الأربعاء

1446-11-02

|

2025-4-30

(زيارة الجنرال ديغول للجزائر والمظاهرات الحاشدة)

من كتاب كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي(ج3):

الحلقة: 380

بقلم: د.علي محمد الصلابي

جمادى الآخرة 1444ه/ يناير 2023م

 

في يوم 8/12/1960م قام الرئيس الفرنسي بزيارة إلى الجزائر، وذلك بقصد تهيئة الجو لإجراء الاستفتاء الخاص بتقرير المصير، الذي تقرر أن يجري في كل من الجزائر وفرنسا في شهر يناير «جانفي 1961م»، وقد انتهز الأوربيون هذه الفرصة لكي يقوموا بمظاهرات صاخبة ضد ديغول، وضد سياسته في الجزائر، وفي هذه المرة قام الملاييين من الجزائريين المسلمين بمظاهرات مضادة ينادون فيها باستقلال الجزائر والتفاوض مع جبهة التحرير الوطني.

وباختصار فإن مظاهرات ما يزيد عن 8 ملايين مسلم جزائري في الفترة الممتدة من 10 إلى 13 ديسمبر 1960م ؛ أقنعت «ديغول» بأنه من الصعب على فرنسا أن تسترد ثقة المواطنين الجزائريين، وكما قال بن يوسف بن خدَّة، فإن هذه الانتفاضة الشعبية كانت منعرجاً في مسيرة وحدة الثورة، وحدثاً حاسماً في تاريخ معركتنا المسلحة وفي سير المفاوضات.

لقد أظهرت هذه الانتفاضات روح الكفاح والقدرات النضالية التي ظلت مرتفعة لدى الجماهير رغم الإرهاب البوليسي والعسكري، فأقنعت ديغول بضرورة التفاوض، وأن كل محاولة ترمي إلى حل عسكري ستبقى بدون جدوى، وعليه كانت هذه الانتفاضة الشعبية عاملاً حاسماً في التعجيل بسير المفاوضات(1).

إن مظاهرات 11 ديسمبر 1960م قد بينت للشعب الفرنسي حقيقة الثورة الجزائرية، حيث برز فيها تيار مناهض للسياسة الفرنسية يطالب بحل القضية الجزائرية عن طريق التفاوض مع قادة الثورة(2).

لقد فتحت هذه المظاهرات جبهة جديدة شعبية مستمرة ضد العدو، ولم تتوقف المظاهرات هنا وهناك ـ سواء كانت تلقائية غير منظمة، أو بأمر وتنظيم من طرف الثورة ـ إلى غاية تحقيق النصر.

ولقد استغلت قيادات إدارات الثورة في مختلف المستويات ـ سواء في الحكومة المؤقتة بالخارج أو في الولايات بالداخل ـ هذه المظاهرات استغلالاً سياسياً حسناً، بالقيام بحملة دعائية وإعلامية واسعة النطاق لتقوية وترسيخ وتعميق تضامن الشعب لفائدة الثورة، فيما بين بعضه، وبين الثورة في وقت واحد(3).

 

مراجع الحلقة الثمانون بعد الثلاثمائة:

(1) التاريخ السياسي للجزائر ص 525.

(2) التنظيم السياسي والإداري للثورة ص 477.

(3) ملحمة المظاهرات الشعبية، على بوداري ص 153.


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022