الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

(تحالف أحمد بن بلة مع هيئة الأركان)

من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):

الحلقة: 369

بقلم: د.علي محمد الصلابي

جمادى الأول 1444 ه/ نوفمبر 2022م

 

عندما خرج الزعماء الخمسة من السجن، تواصل قادة هيئة الأركان معهم، وتقاربت وجهات النظر مع أحمد بن بلة، الذي كان على اتصال بهيئة الأركان عندما كان في سجن «أولنوا»، وذلك عن طريق عبد العزيز بو تفليقة وعلي بن بلة ؛ فإن الحل السليم للأزمة هو إنشاء مكتب سياسي لجبهة التحرير تكون له سلطة سياسية على الحكومة المؤقتة، وفي مؤتمر طرابلس من قبل الاستقلال اقترح أحمد بن بلة إنشاء مكتب سياسي وبرنامج اقتصادي واجتماعي للجزائر، وانضم إليه فرحات عباس فيما بعد، وذلك بقصد محاصرة بن خدة ودحلب وكريم بلقاسم، الذين أبعدوه من السلطة في شهر أغسطس من عام 1961م.

وبالنسبة لقيادة الأركان، فإن استراتيجيتها كانت تتمثل في عقد مؤتمر للإطارات، وذلك بقصد حل الخلافات الموجودة بينها وبين الحكومة المؤقتة، ولهذا كانت قيادة الأركان تطمح لتجسيم فكرة بن بلة المتمثلة في جمع القوات الوطنية الحية حوله، وذلك في إطار جبهة التحرير الوطني، اتفق أحمد بن بلة وهيئة الأركان على استراتيجية واحدة، وهي تحرير ميثاق يتضمن المحاور الرئيسية، وبرنامج عمل للحكومة الجزائرية، وانتقال السلطة إلى مكتب سياسي لجبهة التحرير الوطني الجزائري تخضع له الحكومة المؤقتة (1).

وظهر بوضوح التنسيق بين قادة الأركان وأحمد بن بلة يوم قررت هيئة الأركان استدعاء القادة الخمسة لزيارة جيش التحرير المتواجد بمدينة وجدة المغربية، وذلك عقب خروجهم من السجن، وفي تلك الزيارة انفرد عبد العزيز بو تفليقة وأحمد مدغري بالسيد بن بلة، وشرحا له موقف هيئة الأركان من الحكومة المؤقتة، وإذا كان قايد أحمد وعلي منجلي يفضلان عدم الاعتماد على أي زعيم ومواجهة الحكومة المؤقتة، فإن هواري بو مدين كان يرى أن مصلحة البلاد تقتضي عدم مواجهة الحكومة والتحالف مع أحمد بن بلة.

واشتد الخلاف بين هيئة الأركان ويوسف بن خدّة، وساءت العلاقة بين بن خدّة وبن بلة، الذي ردَّ على بن خدّة في اجتماع طرابلس الأخير بعنف وكلام غير لائق، فاستاء بعض أعضاء المجلس الوطني للثورة من تدخل بن بلة وخاصة أعضاء الحكومة المؤقتة وغادروا الاجتماع، وإثر وصوله إلى تونس قام رئيس الحكومة المؤقتة السيد يوسف بن خدّة باتخاذ قرار حاسم يتمثل في عزل هيئة الأركان العامة للجيش، أي عزل العقيد هواري بومدين والرائدين قايد أحمد وعلي منجلي. وانذاك توجه بو مدين رفقة السعيد عبيد إلى الولاية الأولى وخلفهما عشرة الاف من جنود جيش التحرير المرابط على الحدود، ومن هناك زحف هواري بو مدين على بقية الولايات بجيشه المزود بالأسلحة الثقيلة والخفيفة(2).

 

مراجع الحلقة التاسعة والستون بعد الثلاثمائة:

(1) عمار بوحوش، التاريخ السياسي للجزائر ص 505.

(2) المصدر نفسه ص 507.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022