تأملات في الآية الكريمة:
{إِلَّا آَلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 213
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
شعبان 1444ه/ فبراير 2023م
أ- {إِلَّا آَلَ لُوطٍ}:
الاستثناء منقطع؛ لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه، وآل الرجل زوجه وذريته، ولسنا نردد مع الاسرائيليات حكاية أن له بنتين، فليست تلك الروايات عندنا بمصدر معتد به ولا يستند إليه ولا يعتمد عليه ولا يوثق به، فلا ندري أكان عنده أولاد وكم كانوا، وكم عنده من البنات، المهم أن القرآن الكريم لا يدخل في التفصيلات، فعبّر بكلمة عامة "إلا آل لوط" ثم يستثني من آل لوط زوجه.
ب- {إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ}:
إنَّ واسمها وخبرها وزيدت اللام - نحوياً لا بلاغياً - على الخبر لتوكيده، وأتت {أَجْمَعِينَ}: لتوكيد المؤكد، وهذا المنهج في التزام النص لا ينبغي الحيدة عنه تتبعاً للإسرائيليات وللفضول بمعرفة الزيادة والتفصيلات.
• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:
- ليست الاسرائيليات مصدراً للمعرفة والمعلومات.
- آل الرجل امرأته وذريته؛ هذا مصطلح القرآن.
- الاستثناء منه متصل ومنقطع، وينبغي التمييز بينهما.
- إذا نزل العذاب، فإن الله ينجي منه من يشاء وأحياناً يصيب الجميع، كما حذر الله تعالى في قوله: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
- ينبغي أن تحذر الأمة، وقد كثر فيها المترفون والترف أن تصيبها النكبات والولايات والعطب والهلاك والتلف وفق القانون، قال تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} ]الإسراء:16[.
مراجع الحلقة الثالثة عشر بعد المائتين:
(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص301.
(2) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص302.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي