(تطور الوضع بعد ترسيم مع المكتب السياسي)
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):
الحلقة: 390
بقلم: د.علي محمد الصلابي
رجب 1444ه/ فبراير 2023م
ـ من بين 12 عضواً في الحكومة المؤقتة، خمسة أصبحوا أعضاء في المكتب السياسي: أحمد بن بلة ورابح بيطاط ومحمد بوضياف ومحمد خيضر وسعيد محمدي، رفض عضو اخر وهو حُسَين ايت أحمد الدخول في المكتب السياسي وطالب بعقد مؤتمر لتجاوز الخلافات.
ونشير إلى أن محمد بوضياف رفض أيضاً الدخول في المكتب السياسي، ثم قَبِلَ بعد أن ظن أنَّ المجلس الوطني للثورة الجزائرية سيجتمع من جديد للفصل في الأمر، ولكنه استقال بعد تطور الأحداث.
دائماً داخل الحكومة المؤقتة نسجل أن محمد خيضر وسعد دَحلَب استقالا في حين بقي رئيسها بن يوسف بن خدّة يتحرك، أما محمد يزيد فإنه كان يسعى إلى التوفيق بين الاراء، نَشِطَ بلقاسم كريم في تيزي وزّو من حيث حاول أن ينسق مع الولايات الأخرى.
ـ منذ تصريح تلمسان، تصرف المكتب السياسي كمركز للسلطة فتعاملت الهيئة التنفيذية معه بدلاً من الحكومة المؤقتة. والمعلوم أن هيئة أركان الحرب أيَّدته منذ انتهاء اجتماع المجلس الوطني، وشرعت في حملة انتقاد ضد الحكومة المؤقتة.
سعى المكتب السياسي إلى نيل الولايات، وقد تم له ذلك مع قيادات الولاية الأولى والخامسة والسادسة التي ربطت اتصالات بهيئة الأركان، في الولايات المعارضة للمكتب السياسي بدأت تُقام هياكل تنشِّطها عناصر مؤيدة للمكتب السياسي: أُرسِلت مجموعة من ضباط جيش التحرير الوطني إلى قسنطينة لاستمالة مسؤولي الولاية الثانية، فوجدوا التأييد من الرائد العربي برجم المدعو «سي العربي الميلي» الذي عارض موقف قائد الولاية صالح بوبنيدر، يشير طاهر زبيري في كتابه إلى أن هواري بومدين أرسل سعدي ياسف ومصطفى فتَّال وأحمد بن شريف إلى العاصمة، لتحضير دخول جيش الحدود، لكنهم وجدوا في الميدان رابح زيراري الذي أرسله بن يوسف بن خدّة لتنظيم العاصمة، في حين كانت الولاية الرَّابعة قد ضمَّت بموافقة الحكومة العاصمة إلى الولاية الرابعة كمنطقة سادسة، تعقَّدت الأمور بتعيين لجان يقظة أشرف عليها محمد خيضر عضو المكتب السياسي.
ـ نلاحظ أنَّ بعض البلدان الخارجية أبدت تحيزها لبعض الأطراف، فمصر عوَّلت منذ زمان على أحمد بن بلة فكثَّفت الاتصالات معه، أما الملك الحسن الثاني فقد عيَّن على حسب سعد دَحلَب محمد الغزاوي المدير العام للأمن المغربي «كسفير جلالته لدى أحمد بن بلة» بدون أن يقطع العلاقات مع الحكومة المؤقتة، وهو يلومها على عدم تأييدها في ملف موريتانيا، وعلى عدم قبولها فتح ملف رسم الحدود بين الجزائر والمغرب.
ـ اعتمدت معارضة المكتب السياسي على عدم انتخاب المكتب السياسي وعدم حصوله على أغلبية الثلُثَين المطلوبة، واحتجت الولايات الثانية والثالثة والرابعة والمنطقة السابعة من الولاية الخامسة على العمل الموازي المنافِس لها بتحريك هيئة الأركان، وقد ظهرت مجموعة تيزي وزّو بإشراف بلقاسم كريم ومحمد بوضياف وتأييد قائد الولاية الثالثة محند أولحاج (مُقران أكلي) وسمَّت نفسها «لجنة الدفاع والاتصال للجمهورية»، وذلك بهدف توحيد صفوف جيش التحرير الوطني، وتحضير مؤتمر جبهة التحرير الوطني، وإعداد انتخابات المجلس التأسيسي.(1)
مراجع الحلقة التسعون بعد الثلاثمائة:
(1)الثورة الجزائرية، بوعلام ص 603، 604.