الثلاثاء

1446-11-08

|

2025-5-6

تأملات في الآية الكريمة:

{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 220

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

شعبان 1444ه/ مارس 2023م

 

‌أ- {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}:

{فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ}: أي في صياح وصوت(1)، وذكر هنا أنّها صكّت وجهها أي: ضربته(2)، وهي على عادة النساء ضربت خدّيها بكفّيها(3)، وليست دليلاً على ضعف عقل المرأة كما يظنه بعضهم، ولا ينبغي أن يقال هذا الكلام في هذا السياق، فيكفي من نضج عقلها التضحية التي بذلتها لخليل الرّحمن إبراهيم - عليه السلام - والصبر معه، وهي حركة عفوية تلقائية تعبّر عن شدّة التصديق وشدّة الاستغراب(4).

‌ب- {وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ}:

العجَز والعُقم هما سببان لعدم الإنجاب، فهي لم تنجب وهي فتاة شابة، فكيف وهي في سنّ اليأس، وكذلك زوجها شيخ كبير، كما قالت: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ} ]هود:72[، حتى في بيت النبوة يتكلم أهله بعفوية ويعبّرون عن مشاعرهم دون تكلّف(5).

لقد أخذتها المفاجأة العنيفة التي لم تكن تتوقعها أبداً، فنسيت أن البشرى تحملها الملائكة، عندئذ ردّها المرسلون إلى الحقيقة الأولى، حقيقة القدرة التي لا يقيدها شيء، والتي تدبر كل أمر بحكمة وعلم(6).

 

مراجع الحلقة الحادية و العشرون بعد المائتين:

(1) تفسير القرطبي "الجامع لأحكام القرآن"، القرطبي، (17/46).

(2) المرجع نفسه، (15/395).

(3) في ظلال القرآن، سيد قطب، (6/3383).

(4) إشراقات قرآنية، سلمان العودة، (1/134).

(5) إشراقات قرآنية، سلمان العودة، (1/134).

(6) في ظلال القرآن، سيد قطب، (6/3383).

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022