الإثنين

1446-11-07

|

2025-5-5

تأملات في الآية الكريمة:

{قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ}

من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

الحلقة: 210

بقلم الدكتور علي محمد الصلابي

2 شعبان 1444ه/ 22 فبراير 2023م

 

{قَالَ}: أي إبراهيم عليه الصلوات والتسليم.

{وَمَنْ}: الواو استئنافية.

{يَقْنَطُ}: القنوط: اليأس واستبعاد حصول الشيء.

{مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ}: من: متعلقة بالفعل يقنط، وأضاف الرّحمة إلى لفظ ربه لتعظيمها من ناحية وقربها من ناحية، وأضاف الربّ إلى ضمير الغائب؛ ليجعلها قاعدة عامة وقانوناً شاملاً وليس أمراً متعلقاً به فحسب.

{إِلَّا الضَّالُّونَ}: الذين لا يعرفون الله ولا يهتدون إليه سبيلاً ولا يرجونه ولا يخشونه(1)، الذين ضلوا عن طريق الله فلا يحسون رحمته، ولا يستشعرون رأفته وبره ورعايته، وأما القلب النديّ بالإيمان المتصل بالرحمن فلا ييأس ولا يقنط مهما أحاطت به الشدائد، ومهما ادلهمّت الخطوب.(2)

قال أسعد حومد: أجابهم إبراهيم - عليه السّلام - أنه ليس قانط من رحمة الله وإن كان قد كبر وأسنّت زوجته، فإنه يعلم من قدرة الله ورحمته ما هو أبلغ من ذلك ولا يقنط من رحمة الله إلا من ضلّ طريق الهداية والإيمان وجهل عظمة الخالق(3).

• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:

- القنوط والإيمان لا يجتمعان.

- الضلال أساس الكفر والعكس صحيح فبينهما علاقة جدلية، كل واحدة تؤدي للأخرى.

- رحمة الله قريب ولا يأس من وصولها وشمولها كل من طلبها.

- إبراهيم - عليه السّلام - لم يستغرب ذلك قنوطاً من رحمة الله ولكن استبعاداً له في العادة التي أجراها الله والسنن التي اعتادها البشر وبنوا حياتهم ومعاشهم عليها، ولم ينسوا بالطبع أن الله فعال لما يريد يخرق المعتاد وقت يشاء.(4)

مراجع الحلقة العاشرة بعد المائتين:

(( تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص293.

(2) المرجع نفسه، ص294.

(3) أيسر التفاسير، أسعد محمود حومد، حقوق الطبع محفوظة للمؤلف، ص 1859.

(4) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص295.

 

يمكنكم تحميل كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ

من الموقع الرسمي للدكتور علي الصَّلابي


مقالات ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة © 2022