(نماذج من المعارك المختلفة بين جيش التحرير والسلطات الفرنسية)(1)
من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):
الحلقة: 292
بقلم: د.علي محمد الصلابي
شوال 1443 ه/ ماي 2022م
ـ وقع اشتباك بين وحدات من جيش التحرير الوطني يقودها كل من عباس لغرور والحاج لخضر واخرين تحت إشراف ناجي ندوي في خفقة أمعاش بالقرب من أريس «8 نوفمبر 1954م». إن القوات الفرنسية أرادت أن تقضي على الثورة عند ميلادها إلا أنها فقدت 150 جندياً «مجموع القتلى والجرحى»، استشهد في هذه المعركة 12 جندياً وجُرح اخرون من بينهم قائد وحدات المجاهدين ناجي ندوي الذي فقد عينه في الاشتباك.
ـ في أم الكماكم في ناحية تبسة جابه مائة مجاهد «تحت قيادة بشير شيهاني» 1500جندي فرنسي مسلحين بأسلحة خفيفة وثقيلة ومستعملين دبابات وطائرات، استشهد في الاشتباك 12 مجاهداً وجُرح 20 اخرون، لكن القوات الفرنسية فقدت 80 جندياً «مجموع القتلى والجرحى» وطائرة أسقطها المجاهدون وعدداً من الشاحنات التي أحرقها المجاهدون المهاجمون.
ـ على حسب علي كافي، إن هجوم المجاهدين والسكان في الشمال القسنطيني يوم 20 أوت 1955م ؛ كان محضراً منذ ثلاثة أشهر من طرف يوسف زيغود قائد المنطقة الثانية «الولاية الثانية فيما بعد»، الهدف العسكري للهجوم هو مناوشة مواقع العدو وتخفيف الحصار على «الأوراس النمامشة» تلبية لطلب المنطقة الأولى «الولاية الأولى فيما بعد».
أما الأهداف السياسية فهي داخلية: إيقاظ المتمردين من الشعب، وإحداث حالة «لا أمن» دائمة، وإظهار الجانب الشعبي للثورة، وخارجية: ممارسة ضغط حتى تُسجل قضية الجزائر في جدول أعمال الأمم المتحدة، والتعبير عن التضامن مع الشعب المغربي الذي يتظاهر للمرة الثانية احتجاجاً على نفي الملك محمد الخامس إلى مدغشقر.(1)
ـ يوم 22 سبتمبر 1955م وقعت معركة الجُرف الشهيرة جنوب شرق «مدينة تبسة» التي أصبحت أسطورة يفتخر بها المجاهدون عبر الوطن، وقد خلدها المجاهد والشاعر الكبير محمد الشبوكي في نشيده الخالد: «جزائرنا يا بلاد الجدود...» بقوله في أحد الأبيات:
«سلوا جبل الجرف عن جيشنا
فيخبركم عن مدى بطشنا»
وقد دامت هذه المعركة 8 أيام فقد العدو فيها حوالي 600 جندي، وجرح أكثر من ذلك، بينما استشهد 80 مجاهداً، وقد كان المجاهدون تحت قيادة بشير شيهاني وعباس لغرور وعجول عاجل، ويمكن الاطلاع على تفاصيل هذه المعركة في كتاب العقيد الطاهر الزبيري الذي يقول: إن المجاهدين تمكنوا من إسقاط عدد من الطائرات ومن تدمير عدة دبابات، ويقول: إن بعض المجاهدين المحاصرين من طرف قوات ضخمة للعدو كانت تستعمل السلاح الثقيل والخفيف، قد استطاعوا أن يصلوا إلى مغارة كبيرة اختفوا فيها، فعندما اكتشفتها القوات الفرنسية سدّتها، ولكن بعد حين أحس المجاهدون تياراً هوائياً اتياً من مدخل ثان بعيد عن الأول، فاستطاعت الوحدات المنسحبة إلى المغارة أن تخرج من الباب الاخر فنجت بأعجوبة.
ـ وفي 13 يناير 1956 وقعت معركة بقيادة مصطفى بن بولعيد «قائد المنطقة الأولى» بالأوراس جابه فيها ألفين من جنود العدو بإفري لبلح، أسفرت المعركة عن استشهاد 28 مجاهداً و16 مدنياً منهم امرأة وطفل، ومن جهة العدو سقط 110 جندياً «بين قتلى وجرحى».
