المعلومات فتثقله وتؤدي به إلى الملل، فيفوته بذلك شيء كثير.

ـ أن يسعى الطلاب إلى العلماء، ولا يسعى العلماء إلى بيوت الطلاب والمتعلمين، لما يترتب على سعي العلماء إليهم من هوان العلم وذلته، روي عن مالك أنه قال: سمعت الزهري يقول: هوان العلم وذله أن يحمله العالم إلى بيت المتعلم.

ـ كراهته لطول المجلس، فقد كان يحذِّر من طول مجلس العلم وغيره، لما قد يؤدي إليه طوله من السأم والملل، أو الخوض فيما لا فائدة فيه. فقد قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه حظ ونصيب.

ـ توجيهه إلى ما قد يساعد استعماله أو تركه على الحفظ والتذكر من المطعومات: فقد قال الزهري: من سرَّه أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب. وكان يشرب العسل ويقول: إنه يذكر. وعنه قال: ما أكلت تفاحاً، ولا أكلت خلاًّ منذ عالجت الحفظ.

يمكنكم تحميل كتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار

من الموقع الرسمي للدكتور علي محمَّد محمَّد الصَّلابي:

الجزء الأول:

http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC9(1).pdf

الجزء الثاني:

http://alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC139.pdf

كما يمكنكم الاطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي:

http://alsallabi.com


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022