السبت

1446-11-05

|

2025-5-3

تأملات في الآية الكريمة {إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا أنّها لَمِنَ الْغَابِرِينَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 214

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شعبان 1444ه/ فبراير 2023م

 

استثناء متصل بما قبله فلا يحتاج معه إلى بحث عن وجه الارتباط ووجه الاتساق، كأنه جملة وتمامها ومستثنى منه ومستثنى، فهل مثل هذا النسق الكلامي يحتاج إلى بحث وطول تأمل؟ بالطبع لا.

‌أ- {إِلَّا امْرَأَتَهُ}:

أداة استثناء والاستثناء هنا متصل لأن امرأته من أهله أو من آله كما في الآية الكريمة {إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (59) إِلَّا امْرَأَتَهُ}، فإن اعتبرناها من غير أهله أو ليست من أهله، كما قال الله تعالى عن ابن نوح {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ}، فالاستثناء منقطع، ونرجح الأول والله أعلم(1).

‌ب- {امْرَأَتَهُ}:

أي دون زوجه؛ لأنَّ معنى الزوجية والتكامل ليس موجوداً هنا والله أعلم؛ فهي كافرة فكيف يكون انسجام وزوجية؟

‌ج- {قَدَّرْنَا}:

هذا ليس قول الملائكة فيما أرى، ولكنه قول الله عزّ وجل، وليس في كلام الملائكة، فالملائكة لا تقول: قدرنا فالمقدر الله، والتقدير لله، والأقدار أقدار الله، والإرادة إرادة الله، ولا مريد مع الله، أو يكون القول: قدرنا المراد أمر الله، ونحن الملائكة بالتنفيذ، كما قال العبد الصالح في سورة الكهف: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} ]الكهف:81[ فالله هو الذي أراد والعبد الصالح نفذ إرادة الله بقتل الغلام.(2)

‌د- {إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ}:

دخلت اللام على خبر إنّ للتوكيد، و{الْغَابِرِينَ}: أي الهالكين المعذبين غير الناجين.

• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:

- القرب ليس ينفع ولا يعلّم ولا يغير إذا كان القلب مغلقاً.

- هذه امرأة لوط ومن قبلها امرأة نوح كانتا نماذج لأسوأ نبت في أحسن بيئة؛ فلا تنفع البيئة إذا كان النبات سيئاً، ولو زرعنا الحنظل في أحسن تربة فهل ينبت عنباً مثلاً.

- كانت النجاة من امرأة لوط قاب قوسين فلم تسلك سبلها وركبت مركب الضلالة والجهالة، فأهلكت نفسها في الدنيا وتخلد في العذاب في الآخرة.

- فرصة العمر أثمن من كل ذهب الأرض وما فيها ومع هذا يضيع الناس أو أغلبهم هذه الفرصة في اللعب واللهو.. فمن ينبههم ومتى يتنبهون؟(3).

 

مراجع الحلقة الرابعة عشر بعد المائتين:

(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص303.

(2) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص304.

(3) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص 305

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022