ـ رجعت قوات العدو 12 جويلية 1956م إلى المنطقة بجيش مكون من حوالي 8000عسكري ومحمي بـ 22 طائرة من كل نوع وبالأسلحة الثقيلة، وقد كان عدد المجاهدين 75، دام الاشتباك من الفجر إلى الليل، فأسفر عن استشهاد 14 مجاهداً وعن مقتل حوالي 300 جندي فرنسي وعدد من الجرحى يناهز هذا الرقم، وقد أسقطت طائرتان عموديتان.
حاول الجيش الفرنسي تحطيم مركز جيش التحرير بقرية أولحاج في بلدية ششتار قرب خنشلة، فهاجم المركز بألفي جندي وهو متستر بعدد من السكان وضعهم في الصف الأمامي، وكان ذلك في شهر جويلية من سنة 1956م.
ـ وقد دامت المعركة ثلاثة أيام بين ألفي عسكري فرنسي أتوا من المراكز القريبة، ومائتي مجاهد مسلحين بأسلحة الية و9 بنادق ورشاشة، فقتل حوالي 500 جندي فرنسي واستشهد 60 مجاهداً وجُرح 20 وأسر 3، في اليوم الثالث من المعركة استطاع المجاهدون أن ينسحبوا من الحصار.
ـ في يوم 19 أوت 1956م اشتبكت كتيبتان من جيش التحرير الوطني مع الجيش الفرنسي في سطحة الدير بالكويف شمال تبسة، كانت الكتيبتان مسلحتين بأسلحة الية ونصف الية، وبنادق صيد و3 بنادق رشاشة، وقد تدخل العدو بثلاثة الاف عسكري مدعمين بـ 15 طائرة وبدبابات ومصفحات وأسلحة ثقيلة.
ـ يوم 27 نوفمبر 1956م وقع اشتباك كبير في جبل نوال على بعد 7 كيلو مترات جنوب تبسة،كان الجيش الفرنسي متألفاً من حوالي 20.000 عسكري، وأما عدد المجاهدين فقد كان يقدر بـ 700 موزعين على 5 كتائب، وقد فاجأ المجاهدون العدو عند نزول العساكر من الشاحنات، فأطلقوا عليهم النار بالبنادق الرشاشة، وعند ذلك تدخل الطيران فأطلق النار خطأ على القوات الفرنسية، مما رفع حصيلة العدو إلى حوالي 500 جندي قتيل و700 جريح و6 طائرات مُسقطة، وقد استولى المجاهدون على 20 رشاشة وثلاث بنادق رشاشة وعدد من القنابل اليدوية.
ـ وفي 2 أفريل 1957م وقعت معركة في بوشقوف «ولاية قالمة»، اشتبكت فيها فصيلتان من جيش التحرير الوطني مع 7000 جندي فرنسي مدعمين بالطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة، تفرقت الفصائل إلى 7 أفواج وتمركزت في أماكن صخرية، واستعملت أسلحتها الالية وبندقيتها الرشاشة، أسفرت المعركة عن قتل حوالي 300 جندي فرنسي وجرح 200 وقد أسقطت طائرتان، في حين استُشهد 54 مجاهداً وأُسر 12.
مراجع الحلقة الثانية والتسعون بعد المائتين:
(1) الثورة الجزائرية ثورة أول نوفمبر 1954م، بوعلام بن حمودة ص232
ـ يمكنكم تحميل كتب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من موقع د.علي محمَّد الصَّلابي
الجزء الأول: تاريخ الجزائر إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى
alsallabi.com/uploads/file/doc/kitab.PDF
الجزء الثاني: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الزعيم عبد الحميد بن باديس
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC135.pdf
الجزء الثالث: كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي من الحرب العالمية الثانية إلى الاستقلال وسيرة الإمام محمد البشير الإبراهيمي
alsallabi.com/uploads/file/doc/BookC136(1).pdf
كما يمكنكم الإطلاع على كتب ومقالات الدكتور علي محمد الصلابي من خلال الموقع التالي: