الإثنين

1446-11-07

|

2025-5-5

(عماد الدين زنكي وأمراء الإقطاع العسكري)

الحلقة: 33

بقلم: د.علي محمد الصلابي

صفر 1444 ه/ سبتمبر 2022م

أقطع عماد الدين زنكي العديد من الأمراء والقواد منهم:

أ ـ الأمير جاولي كان وصياً على ابن عز الدين مسعود والي الموصل المتوفى عام 521هـ، أقطع الرحبة تخلصاً من خطره.(1)

ب ـ بهاء الدين بن القاسم الشهرزوري، قاضي قضاة الموصل، وهبه زنكي أملاكاً وإقطاعاً ،(2) لم تحددها المصادر.(3)

ج ـ أبو بكر البكجي أحد كبار أمراء زنكي، أقطع نصيبين.(4)

د ـ سوتكين الكرجي، أقطع حرَّان عام 522هـ أو 523هـ وفي عام 527هـ أعلن العصيان وقد استطاع زنكي القضاء عليه عام 533هـ وعيَّن نوابه هناك.(5)

هـ صلاح الدين الياغسياني (أمير حاجب). أقطع حماة عام 523هـ.

و ـ زين الدين علي كجك بن بكتكين، أحد كبار قواد زنكي أقطع أربل عام 526هـ،(6) وعقر الحميدية، وأعمالها عام 528هـ(7) وشهرزور.(8)

ز ـ شهاب الدين أميرك الجاندار، أقطع الرقة عام 529هـ.(9)

ح ـ نجم الدين أيوب، وأسد الدين شيركوه: أقطعهما زنكي في بلد شهرزور إقطاعاً سنياً، وقيل: إنه أقطع أسد الدين بالمؤزر وذلك بعد التجائهما إليه في أواخر عام 532هـ.

ط ـ عز الدين الدبيسي من أكابر أمراء زنكي، كانت دقوقا من جملة إقطاعه.(11)

ي ـ ناصر الدين كوري بن جكرمش (والي الموصل 495 ـ 500هـ) أقطعه زنكي إقطاعاً كثيراً اعترافاً بفضل والده.(12)

ك ـ الأمير سوار بن إيتكين التركماني، ولِّي حلب عام 524هـ (13)وأجرى عليه زنكي الإقطاعات الكثيرة، واعتمد عليه في قتال الفرنج.(14)

ل ـ نجم الدين أيوب الذي ولاه زنكي بعلبك عام 534هـ، بعد أن أقطعه ثلثها، وقيل: نصفها.(15)

وكان زنكي يمتلك بعض الإقطاعات، خارج حدود إمارته حصل عليها في ظروف استثنائية، كتلك التي وهبه الخليفة المقتفي إيَّاها، من أملاكه الخاصة في بغداد، رغبة في استمالته (16)وقال متحدثاً عن ذلك: هذه قاعدة لم يسمح بها لأحد من زعماء الأطراف، وهي أن يكون له في العراق إقطاع.(17) ومن ثم اعتبر هذا النوع من الإقطاع شاذاً. فهذه بعض الأسماء التي قدمتها المصادر عن مقطعي زنكي من كبار الأمراء والقواد، والراجح: أنَّ عدداً كبيراً من المقطعين لم تشر إليهم المصادر، إما إغفالاً منها، أو لعدم أهمية الأماكن التي أقطعت لهم من النواحي العسكرية والجغرافية وربما لقلة اشتهار المقطعين أنفسهم.(18)

وقد وزِّعت الإقطاعات على الجند فضلاً عن الأمراء، وتشير النصوص الواردة في ذلك إلى أن زنكي كان يقوم بنفسه أحياناً بتقرير قواعد الجند، وإقطاعهم،(19) وأورد ابن الأثير في الباهر الإجراء الذي اتخذه زنكي بشأن أمرائه المقطعين؛ إذ نهى هؤلاء: عن اقتناء الأملاك معللاً ذلك بقوله: ما دامت البلاد لنا؛ فأيُّ حاجة بكم إلى الأملاك؟ فإن الإقطاعات تغني عنها، وإن خرجت البلاد عن أيدينا فإن الأملاك تذهب معها، ومتى صارت الأملاك لأصحاب السلطان ظلموا الرعية، وتعدوا عليهم، وغصبوا أملاكهم.(20) وهذا النصُّ يؤكد بوضوح عدم وجود ملكية مباشرة للأرض من قبل المقطعين بل كانت هذه الملكية بيد الفلاحين ،(21) والأهالي(22) مقابل دفع ضريبة سنوية للحكومة، والمقطعين، (23)وقد كان لهذا الإجراء الذي اتخذه زنكي بمنع المقطعين من «التملك» نتائج إيجابية.

إنَّ اقتناء الأملاك من قبل هؤلاء يؤدي إلى أضرار عديدة قد تلحق بالأهالي وبمصلحة الإمارة على حدِّ سواء، أولها ما يجر إليه المقطعين من ظلمٍ للرعية، واعتداءٍ عليهم، واغتصابٍ لأملاكهم، ذلك: أنَّ الأمير في حالة كهذه سيستخدم ما يمتلكه من نفوذ وسلطة للضغط على أصحاب الملك ببيعه ملكهم بأقل ثمن، وربما دفعتهم إلى التنازل عنه بالقوة،(24) وقد أدرك ابن الأثير مدى عدالة زنكي في هذه الخطوة فعلق عليها قائلاً: فما أحسن هذا الخلق ـ أي: خلق زنكي ـ وأحسن هذا النظر للرعايا، وأكثر هذه الشفقة عليهم والرحمة لهم. ولا خلاف في أنَّ عمارة البلاد من ثمرات العدل، وكف الأيدي المتطاولة إلى أهلها.(25)

وفضلاً عن ذلك، فإنَّ من نتائج اقتناء المقطعين للأملاك تجمع الثروة بأيدي طبقة محدودة من الأمراء، واحتكار هذه الطبقة لموارد الرزق، بينما تبقى أكثرية السكان في فقر مدقع.

هذا إلى أن اقتناء الأمراء للأملاك والعناية بها قد يؤدي بهم إلى عدم توجيه جهودهم لكل ما يتعلق بالجندية، والدفاع، وهي الأمور التي أُقطعوا الأراضي والأعمال من أجلها.(26)

مراجع الحلقة الثالثة والثلاثون:

(1) كتاب الروضتين (1/76) عماد الدين زنكي ص 219.

(2) الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 219.

(3) عماد الدين زنكي ص 219.

(4) الباهر ص 79.

(5) مفرج الكروب(1/84).

(6) ذيل تاريخ دمشق ص 258.

(7) عماد الدين زنكي ص 220.

(8) المصدر نفسه ص 220.

(9) المصدر نفسه ص 220.

(10) المصدر نفسه ص 220.

(11) المصدر نفسه ص 220.

(12) المصدر نفسه ص 220.

(13) المصدر نفسه ص 221.

(14) المصدر نفسه ص 221.

(15) المصدر نفسه ص 221.

(16) عماد الدين زنكي ص 221.

(17) الباهر ص 54 عماد الدين زنكي.

(18) عماد الدين زنكي ص 221.

(19) الباهر ص 35 ـ 36، 37.

(20) الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 222.

(21) زبدة حلب (2/283 ـ 284) عماد الدين زنكي ص 223.

(22) مفرج الكروب (1/74 ـ 75).

(23) الباهر ص 79 زبدة حلب(2/280).

(24) عماد الدين زنكي ص 22.

(25) الكامل في التاريخ نقلاً عن عماد الدين زنكي ص 223.

(26) عماد الدين زنكي ص 223.

يمكنكم تحميل كتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي

alsallabi.com/uploads/file/doc/106969.pdf


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022