تأملات في الآية الكريمة
{قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}
من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
الحلقة: 211
بقلم الدكتور علي محمد الصلابي
شعبان 1444ه/ فبراير 2023م
يواصل إبراهيم - عليه السّلام - في هذه الآية حديثه مع الملائكة، ففي السابقة علق على قولهم: {فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} بعد أن بشروه بالولد، وهنا يسألهم عن مهمتهم الأساسية التي جاؤوا من أجلها، فالبشارة بالولد يمكن أن تكون في رؤيا كما كان خبر أو أمر ذبحه لولده، وأما بشارتي فأمر زائد على عظم شأنه، وكأن الأمر كما توقع، فالآيات سلسلة متصلة وعقد مترابط.
أ- {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ}:
قال إبراهيم عليه الصلوات للملائكة الكرام عليهم السّلام، ما شأنكم الجلل العظيم الذي جئتم له والمهمة التي أتيتم لها؟
ب- {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}:
يخاطب المرسلين بالتكريم والتوقير وإلا فبالإمكان الاكتفاء بالسؤال: فما خطبكم؟ والرسل هم عناوين التلطف والرفق وحسن معاملة الخلق، فكيف إذا كانوا رسلاً مثلهم لهم عند الله شأنهم ومنزلتهم؟
إنَّ إبراهيم - عليه السّلام - انتقل إلى سؤالهم عن سبب نزولهم إلى الأرض؛ لأنه يعلم أن الملائكة لا ينزلون إلا لأمر عظيم، كما قال تعالى: {مَا نُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ إِلَّا بِالْحَقِّ}.
• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:
- الرسل عناوين التلطف في الكلام والترفق في معاملة الخلق، فكيف بتعاملهم مع الخالق سبحانه وتعالى.
- الخطب الشأن الجلل الذي يستدعي ممن يراه أو يسمع به أن يستفسر عنه، لذا لم ترد الخطب في القرآن إلا في مقام الاستفهام.
مراجع الحلقة الحادية عشر بعد المائتين:
(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص295.
(2) المرجع نفسه، ص296.
(3) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص297.
يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي